السبت, مايو 25, 2024
الرئيسيةأخبار محليةمن "دواليب الهوا" إلى دواليب البؤس والسَّخام

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

من “دواليب الهوا” إلى دواليب البؤس والسَّخام

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img
- Advertisement -
في إحدى اللهجات المحلية اللبنانية تُلفظ الكلمة “دولييب”، وفي لهجة أخرى تُلفظ “دولاب”.

وكانت المطربة الراحلة صباح قد أنشدت في أغنية قديمة من مغناة “دواليب الهوا” الرحبانية في مطلع الستينات: “يا أمي دولبني الهوا/ يبعتلي دواليبو/يا أمي والقلب اكتوى/عم يسأل ع حبيبو/بيبرم على مطل الهوا متل دواليب الهوا”.

كان ذلك في زمن مضى وانقطع ومُحِق منذ دهر.

واليوم ينتصب أمام وجوه اللبنانيين وأعينهم وفي حياتهم، هذا الجدار الإسمنتي الذي محق الكلمات والزمن.

واليوم تغرق طرق وشوارع كثيرة في مناطق لبنانية كثيرة بسخام إحراق دواليب السيارات المستعملة التالفة.

وعلى الرغم من اختلاف لفظ اسمه في لهجات اللبنانيين المحلية، واختلاف انتماءاتهم وأهوائهم وأهدافهم في احتجاجاتهم، توحّد المحتجون اليوم في إشعالهم دواليب السيارات المطاطية المستعملة التالفة، وحرقها وسط الطرق والشوارع، لقطعها وتعطيل السير عليها. وهذا بعدما وحَّدهم التحليق الفلكي لسعر الدولار وانهيار الليرة اللبنانية والرواتب، وتفشي الفقر والبؤس.

والبعض سماه “سلاحاً سياسياً” أساسياً وفعالاً، إلى جانب مستوعبات النفايات، في حرائق قطع الطرق والشوارع.

والشبان هم غالباً مستعملو هذا السلاح. وغالباً ما يرتدون ثياباً سوداء، يكمِّمون أفواههم وأنوفهم بفولارات تقيهم تنشق السخام الأسود (قبل تفشي وباء كورونا، وبعده) وينتعلون أحذية مطاطية، استعداداً لنوبة حرق الدولاليب.

بعضهم ينقلونها من مخازن كسر السيارات بشاحنات صغيرة، فيرمونها وسط الطرق والشوارع أمام الراغبين في إشعال الحرائق على إسفلتها وقطعها. آخرون يحملونها بأيديهم ويشوِّحون بها، فيما هم يمتطون دراجاتهم النارية، ويزودون بها الحرَّاقين في الشوارع التي يسيِّح اللهيب إسفلتها، ويترك فيها بقعاً وحفراً لاتزول.
****

وذاك الشاب الجالس وحيداً منفرداً وسط دولاب سيارة مستعمل وسط الشارع، يستريح ويدخن سيجارة، يبدو دخان التبغ الذي ينفثه من فمه وأنفه سحابةً رمادية صغيرة، تغطي وجهه الأسود، وتتخلل شعر لحيته الكثيف الأسود. قد تكون لحيته حليقة، والسواد الذي يكسو وجهه ليس سوى السَّخام البادي على يديه. سخام حرقه الدواليب التي استعمل واحداً منها لجلسة تدخين سريعة، ليباشر بعدها الحرق.
****

توحدت مناطق لبنان أخيراً في استعمالها هذا السلاح، بعدما توحد زعماؤهم في تناحرهم على إذلالهم وإفقارهم وتسويد حياتهم وتبديدها سخاماً وهباءً.

المصدر: المدن

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

Translate »