في خطوة مثيرة للجدل، نشرت منصة الإعلام الإسرائيلية N12 تقريرًا موسعًا عن الضابط السابق في جيش لبنان الجنوبي، سعيد غطّاس، حيث تم تقديمه في التقرير كـ “صاحب خطة لتفكيك حزب الله وإعادة بناء لبنان”. التقرير، الذي جاء في شكل مقابلة صحفية، بدا وكأنه جزء من حملة إعلامية إسرائيلية تهدف إلى إعادة تقديم وجوه لبنانية ارتبطت بالاحتلال الإسرائيلي في الجنوب كبدائل سياسية في المرحلة المقبلة.
سعيد غطّاس: من جيش لحد إلى مستشار إسرائيلي
غطّاس، الذي خدم في جيش لبنان الجنوبي خلال الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، والذي يقيم الآن في الولايات المتحدة، دعا إسرائيل إلى استمرار عملياتها العسكرية ضد حزب الله. محذرًا من أن أي تراجع في العمليات قد يؤدي إلى “إعادة سيناريو 7 تشرين الأول”، في إشارة إلى الأحداث الأمنية الماضية. ورغم أن غطّاس أشار إلى أن إسرائيل “أنجزت 75% من مهامها ضد الحزب”، إلا أنه أكد أن 25% المتبقية تتعلق بتفكيك البنية السياسية والاجتماعية التي تدعم حزب الله في لبنان.
“خريطة الطريق لتفكيك حزب الله”
في المقابلة، طرح غطّاس ما أسماه “خريطة طريق لإزالة نفوذ حزب الله”. أبرز بنود هذه الخطة كانت تشمل:
-
إلغاء المحكمة العسكرية.
-
إسقاط التهم ضد المعارضين.
-
استبدال المسؤولين المقربين من الحزب في مؤسسات الدولة.
-
وقف التنسيق الأمني بين الجيش اللبناني وحزب الله.
-
سحب تراخيص السلاح من عناصر الحزب.
-
إعادة فتح ملفات الاغتيالات الكبرى مثل اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانفجار مرفأ بيروت.
تبنّي الرؤية الإسرائيلية
ما لفت الانتباه في المقابلة هو أن غطّاس لم يخفِ تبني الرؤية الإسرائيلية بشكل كامل في مقاربته للواقع اللبناني. كما دعا إلى “دعم المغتربين اللبنانيين المناهضين لحزب الله” وتنفيذ “ضربات دقيقة ضد البنى التحتية لشبكات التهريب”. وحذر من أن حزب الله أصبح “يُدار من ضباط إيرانيين يفتقرون للخبرة”، مؤكدًا أن على إسرائيل أن “لا تسمح له بالتقاط أنفاسه”.
إعادة تدوير رموز “جيش لحد”
فيما يبدو كجزء من حملة إعلامية إسرائيلية واسعة، تسعى وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إعادة تقديم رموز “جيش لحد” كوجوه لبنانية “مخلّصة” في مواجهة حزب الله. ويشمل ذلك تقديم هذه الشخصيات على أنهم “أبطال إصلاحيون” في الوقت الذي تعيد فيه إسرائيل تأهيل هؤلاء الضباط في الساحة اللبنانية. الإعلام الإسرائيلي، من خلال هذا الخطاب، يسعى إلى إضفاء شرعية على مرحلة التعاون السابقة بين هؤلاء الضباط والجيش الإسرائيلي، في محاولة لتوظيف هذا الماضي في الصراع السياسي والإعلامي حول مستقبل لبنان وسلاح المقاومة.
مراقبون يشيرون إلى أهداف إسرائيلية بعيدة المدى
يعتبر المراقبون أن هذه الحملات الإعلامية تعكس محاولات إسرائيلية لإعادة بناء خطاب سياسي بديل داخل الساحة اللبنانية. هذا الخطاب يروج لسردية قديمة تدّعي “تحرير لبنان من حزب الله”، ولكن جوهرها هو إعادة تأهيل الشخصيات المرتبطة بالمشروع الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، ضمن محاولة إعادة تشكيل الوعي السياسي في لبنان.
المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم