الأحد, أبريل 28, 2024
الرئيسيةأخبار محليةتصفية حسابات بين "التيار" و"الثنائي" في مغدوشة

تصفية حسابات بين “التيار” و”الثنائي” في مغدوشة

- Advertisement -

مَن مِنّا لا يعرف الإمبراطور الروماني نيرون، الذي اشتهر حكمه بالتهوّر والإستبداد!؟ مَن منّا لا يعرف أن هذا الإمبراطور كان قد تلقى في بداية حكمه نصائح كثيرة، لكنّه تعنّت ومضى بما له فيه مصلحة شخصية، غير آبه بمصالح الإمبراطورية وأهلها؟ من منا لم يسمع يوماً بـ”حريق روما الكبير”!؟ فبغضّ النظر عن اختلاف المؤرخّين حول مسألة وجود نيرون داخل روما خلال اندلاع الحريق أم لا، أو بشأن غنائه وفرحه بالحريق أو لا، إلاّ أن النتيجة واحدة وآثارها موجودة حتى يومنا هذا، ويمكن للمرء تفقّدها وهي قصر “Domus Aurea” (البيت الذهبي)، الذي بناه نيرون في أعقاب الحريق على أنقاض وركام بعض الأحياء والشوارع والأزقّة التي دُمّرت بالكامل جراء الحريق.

- Advertisement -

لست من الذين يعتقدون بنظريّة “التاريخ يعيد نفسه”، فأنا مقتنع تماماً بأن للتاريخ مسار واضح مستقيم يسير فيه حتى النهاية، إلا أنه لا بدّ من التساؤل عن تشابه واقعنا اليوم مع هذه الحقبة التاريخية!!! فنحن اليوم في ظلّ حكم عهد غاشم اشتهر منذ أن تأسّس بالتهوّر والإستبداد، وأدّى تهوّره واستبداده إلى ما أدّى إليه من دمار وقتل وهجرة في السابق، ويؤدّي تهوّره واستبداده اليوم إلى انهيار البلاد بشكل كامل، وذلّ شعب بأكمله في طوابير الحصول على قطرة وقود أو رغيف خبز أو حبّة دواء، فضلاً عن أننا جميعاً مهدّدون بالموت يومياً جراء أي حادثة طبيعية، ممكن أن تحصل لأي شخص يعيش في أي مكان على هذه الكرة الأرضيّة، كلدغة ثعبان مثلاً أو لسعة عقرب أو حتى فقدان المستلزمات الطبّية لغسيل الكلى أو أي مرض مزمن آخر، فضلاً عن ندرة الأدوية السرطانية.

- Advertisement -

لا هذا ليس كل شيء، فالتهوّر أدّى إلى وقوع انفجار في مرفأ بيروت، صُنّف على أنّه الثالث عالمياً من ناحية الحجم والقوّة، أودى بـ219 شهيداً و6000 جريحاً وعشرات الآلاف من المتضرّرين والمشرّدين جراء دمار نصف عاصمتنا، وما المحاولات غير المنقطعة النظير التي نشهدها من أرباب هذه السلطة، وعلى رأسهم الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، من أجل عرقلة التحقيقات في انفجار المرفأ، سوى بناء “قصر ذهبي” لهم على دماء شهداء المرفأ، وركام وأنقاض وأحياء وشوارع ومنازل أهالي العاصمة المنكوبين!!!

إلا أن انفجار المرفأ ليس أبداً آخر الغيث في التهوّر، وإنما ما نشهده اليوم من مواقف أصحاب الرؤوس الحامية من جماعة “التيار الوطني الحر” في ما خصّ الحوادث التي تشهدها بلدتا مغدوشة وعنقون، لا يمكن أن يوضع إلا في خانة التهوّر.

ألم يتّعظ هؤلاء من تجربة تهوّرهم في إعلان “حرب التحرير”!؟ ألم يتّعظ هؤلاء من تجربة تهوّرهم واستبدادهم في إدارة ملف الكهرباء!؟ ألم يتّعظ هؤلاء من استبدادهم في التعامل مع تأليف الحكومات، ومن تهوّرهم في إبرام “التفاهمات” وفي التعامل مع تقارير “نيترات الأمونيوم”!؟ السبحة تطول ولكن لنقف عند هذا الحد الآن، لأن “الشمس شارقة والناس قاشعة”.

أما بالنسبة لموضوع مغدوشة ـ عنقون، فيقوم “التيار الوطني الحر” عبر بعض الرؤوس الحامية في صفوفه، والفارغة بطبيعة الحال، بصبّ الزيت على النار، ليس لحاميتهم على المسيحيين وهم أصمغوا آذاننا في السابق بأنهم تيار علماني، وليس أبداً لغيرتهم على أهالي مغدوشة وحرصهم الشديد على أمنهم واستقرارهم وعيشهم بطمأنينة في بلدتهم، وإنما لمجرّد أنهم يريدون تصفية حساباتهم السياسية القديمة والجديدة داخل الصف الواحد، أي مع “حركة أمل” و”حزب الله”، ولو على حساب أهالي مغدوشة، أو حتى جميع مسيحيي لبنان أو الشعب اللبناني برمّته لأي طائفة انتمى. المهم بالنسبة لهم، هو أن تُشكّل الحكومة بالشكل الذي يريده رئيسهم النائب جبران باسيل وقبل الإنتخابات النيابية، حتى لو اضطرّهم الأمر إلى إشعال حرب أهلية، سيكونون هم أول الهاربين منها عبر مطار بيروت والمعابر الحدودية والمرافئ المتاحة.

يموت الناس، يتقاتلون على محطات الوقود، يُقتَلون في محاولتهم الحصول على بضع ليترات من الوقود في التليل، يطلقون النار على بعضهم البعض للحصول على ربطة خبز، كل هذا لا يهمّ، المهم أن تُشكّل الحكومة بالشكل الذي يريده باسيل.

تنهار البلاد، يصبح سعر صرف الدولار في السوق السوداء 20000 ليرة لبنانية، تنقطع المواد الغذائية، تنقطع المستلزمات الطبية، ينقطع الدواء، كل هذا بطبيعة الحال لا يهمّ، المهمّ أن تُشكّل الحكومة بالشكل الذي يريده باسيل.

فما الفرق بين هذه الرؤوس الحامية في “التيار الوطني الحر” ونيرون!؟

ليبانون ديبايت” – بولس عيسى

 

– Advertisement –



– Advertisement –


قد يهمك أيضاً

– Advertisement –

مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »