هل تُعلن حال طوارىء في هذه البلدة اللبنانية؟
هل تُعلن حال طوارىء في هذه البلدة اللبنانية؟

إن حُلَّت حُلَّ ما سِواها …ما هي “أم أزمات” ؟!

 

كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية:

في أم الحضارات و ارتقاء الاديان و بزوغ الانسانية ، في محور كوكب بني البشر ، خُلق الانسان بأصنافٍ لا يحصاها إلا الله .و الحكمة اوجدت الاختلاف في الشكل و الفكر و حتى الإنسانية.

للازمات أم ولادة ، و أم ازماتنا في البلاد العربية هي التعددية أو بالاحرى هي “الفشل الذريع في إدارة التعددية”.

فما كانت الالوان يوماً عامل بؤسٍ في الحديقة و ما كان قوس قزح جميلاً إلا بتراص ألوانه المختلفة .و العام لولا فصوله المحتلفة لكان مملاً باهتاً. في كل المخلوقات كان التعدد والاختلاف هو سمة الجمالية و المثالية معاً …ماذا عن الإنسان الذي قيل أنه يملك عقلاّ ؟!

أساء الإنسان لكل شيء ، أساء لنفسه و لبعضه و لغيره ترى في التواريخ محطات بؤس و لحظات غير إنسانية خلفها الإنسان …

و في اصل كل حكاية “كان الاختلاف سببا” لن نعود بالتاريخ بعيداً ،فطمس الاختلاف كانت سمة كل الشعوب حتى نهاية الحرب العربية الثانية ،يومها ، غرّدت أوروبا برُقيها نحو الادارة السلمية للاختلاف و التنوع و التعددية بين الشعوب.لكن بعد ماذا؟ بعد ان أظهر الإنسان أنه اكثر الحيوانات افتراساً و أقلهم خيراً .

بالدم أوجدت أوروبا حلولاً للتعددية خصوصا في أوروبا الوسطى و الشرقية …هل للعرب المصير نفسه؟ أو مصير أقل دموية؟!

بين الحين و الحين نفسه . تلد التعددية مئات المشاكل هنا و هناك ، بين الناس و بين الشعوب و في الصراع على الحقائب و السلطة و الموارد . كل شيء يتناحر في البلاد العربية ، من بيروت و حربها الاهلية الطائفية إلى مصر و الموجات الساخنة بين المسلمين و الاقباط مروراً باقتتال الشيعة و السنة في اليمن و خلافهم في البحرين و همجية التطرف في العراق و للأمثال بقية ….

ماذا عن التعددية الدينية و غيرها؟أما طال وجودنا في مستنقع الاختلاف و الألم ؟ما السبيل نحو طمس غريزة الانانية و احتضان الاختلاف تحت سقف زمني أو حتى ديني للدولة ؟

إن استيراد الفكر و الموسيقى و الموضة من أوروبا جعل الامة تركد مكانها ، جهلها عقيمة الفكر شديدة التكاثر ، خطوات الرجعية كانت ترهول و الزمن كان اسرع مما تصور الذين يعيشون على أصالة ماضينا و تراثنا .

و ما كانت القسرية حلاً أيضا بقدر ما كانت كـ “صب الزيت فوق النار” .

و بالطبع الحل ليس في خطابات الاكاديميين و نداءات حقوق الانسان و غيرها من صفائح الكلام التي غمرها الغبار كما غمر معظم مكتباتنا في العالم العربي .

لا شاك أن الواقعية هي الحل الأمثل ، لان أفضل الحلول ليس اجملها بل الحل القابل للتطبيق . و من هنا يجب ان نستفيد من التجربة الغربية لا ان نستنسخها و يجب أن نأتي الحوار مدركين مقتنعين أن سنيننا العجاف سببها أنانية بعضنا ، و أن لا أمامنا سوى الاحتضان الطوعي لكل اختلافاتنا العقائدية و الفكرية ، فاحتكاك الفكر بالفكر وحده الذي ينتج الحضارة المشرقة للشعوب ، و اعتزال الجماعات بعضها ، يعني انحلال المجتمع و اضحلال الأمة . أنا الاحتضان القسري الذي عرفته بعض مناطق الخليج بدأ القلق و التوتر يتسلل إليها.

من عدالة الحلول يجب ان تبدأ مسيرة الالف ميل نحو اوطان يُحذف من قيدها أي خانة تُفَرِّق بين مواطن و آخر

هي مصائرنا ، لن تغفر الاجيال لمن ابادها و لن يشفع التاريخ للذي أساء لصفحاته . فبعض الإنسانية في القلوب كافية لاستئصال “أم الأزمات من النفوس و الأمم” .

عن محمد ناصرالدين

محمد ناصرالدين - كاتب سياسي، حائز على دبلوم علوم سياسية/علاقات دولية من الجامعة اللبنانية في بيروت .

شاهد أيضاً

News, international, international scopes, intscopes, scopes, middle east news, latest news of Lebanon, news in Lebanon, news in Lebanon now, news of Lebanon, Lebanon, Lebanon News, Lebanon news today, Lebanon news now, Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, Lebanon political crisis, Lebanon currency exchange rate, أخبار لبنان اليوم، اخبار لبنان اليوم عاجل، اخر اخبار لبنان، Lebanon today news, أخبار الحكومة اللبنانية، الوضع الأمني في لبنان، الأزمة السياسية في لبنان، Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanon political crisis, سعر صرف الدولار في لبنان، المصارف اللبنانية، الوضع الاقتصادي في لبنان، Lebanon currency exchange rate, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, سكوبات، سكوبات عالمية، عالمية, int, int scopes, international, Lebanon, أخبار، أخبار لبنان، اخبار، اخبار Lebanon daily news,لبنان

نبيه بري: الانتخابات البلدية في الجنوب “مهما كلف الأمر” وسعي لتحقيق أكبر توافق وطني

نبيه بري: الانتخابات البلدية في الجنوب “مهما كلف الأمر” وسعي لتحقيق أكبر توافق وطني أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *