الحكومة اللبنانية تقرّ خطة الجيش حول “حصرية السلاح”.. انسحاب وزراء شيعة يثير الجدل السياسي

شهد قصر بعبدا اليوم جلسة حكومية استثنائية برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء، حيث أُقرت خطة قيادة الجيش المتعلقة بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة، وهو الملف الذي لطالما كان محل جدل سياسي وشعبي في لبنان.

وبحسب معلومات “لبنان 24″، فإن الحكومة وافقت على الخطة بعد عرضها من قبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وذلك في إطار مساعي المؤسسة العسكرية لترسيخ الأمن وتأكيد سيادة الدولة على كامل أراضيها.

موقف رئيس الجمهورية من القضاء

قبل الدخول في تفاصيل خطة الجيش، أطلع الرئيس عون مجلس الوزراء على قراره إعادة القانون المتعلق بتنظيم القضاء العدلي، مستنداً إلى المادة 57 من الدستور، وذلك بعدما تبيّن وجود أخطاء شكلية وجوهرية في بعض مواده، ما يجعله غير قابل للتطبيق، إضافة إلى مخالفته للمعايير والأصول الدولية.

انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة

وفي تطور لافت، انسحب خمسة وزراء يمثلون الطائفة الشيعية من الجلسة عقب بدء مناقشة خطة الجيش. الوزراء هم:

  • وزير العمل محمد حيدر

  • وزير الصحة ركان ناصر الدين

  • وزيرة البيئة تمارا الزين

  • وزير المالية ياسين جابر

  • وزير التنمية الإدارية فادي مكي

الوزراء اجتمعوا في قاعة جانبية داخل القصر، في خطوة اعتُبرت اعتراضاً سياسياً على آلية النقاش وليس رفضاً لخطة الجيش بحد ذاتها.

تصريحات الوزير فادي مكي

الوزير مكي أكد في تصريح له أنه كان من الداعمين لمناقشة خطة الجيش وترك تفاصيلها الزمنية لقيادة المؤسسة العسكرية، لكنه أشار إلى أن انسحاب مكوّن أساسي من الحكومة دفعه لاتخاذ موقف مشابه. وأضاف:

“إذا كانت استقالتي تحقق المصلحة الوطنية فأنا على استعداد لتقديمها إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”.

تصريحات الوزير محمد حيدر

من جهته، شدد وزير العمل محمد حيدر على أن “أي قرار يُتخذ بغياب الطائفة الشيعية هو غير ميثاقي”، مؤكداً أنهم انسحبوا من الجلسة “انسجاماً مع مواقفهم السياسية وليس اعتراضاً على الجيش”.
وأضاف في مقابلة مع قناة “المنار”:

“خرجنا من قصر بعبدا ولن نعود للجلسة اليوم، موقفنا سياسي وننتظر ما سيصدر عن مقررات مجلس الوزراء”.

كما أوضح أن المطلب الأساس هو الاتفاق على استراتيجية دفاع وطنية شاملة، منتقداً عدم توازن التعاطي مع ملف السلاح في ظل تهديدات العدو الإسرائيلي.

موقف وزيرة البيئة تمارا الزين

أما وزيرة البيئة تمارا الزين، فقد أوضحت أن خروج الوزراء لم يكن مرتبطاً بدخول قائد الجيش، بل جاء بعد الترحيب به والإشادة بدوره، مؤكدة أن الموقف سياسي بحت.

دلالات المشهد السياسي

إقرار خطة الجيش حول “حصرية السلاح” يفتح الباب أمام نقاشات أوسع حول مستقبل الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، في وقت لا تزال الانقسامات السياسية والطائفية تشكل عائقاً أمام التوافق الوطني الشامل.
ويُتوقع أن يثير هذا التطور المزيد من الجدل في الساحة اللبنانية، خصوصاً أن الملف يرتبط بشكل مباشر بالسيادة والأمن الداخلي والعلاقات مع المجتمع الدولي.


المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

حملة أمنية واسعة للجيش اللبناني توقيف شبكة ترويج مخدرات في كسروان والمتن وضبط رمانات يدوية في منازل مخلّين بالأمن في طرابلس

حملة أمنية واسعة للجيش اللبناني: توقيف شبكة ترويج مخدرات في كسروان والمتن وضبط رمانات يدوية في منازل “مخلّين بالأمن” في طرابلس

استمرار جهود الجيش لملاحقة المطلوبين والمخلّين بالأمن تواصل قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه عملياتها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *