تسليم السلاح الفلسطيني في المخيّمات: خطوة سيادية أم فخ سياسي؟
مع إعلان بدء عملية تسليم السلاح الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، بدا وكأنّ الدولة اللبنانية تُقدّم خطوة هامة نحو تعزيز سلطتها داخل المخيمات. إلا أن هذه الخطوة أثارت العديد من التساؤلات حول مدى جديتها، فهل هي حقًا خطوة سيادية تهدف لتعزيز السلطة اللبنانية، أم أنها مجرد فخ سياسي يُخفي خلفه أهدافًا أكبر؟
التفاصيل:
بعد أشهر من التجميد الذي تلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، التي كان يُفترض أن تفتح الباب أمام العملية، أُعلن أخيرًا عن تسليم السلاح الفلسطيني إلى الجيش اللبناني. ورغم محاولات البعض تصوير هذه الخطوة على أنها “شكلية” أو “رمزية”، إلا أن ما جرى يمثل محاولة لتأكيد سيادة الدولة اللبنانية، حيث يُتوقع أن يصبح الجيش هو الجهة الوحيدة المخوّلة إدارة السلاح على أراضيها بما فيها المخيمات الفلسطينية.
مواقف الفصائل الفلسطينية:
رغم دعم بعض الأطراف الفلسطينية لتسليم السلاح، إلا أن العديد من الفصائل الفلسطينية تُظهر تحفّظات واضحة. حيث تبقى حركة “فتح” هي الفصيل الوحيد الذي يظهر توافقًا مع الخطوة، بينما ترفض فصائل أخرى فكرة تسليم السلاح، معتبرة أن ذلك يهدد هويتها النضالية، ويفقدها دورها في مقاومة الاحتلال.
التوقيت والتحديات:
تتزامن هذه الخطوة مع مرحلة إقليمية ضاغطة، حيث تُعيد القوى الإقليمية والدولية صياغة أولوياتها بعد أحداث “طوفان الأقصى”، في حين تسعى الولايات المتحدة والسعودية إلى تحجيم سلاح “حماس” و”حزب الله”. هذا التوقيت يطرح تساؤلات حول إمكانية استخدام هذا النموذج في ملفات أخرى أكثر حساسية، ما يرفع منسوب التوترات الفلسطينية اللبنانية.
التطورات المتوقعة:
قد تُسهم هذه الخطوة في تهدئة التوترات داخل المخيمات وتعزيز الثقة بين الدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية، خاصة في حال تحول التسليم الطوعي إلى نموذج يُحتذى به. كما أن النجاح في هذا الإجراء قد يمنح الحكومة اللبنانية نقاطًا إضافية على الساحة الدولية، ويُعزز موقفها في أي مفاوضات داخلية أو إقليمية.
السيناريوهات المحتملة:
من ناحية أخرى، قد يؤدي أي تعثر في تنفيذ هذه الخطوة إلى تفاقم التوترات داخل المخيمات، مما يعيد إنتاج دوامة العنف التي شهدتها المخيمات سابقًا. هذا السيناريو قد يُشكل تهديدًا للأمن الداخلي اللبناني ويزيد من الانقسامات داخل المجتمع الفلسطيني. في المقابل، قد تتحول هذه الخطوة إلى اختبار شامل للدولة اللبنانية والفصائل الفلسطينية على حد سواء، ويُنظر إليها كفرصة لاستعادة سيادة الدولة اللبنانية على المخيمات.
ما جرى في برج البراجنة قد يكون مجرد “بروفا” أولية، لا سيما في ظل الحديث عن ضرورة التعامل مع سلاح “حزب الله” في المستقبل. السؤال الأهم يبقى: هل ستنجح الدولة اللبنانية في المرور من “امتحان المخيمات” إلى “امتحان الحزب”، أم أن هذه التجربة ستسقط عند أول اختبار جدي؟
المصدر: حسين خليفة – لبنان 24
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم