الإتصالات_في_لبنان_99999998754698745697649876433333

شركات الاتصال… أكلت “البيضة و التقشيرة”!

شركات الاتصال… أكلت “البيضة و التقشيرة”!

كتب محمد ناصر الدين في موقع سكوبات عالمية:

كقَالَب جِبنة ، يرونه ، كقطعة سُكر ، كرصيد بنكي ، و أرقام لا كسولة ، المستثمرون من الساسة و رجال المال ، الذين يأتون القطاعات المُربحة ، على هيئة أصحاب سلطة أو يتلطون خلف شركات خاصة تنوي الاستثمار بل الاستيلاء على خيرات وطن.

فالقلم نفسه يضعه دفتر الشروط ، و يفوز بالمناقصة ، و يراقب سير العمل أيضاً ، إنه لبنان بلد العجائب التي تفوق السبع !

و هذه هي إحدى مساؤى القطاع الخاص ، الذي رغم اهمتيه في الحداثة و تطوير القطاعات بعيداً عن روتينيات الدولة إلا انه قد يرتدي لباس الشجع ،و يلتهم موارد الدولة و مواطنيها على حد سواء ،فتتحول المنغعة العامة خاصة.

بدل أن تنعم الخزينة العامة بموارد ضخمة من عائدات قطاع الاتصال و الانترنت ، تتخذ هذه الاموال مصير الجيوب الضيقة ، التي استفادت من عقم الدولة اللبنانية في انجاب الحلول لمواطنيها مستعينة بقطاع خاص ساهم في ترسيخ الازمة بدل دحرها.

التمس اللبنانيون منذ بداية الازمة الاقتصادية أواخر عام ٢٠١٨ ، تراجع حاد في كفاءة خدمات شركات
الاتصال و الانترنت ، من تراجع في سرعة الانترنت و انقطاعه المستمر ، و غياب الشبكة المحلية لساعات طويلة عن مناطق عديدة ، و غيرها من المشاكل التي كثرة في الاونة الاخيرة.

بررت الشركات المشغلة لهذا القطاع و لاسيما شركتي “Alfa telecom” و ” Touch lebanon ” ، بأن الهفوة بين التسعيرة القديمة بالليرة اللبنانية و تكلفة الصيانة و الشحن بالدولار الامريكي شكل عائق امام استمرار خدمات الشبكة على الوتيرة نفسها ، مؤكدة عدم قدرة الشركتين على تغطية نفقات الصيانة في اطار الاسعار الحالية ما دفع مجلس الوزراء لتعديل تسعيرة خدمات الشركتين و جعل السعر موازيا لتقلبات منصة صيرفة و ذلك ابتداءاً من تموز / يوليو ٢٠٢٢ . ما شكل تآكلا جديداً للقدرة الشرائية للمواطن اللبناني ، الذي يتقاضى راتيه على ١٥١٥ و ينفقه على ما يتجاوز ال ٩٠ ألفا.

وفقا للتسعيرة الجديدة ، أصبح لبنان في طليعة الدول ذات تكلفة الاتصال العالية ،لكن رداءة الخدمات استمرت على حالها حيث عانت الشبكة في العالم ٢٠٢٢ الكثير من الأعطال و الاضرابات و الانتهاكات، و هذا يرجع الى محاولة شركتي تاتش و الفا تخفيض تكاليف الصيانة ، و التخلف عن استحداث محطات و استقدام معدات توافق الجيل الجديد للاتصال حتى باتت خسارة المواطن اللبناني خسارتين ، يدفع ثمن خدمة لا يحصل عليها ، كل ذلك في ظل غياب الرقابة ،و غياب حكومة ، بل غياب الأمل بأن هذا الوطن قد يصبح في يوم من الايام واحة صالحة للعيش الكريم !

قد يكون القطاع الخاص خطوة للامام و قد يكون أيضا مطباً أمام تطور القطاع ، كله يعود الى كفاءة الحكومات و وزارات الوصاية ، و الاجهزة الرقابية ، و ابتعاد الشركات المشغلة عن النزالات السياسية التي أفشت في بلادنا ظاهرة الفساد و الفراغات السياسية و السيادية ، فَبِتنا في مركب فقد قبطانه ، تتقاذفه الرياح تارة للقاع و تارة للمجهول !

ملاحظة: ان الآراء والأفكار المطروحة في هذا المقال تُعبِر عن أفكار كاتبها.

المصدر: سكوبات عالمية – محمد ناصر الدين


عن محمد ناصرالدين

محمد ناصرالدين - كاتب سياسي، حائز على دبلوم علوم سياسية/علاقات دولية من الجامعة اللبنانية في بيروت .

شاهد أيضاً

News, international, international scopes, intscopes, scopes, middle east news, latest news of Lebanon, news in Lebanon, news in Lebanon now, news of Lebanon, Lebanon, Lebanon News, Lebanon news today, Lebanon news now, Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, Lebanon political crisis, Lebanon currency exchange rate, أخبار لبنان اليوم، اخبار لبنان اليوم عاجل، اخر اخبار لبنان، Lebanon today news, أخبار الحكومة اللبنانية، الوضع الأمني في لبنان، الأزمة السياسية في لبنان، Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanon political crisis, سعر صرف الدولار في لبنان، المصارف اللبنانية، الوضع الاقتصادي في لبنان، Lebanon currency exchange rate, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, سكوبات، سكوبات عالمية، عالمية, int, int scopes, international, Lebanon, أخبار، أخبار لبنان، اخبار، اخبار لبنان

نواف سلام: “التطبيع مع إسرائيل مرفوض” والحكومة متمسكة بالإصلاحات الداخلية

سلام: “التطبيع مع إسرائيل مرفوض” والحكومة متمسكة بالإصلاحات الداخلية أكّد رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نواف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *