“الموساد ينقل المسيّرات إلى قلب إيران بأسلوب يشبه “البيجر” ويغير قواعد الحرب”

بأسلوب يشبه “البيجر”… هكذا نقل الموساد المسيّرات إلى قلب إيران

في السنوات القليلة الماضية، أصبح استخدام الطائرات المسيّرة (الدرونز) سلاحًا حيويًا وفتاكًا في ساحات القتال، لما تتمتع به من مزايا مثل صغر الحجم وصعوبة الاكتشاف، بالإضافة إلى قدرتها على توجيه ضربات دقيقة وفعّالة. ولكن، عندما تُطلق هذه الطائرات من داخل أراضي العدو، فإن تأثيرها يصبح مضاعفًا على الصعيدين العسكري والمعنوي، كما شهدنا في الهجمات الأخيرة التي شنّتها أوكرانيا على أربعة مطارات روسية باستخدام طائرات مسيّرة تم إدخالها عبر شاحنات إلى العمق الروسي.

السيناريو ذاته تكرر في إيران، حيث كشف الجيش الإسرائيلي عن عمليات استخدم فيها الموساد طائرات مسيّرة تم تهريبها إلى داخل الأراضي الإيرانية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تكتيكات الحروب الحديثة. في عملية غير متوقعة، استهدفت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية مواقع عسكرية إيرانية بعد أن انطلقت من داخل إيران نفسها.

ويُعتبر هذا التطور خطوة جديدة في أسلوب إدارة الحروب، إذ كان تهريب الطائرات المسيّرة إلى داخل أراضي العدو وتصنيعها خلف خطوطه أسلوبًا غير مسبوق. وقد لفت هذا الهجوم الأنظار نظرًا للتخطيط المسبق والدقيق الذي استغرق سنوات، شمل عمليات كوماندوز داخل طهران، والتي شهدت انفجارات عنيفة، واغتيالات، وضربات على مبانٍ سكنية.

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن هذه العملية لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتاج لسنوات من التحضير، شملت تهريب مكونات الطائرات المسيّرة مثل الكوادكوبتر والمروحيات المفخخة، من خلال حقائب وشاحنات وحاويات شحن، إضافة إلى ذخيرتها. وقد قام الموساد بتدريب فرق صغيرة على تنفيذ الهجوم، حيث استهدفت الدفاعات الجوية الإيرانية والمنصات الصاروخية.

التكتيك الذي اعتمده الموساد كان مشابهًا لأسلوب حزب الله في عملية “البيجر” الشهيرة، حيث تم استخدام قنوات تجارية وشركاء أعمال دون علمهم لتهريب الطائرات المسيّرة إلى الأراضي الإيرانية. وحذر خبراء من أن هذا النوع من الهجمات يعكس مستوى عالٍ من المباغتة والتخفي في التخطيط، مما يجعل من الصعب على العدو اكتشافها.

في الوقت نفسه، أكد خبراء أن تطور هذا النوع من الحروب سيواكبه تطور في وسائل التصدي، سواء عبر أنظمة دفاعية متقدمة أو حلول بسيطة مثل الأغطية المحصنة.

ورغم أن إيران تعمل على تطوير أنظمة دفاع جوي متعددة الطبقات لرصد التهديدات، فإن الطائرات المسيّرة التي أُطلقت من على بُعد بضعة كيلومترات داخل الأراضي الإيرانية كانت قادرة على تنفيذ الهجوم بنجاح. ويُعتقد أن هذا النوع من العمليات سيتكرر في نزاعات مستقبلية، ويشكل تحولًا جوهريًا في استراتيجيات الحروب الحديثة.

---

Mossad's Drone Strategy: A “Beager”-Like Operation in the Heart of Iran

In recent years, drones have become a critical and deadly tool in modern warfare due to their small size, difficulty in detection, and ability to deliver precise and effective strikes. However, when these drones are launched from within enemy territory, their military and psychological impact multiplies, as seen when Ukraine recently targeted four Russian airports using drones smuggled into Russian territory by trucks.

A similar scenario unfolded in Iran, where the Israeli military released footage showing operations launched by Mossad agents from within Iran itself, using drones. This marked a significant shift in modern warfare tactics. In an unexpected move, Israeli drones attacked Iranian military sites after launching from inside Iran's borders.

This development represents a new strategy in warfare management, as the smuggling and manufacturing of drones behind enemy lines is an innovative approach. The Israeli operation in Iran is the result of years of preparation, including covert commando operations in Tehran, which led to explosions, assassinations, and strikes on residential buildings.

Israeli officials confirmed that the operation was a product of years of planning, including the smuggling of drone parts such as quadcopters and explosive helicopters via suitcases, trucks, and shipping containers. The Mossad trained small teams for the mission, targeting Iranian air defense systems and missile launch platforms.

The tactics used by Mossad are similar to Hezbollah’s famous “Beager” operation, where drones were smuggled through commercial channels and business partners without their knowledge. Experts have warned that this new method of attack highlights a level of surprise and stealth in planning, making detection difficult for the enemy.

Experts also note that the evolution of this type of warfare will be matched by advancements in countermeasures, whether through advanced defense systems or simpler solutions like armored covers.

While Iran is working on developing multi-layered air defense systems to detect threats, the drones launched from just a few kilometers within Iranian borders successfully executed the strike. This type of operation is expected to be used in future conflicts, marking a significant shift in warfare strategies.

---

Translated by international scopes team

المصدر: العربية