في ظل التوترات الأمنية في منطقة السلسلة الشرقية، حيث يخشى من تنفيذ عمليات أمنية ضد لبنان من قبل مسلحين موجودين في سوريا، يبرز معطى جديد يتعلق بعودة بعض السوريين الذين انتموا إلى الأمن العام السوري وشاركوا في معارك قتالية، إلى لبنان في الآونة الأخيرة.
يُثير هذا الوضع العديد من الأسئلة حول الوضع الأمني لهؤلاء، خاصة إذا كان أي منهم ينتمي إلى جماعات تُصنف إرهابية في لبنان. فهل يحق توقيفهم حتى وإن كانوا يحملون صفة عسكرية رسمية؟ وهل يسمح لهم بالتواجد في لبنان؟
مرجع عسكري سابق صرح لـ “لبنان24” أن القانون اللبناني يفرض بوضوح أن أي شخص، سواء كان سوريًا أو من جنسية أخرى، إذا كان لديه سجل أمني غير قانوني في لبنان، يجب توقيفه فورًا عند المعابر إذا حاول دخول البلاد بشكل شرعي. وبحسب المرجع، على السلطات اللبنانية التأكد من هوية هذا العنصر العسكري السوري قبل السماح له بالدخول إلى لبنان، وفي حال تبين أنه مطلوب سابقًا في لبنان، يجب أن يُوقف فورًا على الحدود ومنعه من الدخول، مع ضرورة التنسيق مع السلطات السورية بهذا الشأن.
أما إذا دخل العنصر العسكري السوري إلى لبنان بصفته مواطنًا سوريًا عاديًا، فإنّه يخضع للقوانين اللبنانية، وفي حال تم توقيفه لاحقًا وأظهر بطاقته العسكرية، يجب على السلطات اللبنانية الاتصال بـ دمشق للتنسيق بشأنه.
من ناحية أخرى، أي سوري يحاول الدخول إلى لبنان يحتاج إلى إذن دخول من المديرية العامة للأمن العام، حيث يتم دراسة هويته أمنيًا والتحقق مما إذا كان مرتبطًا بأي ملفات أمنية أو شبهات. في الواقع، تقوم القوى الأمنية في لبنان بمراجعة دقيقة للأشخاص المشتبه فيهم، حيث يتم توقيف بعض السوريين الذين تبين أنهم كانوا مرتبطين بجماعات إرهابية. على سبيل المثال، تم توقيف شخص سوري في الجنوب قبل أقل من شهر، وتبين أنه كان ينتمي إلى تنظيم إرهابي في سوريا وشارك في القتال إلى جانبه قبل عدة سنوات. وقد تم إحالة ملفه إلى مخابرات الجيش لمزيد من التحقيق.
المصدر الأمني أكد أن عمليات التدقيق مستمرة، وأي شخص يُشتبه بانتمائه إلى تنظيم إرهابي يمكن توقيفه فورًا للتحقيق. وفي الوقت ذاته، يُثار قلق من أن أي شخص سوري ينتمي إلى أجهزة أمنية رسمية قد يمارس دورًا استخباراتيًا ضد اللبنانيين، مما يفتح بابًا لمشاكل مشابهة لتلك التي عانى منها العديد من اللبنانيين في العهد السوري السابق.
لكن، بحسب مصدر قضائي مطلع، هناك تحديات في اكتشاف الأشخاص الذين كانوا يقاتلون في سوريا سابقًا، خاصة إذا لم يكن لديهم أسماء كاملة معلنة في الدولة اللبنانية. العديد من هؤلاء كانوا يحملون ألقابًا أو أسماء مستعارة، وبالتالي قد يصعب التعرف عليهم، خصوصًا إذا كانوا مطلوبين في سوريا بتهم تتعلق بالإرهاب ولم يتم الإعلان عن أسمائهم في الدول الأخرى.
المصدر: محمد الجنون – لبنان 24
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم