لم يكن سرّا، ولا مُستغربًا الحياد “المستقبلي” مع ما جرى في أحداث الطيونة الأخيرة. سلسلة من المواقف المستنكِرة “الفلكلورية” أطلقها العديد من نواب تيار المستقبل بشخص رئيسها سعد الحريري على منصّة “تويتر”. الأمر لا ينعكس فقط على إشتباكات 13 تشرين فحسب، بل يطرح عدة علامات إستفهام حول “الحيادية” الحريرية تجاه الأحداث اللبنانية.
كما يبدو جليّا منذ الشهر الفائت، أغلب القوى السياسية اطلقت العنان لحملاتها الإنتخابية بإستثناء “التيار الأزرق”، اللهم إلّا من بعض الخلوات السياسية والإجتماعات التحضيرية في ظل غياب الميزانية التي تشكّل عائقًا أمام التيار “السني” الأكثر شعبية لخوض غمار الإنتخابات. فعلى غرار ما حصل في 2009 والنجاح المنقطع النظير، حلَّ عام 2018 بخسارة المستقبل عدد لا يُستهان به بعدما كان الكتلة الأكثر تمثيلا من النواب في البرلمان.
فماذا عن إنتخابات 2022؟ هل حجز المستقبل موقعًا بين القوى السياسية؟ أم أن الشارع غير جاهز للتصويت؟
خريطة التحالفات ضائعة، حيث ثبّت فرضيتها رئيس حزب القواب اللبنانية سمير جعجع بعد إنكفائه خلال المقابلات التلفزيونية عن الإجابة عن سؤال حول العلاقة بالرئيس سعد الحريري، ويصبح في موضع الشك حول من تبقى من جبهة 14 آذار، فالكتائب اللبنانية أصبحت خارج السرب، والتقدمي الإشتراكي وعلاقته بتيار المستقبل “مش ولابد”، يبقى إتفاق على “الحلوة والمرة” مع حركة أمل ببعض الدوائر الإنتخابية في بعض المناطق، فبين الوحدة الشيعية “الإنتخابية” والتشرذم المسيحي الواضح، يقف تيار المستقبل على ناصيته وحيدًا حتى الآن.
بالعودة إلى أحداث الطيونة وتلقف الشارع السني لهذه الإشتباكات على وجه الخصوص، صورٌ وتحيات للزعيم السنّي سمير جعجع سرعان ما أنهاه النائب محمد كبارة في طرابلس وإن “معنويا” بإزالة الصور، ليعود الوزير السابق أشرف ريفي ليطل من معراب ويؤكد المؤكد، خارطة جديدة في طرابلس لإنتخابات 2022 مع إنتشار بعض المكاتب للقوات في المنطقة وجمع جعجع للسنة تحت رايته القواتية وتسلمه لملف الطائفة وإن “من بعيد لبعيد”.
ففي ظل التشرذم السني وحيرة شارعه خاصة بعدما مرَّ من صعوبات واجهها أهالي منطقة طريق الجديدة باللحم الحي، “صبر وبصيرة سنية” رسمت بأياد قواتية علّهم أهالي المنطقة الأكثر تمثيلا لسعد الحريري وسائر المستقبليين يشعروا بأن زعيما قويّا هبط عليهم بعدما عجز أغلب نواب المنطقة بإيجاد حلول لمن قالوا لهم “عالوعد نكمل دربك”