توقعات “سوداوية” تهز لبنان: هل تقترب الحرب؟ مخاوف متصاعدة في ظل الظروف الراهنة
في بلد يعاني منذ عام 2019 من الانهيار المالي والاقتصادي، مرورًا بجائحة كورونا، وصولًا إلى تداعيات حرب أيلول الأخيرة التي استمرت 66 يومًا، لا يزال اللبناني يعيش في حالة من الخوف والقلق من أي تطور جديد. في هذا السياق المظلم، ظهرت توقعات العرافة ليلى عبد اللطيف التي زادت من حالة التوتر، مما دفع الكثيرين إلى الخوف، وأثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي.
دراما التوقعات: من الإنترنت إلى بعلبك
عبد اللطيف، التي تصف ما تقدمه بأنه “إلهام”، رسمت سيناريوهات سوداوية تضمنت انقطاع الإنترنت والواتساب “حتى إشعار آخر”، بالإضافة إلى غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وتحويل بعلبك إلى ساحة أحداث دامية. هذه التوقعات أصبحت حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحوّلت إلى مادة متداولة، مما جعلها تبدو وكأنها نبوءات مؤكدة.
اللبنانيون بين السخرية والذعر
تباينت ردود الأفعال الشعبية بين السخرية والذعر. البعض سخر من هذه التوقعات، مشيرًا إلى أن “العمى شو بومة، ناقصنا تهويل وكذب”، فيما اعتبر آخرون أن “كل كلمة تحكيها بتزبط”. وبذلك، ظل المزاج العام منقسمًا بين من يرفض هذه التوقعات بوصفها خرافات، ومن يصدقها أو يخشى من تحققها.
المشكلة في التوقيت والوظيفة
المشكلة لا تكمن فقط في مضمون التوقعات، بل في توقيتها ووظيفتها. ففي وقت يشهد فيه لبنان نقاشات حادة حول “حصرية السلاح” وخطة الجيش، مع تصريحات أميركية وإسرائيلية تشير إلى احتمال نشوب مواجهة جديدة، تصبح هذه التوقعات وقودًا للذعر بدلًا من أن تبقى مجرد “إلهام شخصي”. هذا يؤدي إلى مزيد من الهشاشة في المجتمع، حيث يتم صياغة الخوف كمادة رائجة في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
تاريخ من التوقعات غير المحققة
اللبنانيون لا ينسون أن العديد من التوقعات السابقة لم تتحقق، مثل “الصيفية السياحية الذهبية” التي انتهت بأسوأ موسم سياحي، أو رئاسة جان عبيد التي لم تحدث. ورغم ذلك، تبقى إطلالات عبد اللطيف حدثًا إعلاميًا يثير الجدل ويجذب المتابعة في كل مرة.
الخطر الحقيقي: صناعة الذعر
الخطر الحقيقي لا يكمن في مضمون هذه التوقعات، بل في تحولها إلى مادة رائجة تُتداول كأنها حقائق، مما يزيد من منسوب القلق في مجتمع يعاني أصلًا من الانهيار المالي والاقتصادي. اللبنانيون اليوم بحاجة إلى طمأنينة وثقة في المستقبل، أو على الأقل إلى خطاب عقلاني يساعدهم على مواجهة تحدياتهم بشكل واقعي.
في النهاية، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بناء حصانة معلوماتية تحمي المجتمع اللبناني من الانجراف وراء الشائعات والذعر المصطنع، بدلًا من خلق حالة من التوتر والارتباك المستمر.
المصدر: حسن عجمي – ليبانون ديبايت
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم