الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار عالمية وعربيةالشرق الاوسط فوق برميل بارود هل ينفجر؟

الشرق الاوسط فوق برميل بارود هل ينفجر؟

- Advertisement -

لو خرجنا قليلا من الأسباب العابرة والمُساقة حاليا للتوتر بين لبنان والسعودية، لوجدنا أن لبنان والمنطقة برمّتها يغليان فوق بُركان قد ينفجر في أي لحظة. فإيران رفعت منذ تولي إبراهيم رئيسي شؤون رئاسة البلاد مستوى التحدي، وإسرائيل تدفع باتجاه عمل عسكري واسع، وإدارة الرئيس جو بايدن باتت مُحرجة، والغرب بشكل عام يستعد لزيادة منسوب الضغط ما لم تنفرج الأمور قبل 29 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، موعد العودة المرتقبة الى مفاوضات فيينا.

- Advertisement -

والسؤال البسيط حاليا: هل كل هذا الاحتقان من لبنان الى العراق الذي شهد أمس سقوط قتيل وأكثر من 100 جريح، مرورا بسوريا وصولا الى اليمن وأذربيجان وبحر عُمان، هو فقط لدفع إيران للعودة الى التفاوض أم أن خلف الحرائق، ما هو أخطر؟

- Advertisement -

يقول السيناتور جيم ريش الذي يرأس تكتّل الحزب الجمهوري في لجنة العلاقات الدولة في مجلس الشيوخ:” إن إسرائيل لن تترك إيران تحصل على سلاح نووي، وإن لديها خططاً حمراء لذلك، وإن بقاء إسرائيل ووجودهما يعتمدان على هذا (أي منع إيران من امتلاك هذا السلاح).

هذا ليس تصريحاً عابراً، وإنما هو جزء من تحرّك واسع يجري إسرائيليا ودوليا وعربيا لمنع طهران من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم والوصول الممكن الى السلاح النووي ومنعها كذلك من تطوير صواريخها الباليستية، ( الجولات المكوكية الإسرائيلية بين واشنطن وروسيا وأوروبا كانت لهذه الغاية) وهو ما يدفع القيادة الإيرانية الى التعامل بمبدأ “حافة الهاوية”، أي أنها، كعادتها، توصل الأمور الى حافة المواجهة ثم تفتح باباً للانفراج.

ففي اللحظة الأخيرة، قبلت طهران زيارة مدير وكالة الطاقة الذرية الدولية الذي عقد مع نظيره الايراني اتفاقا جديدا في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، بغية عودة المفتّشين للتأكد من الكاميرات والبطاريات وغيرها، وأشار الى قيام طهران بتشديد الإجراءات حول المنشآت النووية وأن ثمة سحبا وضبابا بشأن ما تفعله.

ومن المنتظر أن تستقبل طهران وفدا من المفتشين قبل العودة الى مفاوضات فيينا المتوقفة منذ الصيف، والا فإن بيانا اتهاميا سيصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية، كما ان الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أكدت الشروع بالتشاور مع الشركاء لتحضير ردٍ على إيران في حال استمر الوضع على ما هو عليه، ذلك أن التقارير الدولية تشير الى احتمال تسريع طهران تخصيب اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي لا بل واحتمال الحصول على سلاح نووي. فهذه الدول تشكّك في ما تقوله القيادة الإيرانية من ان الحصول على هذا السلاح مرفوض أخلاقيا ودينيا وانسانيا.

ماذا يفعل خصوم إيران؟

السلاح النووي العتيد، وكذلك القلق الكبير المتمثل بالصواريخ الباليستية، يجعل القلقين من مستقبل ” التهديد الإيراني” يتحرّكون في أكثر من اتجاه. ويمكن ملاحظة التالي:

التشاور الدولي والإقليمي استعدادا لاتخاذ موقف صارم في حال لم تمتثل إيران . لكن هذا الأمر ما زال يصطدم بموقفي روسيا والصين الا اذا تبين فعلا ان ايران تقترب من تصنيع القنبلة.

اشتباك بحري إيراني أميركي بشأن ناقلات نفط إيرانية في بحر عُمان.

تراجع واشنطن عن وقف بيع أسلحة الى السعودية، حيث أقرّ الرئيس بايدن صفقة جديدة بنحو 650 مليون دولار ( وذلك بضغط واضح أيضا من مصانع الأسلحة) .

تهديد بقصف قواعد إيرانية في سورية وبينها ” قاعدة الأمام علي” جنوب شرق مدينة البوكمال في ريف دير الزور. وذلك بعد ان تعرضت قاعدة ” التنف” الأميركية للقصف بمسيّرات مفخّخة قيل ان إيران أشرفت عليها لكنها لم تنطلق من الأراضي الإيرانية وفق البنتاغون. وثمة معلومات تتحدث عن مشاهدة تحركات عسكرية إيرانية من تلك القاعدة الإيرانية باتجاه العراق.

تحريك ملف أذربيجان حيث عمدت السلطات هناك على تضييق حركة مرور ناقلات النفط الإيرانية صوب ناغورني كاراباخ. مع الإشارة الى ان ما بين 20 و 30 بالمئة من الإيرانيين هم من أصول آذرية ويقيم معظمهم في المناطقة المتاخمة لأذربيجان وأرمينيا. وغالبا ما تتهم طهران إسرائيل بالتفخيخ لها في تلك المنطقة.

تحريك الملف العراقي بعدما تبيّن من نتائج الانتخابات أن حلفاء إيران أصيبوا بنكسة، فراحوا يحمّلون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والامارات العربية المتحدة ودولا أخرى مسؤولية ” التزوير”، بينما يقول آخرون ان الناس كما في لبنان ضاقوا ذرعا ويريدون التغيير، وان وصول التيار الصدري الى صدارة النتائج هو تعبير عن الغضب خصوصا ان السيد مقتدى الصدر ( الذي زار أمس أحد أبرز وجوه السنة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي والسيد عمّار الحكيم) تبنّى منذ فترة غير قصيرة مطالب الناس الناقمين. لعل هشاشة الوضع في العراق حاليا تماما كلبنان ستكون المكان الاكثر ملاءمة لاحداث امنية تخلط الاوراق

تحريك الملف اللبناني من خلال التضييق على حزب الله وإشغاله بمشاكل امنية وسياسية واقتصادية عديدة، ناهيك عن تبعات ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت. وتشجيع المجتمع المدني اللبناني وتمويل قسم كبير منه بغية قلب المعادلة الانتخابية في الربيع المقبل تماما كما حصل في العراق. وإذا كان ما يجري يبقى في حدود معقولة لمنع حزب الله من قلب الطاولة على ترسيم الحدود البحرية، فإن لبنان قد يُقبل على تطورات أمنية ذات أبعاد مذهبية ضد

الحزب في الأسابيع المقبلة بسبب الاحتقان الحالي. وربما تجد بعض الأطراف مصلحة بتأجيل الانتخابات والتمديد للبرلمان ولرئيس الجمهورية.

ماذا ستفعل إيران ؟

بالمقابل فإن إيران ليست مكتوفة الأيدي، فهي من خلال مماطلتها بالعودة الى المفاوضات ورفعها شرط الغاء العقوبات قبل استئناف التفاوض، تتعمد ” الغموض البنّاء” لجهة ما تفعله في منشآتها النووية، وترفع مستوى القلق عند الآخرين بغية دفعهم الى تقديم تنازلات تفاوضية. كما أنها تعتبر أن معركة ” مأرب” مصيرية في المنطقة، لأن سيطرة الحوثيين عليها تعني حسم الحرب لصالحهم وصالحها. وفي الوقت عينه تشدد أواصر التعاون مع سوريا وحزب الله، وتشجع حلفاءها الفلسطينيين على إعادة تحريك الجبهة الداخلية، وتدفع باتجاه تخفيف وقع ما حصل في العراق، وتستمر في تعزيز التحالف مع الصين وروسيا.

لا أحد يريد الحرب في المنطقة ولا أحد قادرا على تحمّل تبعاتها. هذا ما يقوله الجميع، لكن ماذا لو أن إيران تتقدم فعلا صوب السلاح النووي وأنها ستستمر في تطوير أسلحتها الباليستية؟ هل تكون العودة الى مفاوضات فيينا في آخر الشهر الحالي بداية الانفراج وبداية ثنيها بالتالي عن ذلك مقابل اغراءات مالية ، أم ان البركان سينفجر في أماكن مختلفة لإحراج إيران ودفعها الى التنازل، قبل الولوج الى ما هو أخطر لو لم تمتثل ؟

من يقرأ كتاب ” المُعلن والخفي” لوزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد، يُدرك أن ثمة أجواء تتشابه بين الاتهامات لإيران اليوم وتلك التي سيقت ضد العراق قبيل اجتياحه بتهمة امتلاك أسلحة دمار شامل. الفارق الوحيد هو أن قدرات إيران العسكرية وأذرعها المتشعّبة عبر المحور الذي تقوده في المنطقة أكبر بكثير مما كان عليه حال العراق وعلاقة السلطة آنذاك بشعبها، وهو ما يدفع العالم الى التردد في المواجهة المباشرة، ويتحوّل صوب الجبهات البديلة لإشغالها، وإيران من جانبها تفعل الشيء نفسه في الجبهات البديلة، لأنها تعرف كما خصومها أن الحرب الواسعة ستكون مدمرة.

هذا يعني أن الأوضاع في لبنان والعراق واليمن وسورية وغيرها مُرشّحة لاحتمالي التفجير أو الهدوء على ضوء ما سيحصل او لا يحصل في جنيف قريبا. وحتى الآن فان أميركا وإيران قالتا انهما عائدتان للتفاوض. فلننتظر ونر.

وهل لدى العرب، للأسف، اليوم غير انتظار الآخرين كي يقرّروا مصائرهم. وفي وقت الانتظار تبدو المنطقة ملتهبة تماما، ويكفي اختراع أي ذريعة للتفجير، وهذه حرفة اسرائيلية منذ عقود طويلة فهي تدرك كيف تخترع الذرائع حين تقرّر الحرب شرط موافقة ضمنية اميركية، وهذا بحد ذاته صعب الآن.

بقلم سامي كليب – موقع لعبة الأمم

– Advertisement –



– Advertisement –


قد يهمك أيضاً

– Advertisement –

مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »