التواصل الفاتر بين عون وسلام وتزايد التصعيد النيابي: نصاب الجلسة ومخاوف من تعطيل الانتخابات
بعد عودة التواصل بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد التوترات التي شهدتها البلاد في أعقاب تظاهرة “حزب الله” في منطقة الروشة الأسبوع الماضي، لم يكن اللقاء الذي جمعهما في قصر بعبدا كافيًا لتبديد التباين والفتور الذي ساد العلاقة بينهما. ورغم أن اللقاء كان في ظاهره يهدف إلى مناقشة الأوضاع العامة ونتائج لقاءات عون في نيويورك، إلا أن التوترات الداخلية استمرت بالتفاقم، وهو ما تجسد بشكل واضح في ساحة النجمة حيث تم إسقاط نصاب الجلسة التشريعية في يومها الثاني.
وقد أظهرت هذه التطورات الأخيرة مدى تعقيد الأوضاع السياسية، حيث نشب انقسام نيابي حول مسألة تصويت المغتربين، مما أدى إلى إسقاط نصاب الجلسة في اليوم الأول، وبعد إقرار سبعة مشاريع قوانين. واستمر التصعيد النيابي مع طرح مشكلة تفسير قانونية حول المشاريع التي تم إقرارها في الجلسة، في خطوة تهدد بتجميدها.
أضاف نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب مزيدًا من التصعيد، حين تحدث عن ضرورة “تجميد القوانين المقرّة” إذا لم يكتمل النصاب في الجلسة التشريعية. وهذه التصريحات جاءت في ظل مواجهة حادة مع الكتل المعارضة التي خاضت معركة النصاب ضد رئيس المجلس نبيه بري، مما يعزز التكهنات حول تفاقم الأزمة السياسية التي تهدد المسار الانتخابي.
في المقابل، أظهرت وزارة الداخلية والخارجية استجابة إيجابية، حيث أعلنتا بدء عملية تسجيل المغتربين اعتبارًا من الثاني من تشرين الأول، في خطوة تؤكد رغبة الحكومة في إجراء الانتخابات في موعدها، رغم العراقيل المتصاعدة في البرلمان. ورغم الإصرار الحكومي على تحضير الانتخابات، يبدو أن التوترات السياسية والمشاكل القانونية في البرلمان قد تؤدي إلى تأجيل أو تعطيل الاستحقاق الانتخابي، مما يزيد من تعقيد الوضع.
كما أن الخلافات بين الرئيسين عون وسلام حول معالجة حادثة الروشة كانت واضحة خلال لقاءهما، حيث عرض كل منهما وجهة نظره، إذ اعتبر عون أن “المسّ بالجيش خط أحمر” وأكد ضرورة التنسيق بين الرئاستين، بينما اعتبر سلام أن ما حدث كان يشكل “مسًّا بهيبة الدولة” وكان يجب التصرف بناءً على هذا المنطلق. ورغم الاتفاق على التنسيق بينهما، فإن الخلافات تبقى قائمة، مما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي في لبنان.
المصدر: النهار
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم