الثلاثاء, أبريل 16, 2024
الرئيسيةأخبار محليةساحة قَتْل وقتال بلا أسلحة... فهل تحوّل لبنان الى "كوريا شمالية"؟

ساحة قَتْل وقتال بلا أسلحة… فهل تحوّل لبنان الى “كوريا شمالية”؟

- Advertisement -

بعدما قيل سابقاً إن لبنان لن يصل الى أزمات قاتلة، وإن وضعه كحاضن للنازحين واللاجئين في المنطقة يمنع المساس به أمنياً وإقتصادياً، بما يدفعه الى الإنهيار، وصل الشعب اللبناني الى حالة صعبة جدّاً.

فالوضع بات يُشبه وكأن صراعات المنطقة كلّها، تدور عملياً على الأرض اللبنانية، بسلاح المال، وبعَسْكَر الإقتصاد، في شكل يجعل من لبنان ساحة قتال، بلا قنابل وأسلحة ودماء.

سنوات طويلة؟

لبنان يبدو مثل ساحة قتال، وقتل، مالية – إقتصادية. فبعدما غُضَّ النّظر سابقاً عن وضعه كمُتنفَّس لاقتصادات “مُمانِعَة” في المنطقة، ها هو يدفع الثّمن، من خلال تطويق تلك الإقتصادات فيه، عبر أوجُه كثيرة. ولكن النتيجة الملموسة هي أن أعداداً هائلة من الشّعب اللبناني، تسقط يومياً “قتلى” و”جرحى” تبادُل الرسائل بين القوى الإقليمية والدولية الكبرى.

فهل نبقى على تلك الحالة لسنوات طويلة، فنصل فعلياً الى ما يُشبه أحوال شعوب فنزويلا وإيران وسوريا وكوريا الشمالية؟ أو هل ان ما يُقال في هذا الإطار من حين الى آخر، فيه الكثير من المبالغة؟

مجاعة؟

أكد الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة “أننا لم نصل الى ما يُشبه أوضاع شعب كوريا الشمالية وفنزويلا، حتى الساعة. ولا نزال بعيدين من تلك الحالة. ففي كوريا الشمالية مثلاً، نتحدّث عن مجاعة، وهذا ليس حالنا في لبنان”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى “أنه صحيح أننا في وضع صعب، وفي ظلّ اقتصاد متعثّر، ولكن الشعب اللبناني لا يموت جوعاً على الطُّرُق، وهو يتاقلَم رغم الصّعوبات”.

ليست مؤامرة

وأوضح حبيقة:”رغم التعثّر الإقتصادي الكبير، لا يزال عدد السرقات والتجاوُزات الأمنية محدوداً، وذلك لأن الشعب اللبناني نفسه يُمسِك بأمنه وبأمن بلده، ويحترم دولته ومؤسّساتها، أكثر من السياسيين. وبالتالي، وضعنا مختلف جذرياً عن أحوال شعوب دول أخرى، في أفريقيا، أو أميركا الجنوبية، أو آسيا، تمرّ بظروف إقتصادية صعبة مثلنا، وترتفع فيها نِسَب السرقات والجرائم والنَّشْل والإعتداءات والإغتصاب”.

وشدّد على أن “الحلول الإقتصادية والمالية بيدنا، وعَدَم تشكيل الحكومة ليس مؤامرة خارجية. فكلّ دول الخارج لديها ما يكفيها من المشاكل، التي تفوق مشاكلنا. وهو ما يعني أن أسباب أزمتنا داخلية، تقوم على جدالات طائفية ومذهبية حول عدد وزراء الحكومة”.

وقال:”رغم ذلك، يبقى الأمل موجوداً لدى المواطن اللبناني، بإمكانيّة حصول حلّ في وقت غير بعيد، انطلاقاً من أن المشكلة داخلية، وعرقلتها سياسية داخلية. والأمل هذا يسهّل عَدَم ارتكاب تجاوزات أمنية، مهما بلغت الصّعوبات المعيشية”.

يقولون لا!

ورأى حبيقة أن “لبنان ساحة لصراعات داخلية قوية. فحتى الساعة، لا إطار لبنانياً حقيقياً لبلد مُتجانِس يُحكَم بسهولة، فيما النظام السياسي غير قادر على حلّ المشاكل. ففي أي بلد مُنتَظِم، مثلاً، يتمّ تكليف شخص بتشكيل حكومة، ويبقى تشكيلها مُعلَّقاً لأشهر؟ وفي أي بلد مُنتَظِم يصمد الفراغ الرئاسي على حاله لعامَيْن ونصف؟ فهذه أخطاء أساسية”.

وأضاف:” في أي بلد طبيعي يُمكننا أن نجد “صندوق النّقد الدولي”، و”البنك الدولي”، والصناديق العربية من كويتية وسعودية وغيرها، تترجّى الدولة التي فيه، للقيام بالتفاوُض حول البرامج أو القروض أو الأموال، فيما المسؤولون في تلك الدولة يقولون لا، بانتظار معرفة عدد الوزراء في حكومة لا ينجحون في تشكيلها؟ هذا هو الفساد بذاته”.

كوارث

وتابع حبيقة:”في أي بلد طبيعي، يذهب فيه أعضاء الفريق المُفاوِض لـ “صندوق النّقد الدولي”، الى المفاوضات، بآراء مختلفة بين بعضهم البعض، وبأوراق وأرقام مختلفة؟ هذه كلّها كوارث حقيقية”.

وختم:”لسنا بلداً مُتجانِساً ومُتضامِناً بين مختلف مكوّناته، وسط تركيز على الشروط الطائفية والمذهبية في تشكيل الحكومات. وبالتالي، ما يدمّر اقتصادنا هو سوء إدارة البلد من الداخل، وغياب المسؤولية الوطنية عند معظم السياسيين”.

المصدر: وكالة أخبار اليوم

- Advertisement -

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

مقالات ذات صلة

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »