بالرغم من كل التسريبات، لا تزال مسألة اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة غير محسومة، او الاصح مرتبطة بقرار يعرفه الحريري وحده، علما ان اهمية الاعتذار لا تكمن فقط بالحدث نفسه، بل ايضا بما سيتبعه من تطورات.
وبحسب مصادر مطلعة فإن السؤال الاساسي الذي يطرح، هو ماذا بعد اعتذار الحريري؟ هل ستكلف الاكثرية شخصية اخرى لتشكيل الحكومة؟ ام سيستمر الفراغ الى الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهل سيتبنى الحريري تسمية شخصية يدعمها للتكليف؟
تؤكد المصادر ان المرجح هو عدم ذهاب الحريري بإتجاه تسمية شخصية سياسية يدعمها لتشكل الحكومة، لان مثل هذا الفعل سيجبره على البقاء في واجهة الاحداث وسيستمر الرأي العام بتحميله مسؤولية اي فشل سياسي او حكومي.
وتضيف المصادر ان التسمية تحفف العبء عن عهد عون، وتبقي الحريري شريكا، مباشرة او غير مباشرة، لذلك فإن المرجح عدم قيام الحريري بأي خطوة مرتبطة بدعم اي شخصية سياسية لكي يتم تكليفها بالتشكيل، علما ان الثنائي الشيعي يضغط على الحريري من اجل القيام بمثل هذا الامر.
وتلفت المصادر الى انه في المقابل، يبدو ان ثنائي “حزب الله” – “التيار الوطني الحر” قد اخذ قرار بعدم الذهاب الى خطوات سياسية تصعيدية في حال قرر الحريري الاعتذار، ما يعني انه لن يكلف شخصية استفزازية او يمكن اعتبارها ضمن الصف السياسي الواضح لقوى الثامن من اذار.
واكدت المصادر ان التكليف في هذه الحالة، لن يؤدي بالضرورة الى عملية تشكيل للحكومة، لانه سيكون مكبلا بالكثير من الاعتبارات السياسية التي منعت في الاصل الرئيس سعد الحريري من تشكيل حكومته.
وترى المصادر ان ذهاب العهد و”حزب الله” الى المهادنة السياسية سيكون مترافقا مع سعي من قبل الحريري لمنع اي انفلات للشارع في بيئته حفاظا على الحد الادنى من الامن المجتمعي ومنعا لاي فتنة او اشتباك مذهبي او طائفي.
لبنان 24