ارتفاع تاريخي: الذهب يتجاوز 3900 دولار للأونصة وسط تصاعد “المخاطر الأميركية”

سجلت أسعار الذهب طفرة غير مسبوقة خلال تعاملات تشرين الأول 2025، حيث تجاوزت العقود الآجلة للمعدن الأصفر مستوى 3,900 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ. هذا الصعود القياسي جاء مدفوعاً بزيادة حادة في المخاطر الاقتصادية والسياسية الأمريكية.

ويُعدّ السبب المباشر لهذه القفزة هو فشل المشرعين الأميركيين في التوصل إلى اتفاق حول التمويل الفيدرالي، ما تسبب بـ أول إغلاق حكومي منذ سبع سنوات. عادةً ما تعزز مثل هذه المخاطر دور الذهب كـ “ملاذ آمن” رئيسي للمستثمرين حول العالم.

البنوك المركزية تضاعف المشتريات وتغير قواعد اللعبة

لم يكن الإغلاق الحكومي هو المحرك الوحيد لـ سعر الذهب. فمنذ عام 2024، تعمل البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، على تعزيز مشترياتها بشكل ممنهج. ويهدف هذا التوجه إلى تنويع الاحتياطيات والحد من الاعتماد على الدولار الأميركي.

• بيانات مجلس الذهب العالمي: اشترت البنوك أكثر من 1000 طن للعام الثالث على التوالي.

• حجم الاحتياطيات: أصبحت البنوك المركزية مالكة لحوالي خُمس الذهب المستخرج عالمياً.

الذهب يتخلى عن صفة “الأصل العقيم”

على الرغم من أن المستثمر الأسطوري وارن بافيت كان ينتقد الذهب باستمرار معتبراً إياه “أصلاً عقيماً” لأنه لا يدر عوائد مثل الأسهم أو السندات، إلا أن موجة الارتفاع الأخيرة غيّرت هذه النظرة التقليدية.

أصبح الذهب يُنظر إليه حالياً كـ “أداة استثمارية نشطة” وقادرة على تحقيق مكاسب رأسمالية ضخمة.

• مكاسب رأسمالية: أكدت الكاتبة رلى راشد أن ارتفاع أسعار الذهب هذا العام بأكثر من 45% يجعله بعيداً تماماً عن صفة “الأصل العقيم”، خاصة مع التنامي الكبير في الاستثمارات داخل صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.

توقعات سعر الأونصة لعام 2026: الوصول إلى 4500 دولار

يرى الخبراء أن هذا الصعود التاريخي سيستمر في الأجل المتوسط. وتوقع الخبير الاقتصادي محمد سعد أن يواصل الذهب صعوده في عام 2026 ليصل إلى مستويات تتجاوز 4,500 دولار للأونصة.

يُعزى هذا التوقع المتفائل إلى مجموعة من العوامل المشتركة:

1. استمرار الطلب: تزايد الطلب من المستثمرين الأفراد، وصناديق المؤشرات، واستمرار مشتريات البنوك المركزية.

2. المخاطر الجيوسياسية: استمرار المخاطر في مناطق النزاع الرئيسية مثل أوروبا والشرق الأوسط.

المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري