المناورات الدبلوماسية بعد الحرب:
ذكرت صحيفة “The Spectator” البريطانية أن “إسرائيل” قد تواجه تهديدًا جديدًا بعد الحرب الحالية، ولكن هذه المرة ليس عبر جبهة عسكرية، بل من خلال جبهة دبلوماسية. في أعقاب الصراع، تُفتح جبهة جديدة في أروقة الدبلوماسية حيث تُرسم الخرائط بالكلمات والولاءات. إسرائيل، التي كانت معتادة على المواجهات العسكرية، تجد نفسها محاصرة الآن بالمعاهدات والقرارات والحوافز السياسية، مما يعيد تعريف شروط حريتها الاستراتيجية.
التحديات الدبلوماسية وتصور الولايات المتحدة:
بحسب الصحيفة، تزداد الحملة السياسية بعد المرحلة العسكرية لحرب غزة، وتواجه إسرائيل الآن شبكة كثيفة من المناورات الدبلوماسية التي ترى “اليوم التالي” ليس فقط عملية إعادة إعمار محلية، بل إعادة تصميم معماري إقليمي بقيادة واشنطن. على الرغم من أن الولايات المتحدة تُظهر رغبة في تحقيق الاستقرار، إلا أن هناك منطقًا أكثر خطورة وراء خطاب إعادة الإعمار، حيث يُنظر إلى الردع على أنه مزعزع للاستقرار، وغموض السياسة الإسرائيلية كعلامة على النضوج، مع التشكيك في غرائز بقاء الدولة ذات السيادة.
التقارب الأميركي مع النظام السوري:
كما ذكرت الصحيفة، فإن الطلب الأميركي على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب يُعد تحولًا دراماتيكيًا في البراغماتية الأميركية. ما كان في السابق أمرًا لا يُصدّق أصبح الآن مبررًا كآلية استقرار. هذه الخطوة قد تثير قلق إسرائيل، فهذه سابقة قد تنطبق على حماس في وقت لاحق.
الضغوط الداخلية في إيران:
في إيران، ازدادت الحملة الأمنية، حيث قامت قوات الأمن باعتقالات منسقة بحق صحافيين وأكاديميين، ما يعكس تزايد انعدام الأمن داخل البلاد. وتُشير الصحيفة إلى أن إيران، على الرغم من تأثيرات حرب الأيام الاثني عشر التي أضعفت مخزوناتها من الصواريخ الباليستية وبرنامجها النووي، إلا أن قوتها لم تُستنفد بعد، وأن النظام يبذل جهودًا لإعادة بناء نفوذه في المنطقة.
التحولات في العلاقات الإقليمية:
في غزة، لا تزال الغارات الجوية الإسرائيلية مستمرة حول خان يونس، مع تجميد تنفيذ حماس للمرحلة الأولى من اتفاق الأسرى. الصحيفة ترى أن استعداد الولايات المتحدة للتغاضي عن هذا التأخير يعكس نمطًا أعمق في السعي لتحقيق الهدوء الإقليمي حتى على حساب صدقية الردع الإسرائيلي. وتستشهد الصحيفة بأن المفاوضات مع المنظمات الجهادية، التي تركز على الاعتبارات الإنسانية، تمنح نفوذًا للإرهابيين عبر التهديدات، مما يضعف الموقف الاستراتيجي لإسرائيل.
الضغوط على التفوق العسكري الإسرائيلي:
من ناحية أخرى، يرى التقرير أن الطلب السعودي على مقاتلات إف-35 قيد المراجعة من قبل الولايات المتحدة يعكس سياسة أميركية تتعامل مع المنطقة بحذر، بينما تُنظر هذه الخطوة في إسرائيل على أنها تهديد لتفوقها العسكري النوعي. يتزامن هذا مع التقدم في العلاقات بين السعودية وإسرائيل في “اتفاقيات إبراهيم 2.0″، ما قد يهدد استقرار التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
تحديات المفاوضات مع حماس وتهديدات التسوية الدولية:
الصحيفة تطرقت أيضًا إلى قضية المفاوضات مع حماس وتخوفات إسرائيل من تقديم تنازلات تُكافئ الخروقات السابقة، وتُشجع على المماطلة. ورغم محاولات إسرائيل إظهار مرونتها في المفاوضات، إلا أن الصحيفة ترى أن هذه الخطوات يمكن أن تؤدي إلى تقويض المصداقية الإسرائيلية، وتساهم في ترسيخ نموذج تسوية دولي ضمني يضعف موقف إسرائيل الاستراتيجي.
التهديدات الإقليمية على إسرائيل:
أضافت الصحيفة أنه في الوقت نفسه، تقترب تركيا وإيران من حدود إسرائيل تحت مظلة “هياكل أمنية إقليمية” مدعومة أميركيًا، ما يخلق التناقض بين التعددية الأميركية واستقلالية إسرائيل الأمنية. وهذا التحول في استراتيجية الولايات المتحدة قد يقيد المبادرة الإسرائيلية ويعزز الضغوط السياسية على إسرائيل لمراعاة الاستقرار الإقليمي.
الخلاصة:
تخلص الصحيفة إلى أن النظام الذي يركز على الولايات المتحدة يسعى إلى تحقيق الاستقرار من خلال تحييد الديناميكية الإسرائيلية، ويعيد تعريف الشرق الأوسط وفقًا للمخططات الغربية التي تتجاهل العناصر الأساسية مثل الدين، والسلطة، والخوف، والقبيلة. هذه التحولات في العلاقات والضغوط الإقليمية تشير إلى أن الأسس للصراع المقبل قد بدأت تُرَسّخ، ليس فقط مع خصوم إسرائيل التقليديين، ولكن أيضًا مع حلفائها المفترضين.
المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم