International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم
مسارات الضغط المتقاطعة: عسكريًا وماليًا (استراتيجية التجفيف)
يتعرض “حزب الله” لضغط ثنائي متزامن، يستهدف وجوده وقدراته:
-
التهديد العسكري الإسرائيلي: تهديدات متواصلة بـ “حرب واسعة جديدة” لاستكمال القضاء على القدرات العسكرية للحزب ونزع سلاحه بالقوة.
-
الضغط المالي الأمريكي: عقوبات متلاحقة من وزارة الخزانة الأميركية على شبكات التمويل، تهدف إلى إضعاف الحزب.
الرقم المفتاحي: كشف وكيل وزارة الخزانة جون هيرلي أن إيران نجحت في تحويل نحو مليار دولار إلى “حزب الله” خلال عام 2025 رغم العقوبات، مما يثبت استمرار تدفق التمويل.
يرى الخبراء أن “تضييق شبكات التمويل” يشكّل المدخل الأنجع لتغيير سلوك الحزب بعد الضربات العسكرية (2023-2024)، ضمن “استراتيجية تجفيف” تجمع بين الضغط المالي ووضع البنية العسكرية تحت التهديد.
الاستراتيجية الأمريكية: الإطباق المالي كـ “فرصة تاريخية”
يتجاوز الخطاب الأمريكي العقوبات التقنية إلى سردية أشمل عن “فرصة تاريخية” لعزل الحزب عالمياً، وتطبيق مرحلة “الإطباق المالي” التي تُعتبر أقل كلفة وأكثر فاعلية من الحرب المفتوحة على المدى الطويل.
محاور الإطباق المالي لتطويق حزب الله:
-
1. العزل القانوني: توسيع دائرة الدول التي تُصنّفه كمنظمة إرهابية.
-
2. الملاحقات العالمية: استخدام هذا التصنيف لفتح الباب أمام مداهمات ومصادرات في أوروبا، أميركا اللاتينية، وأفريقيا.
-
3. تزامن الضغط: يتكامل الضغط المالي بقيادة الولايات المتحدة مع “التهويل بالحرب” الذي تقوده إسرائيل لفرض تسوية تنهي دور الحزب العسكري.
-
4. الاستهداف المباشر: استهداف شبكات التحويلات، شركات الواجهة، والمموّلين في الخارج كـ امتداد مباشر لمسار الحرب.
المأزق اللبناني: تآكل الدولة مقابل مرونة “اقتصاد المقاومة”
في مواجهة هذه الضغوط، يحاول لبنان الرسمي تجنّب الانفجار الشامل في النظام المالي والسياسي، مؤكداً التزامه بـ “صرامة” بمعايير منع تمويل الإرهاب. لكن هذه المقاربة الدفاعية تصطدم بواقع داخلي بالغ الهشاشة:
| الجانب المالي/الاجتماعي | التحدي والنتيجة |
| القدرة على الفصل | تكاد تكون نظرية؛ فشبكات الحزب الاقتصادية متداخلة مع تفاصيل الحياة اليومية (الضاحية، الجنوب، البقاع). |
| القطاع المصرفي | كل تشدد يهدد بتجنيب النظام المالي عقوبات شاملة، لكنه يضر بشبكات الخدمات الاجتماعية التي يعتمد عليها اللبنانيون بعد انهيار 2019. |
| اقتصاد المقاومة | يركز خطاب الحزب على الصمود والمرونة وقدرة “اقتصاد المقاومة” على التكيف، رغم ارتفاع الكلفة وتحدي الحفاظ على تماسك قاعدته الشعبية. |
| المفارقة الحدّية | التشدد في استهداف قنوات التمويل الرسمية يدفع الحزب نحو توسيع الاعتماد على الاقتصاد الموازي غير الخاضع للرقابة (شبكات الحوالة والصناديق المغلقة)، ما يفاقم تآكل الدولة ويضعف قدرة المصرف المركزي. |
الخلاصة: هل يُدفَع الحزب إلى مراجعة موقعه؟
تتعامل واشنطن وتل أبيب مع اللحظة كـ “نافذة نادرة” لفرض أثمان باهظة على “حزب الله” ومحاولة دفعه إلى مراجعة موقعه وسلاحه قبل أن يستعيد أنفاسه بعد حرب 2023–2024.
السؤال الجوهري الذي يغيب عن النقاش:
هل ينفع خنق “حزب الله” ماليًا من دون مسار سياسي داخلي واضح؟ وهل يُدفَع الحزب في نهاية المطاف إلى تقديم تنازلات في ملف السلاح؟
المصدر: حسين خليفة – لبنان 24
