لبنان قد يكون مفاجأة مسار السلام العربي – الإسرائيلي: العقبة الأكبر هي الحزب

في تقرير غير متوقع، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن لبنان قد يكون الخطوة القادمة في مسار التطبيع مع إسرائيل، مشيرة إلى أن الحديث عن السلام مع إسرائيل في بيروت لم يعد محظورًا كما كان في السابق، بل يشهد الآن حوارًا وطنيًا جادًا حول هذه القضية. كما توقعت الصحيفة أن يكون هناك ضغط أميركي متزايد من أجل التوصل إلى خطوات ملموسة نحو التفاوض مع إسرائيل.

وتسند الصحيفة هذا التحول إلى عاملين رئيسيين: الأول هو الهزيمة الكبيرة التي تكبدها حزب الله العام الماضي، ما جعل شريحة واسعة من اللبنانيين يرون أن المصالحة مع إسرائيل قد تكون الحل الأمثل لإنهاء العنف المستمر منذ أكثر من أربعة عقود. أما العامل الثاني، فيتمثل في التركيز الذي توليه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوسيع “اتفاقات إبراهيم”، وهو ما جعل فكرة السلام مع إسرائيل تبدو أكثر واقعية في أعين الأوساط السياسية اللبنانية.

وأشار التقرير إلى خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعا إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وأكد عون أن لبنان لا يمكنه البقاء خارج المسار الإقليمي لحل الأزمات. كما نقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة نواف سلام دعمه لمبدأ السلام، بشرط أن يتم ذلك بالتوازي مع استمرار الجهود لإقامة دولة فلسطينية.

وفي الوقت نفسه، تعتبر الصحيفة أن العقبة الأكبر أمام الانتقال من الحوار إلى اتفاق حقيقي هي “حزب الله” وحلفاؤه. حيث يمتلك الحزب قوة عسكرية كبيرة يمكن أن تُرهب القوى السياسية المعتدلة، وهو ما يجعل نزع سلاحه شرطًا أساسيًا لتحقيق سلام دائم. ونقلت الصحيفة تحذيرات المبعوث الأميركي توم براك من أن إسرائيل قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة إذا استمر التباطؤ.

وأوضحت الصحيفة أنه إحدى الطرق لتجنب الحرب هي أن يبدأ لبنان وإسرائيل عملية سلام خاصة بهما، على أن يُنظر إلى التطبيع كخيار استراتيجي مكمل لنزع السلاح. وأضافت الصحيفة أن أي تقدم دبلوماسي في هذا الاتجاه من شأنه تقويض جهود حزب الله لاستعادة نفوذه في لبنان، ويُظهر للبنانيين الفوائد السياسية والاقتصادية المحتملة للسلام.

وأوصت “واشنطن بوست” إدارة ترامب بالضغط على لبنان للانخراط في المفاوضات من خلال تجنيد شركاء عرب في العملية، وتقديم حوافز اقتصادية لإحياء الاقتصاد اللبناني المنهار. كما أشارت الصحيفة إلى أهمية ربط مشاريع إعادة الإعمار والاستثمار الدولي بخطوات عملية مثل ترسيم الحدود البحرية والبرية، إدارة موارد المياه والطاقة، وإلغاء القوانين المناهضة للتطبيع.

وفي ختام تقريرها، حذرت الصحيفة من أن فشل لبنان في إحراز أي تقدم بشأن نزع سلاح حزب الله أو البدء في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل قد يؤدي إلى فقدان المساعدات الأميركية للجيش اللبناني والدعم الاقتصادي، وربما تخلّي واشنطن عن مراقبة التحركات الإسرائيلية في الملف اللبناني.


المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

تراجع العراق رسمياً عن إدراج “الحزب” والحوثيين على قائمة الإرهاب: خطأ في الوقائع العراقية

مقدمة: بيان توضيحي عراقي بعد خطأ في النشر الرسمي شهدت الأوساط السياسية والإعلامية حالة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *