ياسر عباس “يبلف” الدولة… خذوا الخردة بدل الأسلحة
تسود حالة من الاستهزاء والسخرية في الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية بعد ما وُعدت به الدولة اللبنانية من تسليم سلاح ثقيل من المخيمات الفلسطينية، حيث اتضح أن ما جرى لم يكن سوى مسرحية سيئة الإخراج تهدف إلى إظهار موقف سياسي دون أي إجراءات حقيقية.
تفاصيل “الاتفاق”:
ياسر عباس، نجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يمكث في بيروت منذ أيام، وعد المسؤولين اللبنانيين بتسليم سلاح ثقيل من الفصائل الفلسطينية إلى الدولة اللبنانية على مراحل. وقد تم تحديد مواعيد تسليم السلاح من عدة مخيمات، بدءاً بمخيم برج البراجنة في بيروت ومخيم البص في صور. إلا أن ما جرى في مخيم برج البراجنة لم يكن سوى إهانة للدولة اللبنانية، حيث تسلّم الجيش اللبناني “بيك آب” صغير يحتوي على أسلحة قديمة من مختلف الأنواع.
السلاح المزعوم:
وفقاً للمصادر الأمنية، تبين أن السلاح الذي تم تسليمه لم يتجاوز 20 صاروخاً ودوشكا مفككاً وبعض العتاد الحربي القديم مثل قذائف “آر بي جي” ومقذوفات “هاون”، بالإضافة إلى ذخائر متنوعة. هذا السلاح، الذي كان يُفترض أن يكون نوعياً وثقيلاً، يبدو في الحقيقة وكأنه مجرد خردة لا قيمة لها.
الشكوك والخلافات:
هذا المشهد أثار شكوكاً حقيقية حول نية الفصائل الفلسطينية في تسليم سلاح حقيقي، إذ تبين أن ما حصل كان بمثابة “تخريجة” لإرضاء جميع الأطراف من دون اتخاذ خطوات حقيقية نحو تسليم السلاح. في الوقت نفسه، لم يمر يوم التسليم كما كان متوقعاً، حيث فوجئت القوى الفلسطينية بما نُشر عن وجود اتفاق مسبق، مما أدى إلى خلافات كبيرة داخل الفصائل الفلسطينية.
تداعيات الخلافات:
بعد تسريب المعلومات، تفجرت الخلافات داخل الغرف المغلقة بين الفصائل الفلسطينية حول ما إذا كان يجب تسليم السلاح أم لا. هذا التوتر أفضى إلى تبادل الاتهامات بالإستفراد، وأدى إلى تأخير عملية التسليم. ومع التدخلات من رام الله، تم تسليم أسلحة قديمة لتجنب إحراج السلطة الفلسطينية.
المسرحية الفلسطينية:
في النهاية، انتهت العملية إلى ما يمكن وصفه بمسرحية سياسية، حيث تم إقناع الرافضين بتسليم أسلحة قديمة، مما دفع الفصائل الفلسطينية إلى نفي تسليم السلاح في بيان رسمي، معتبرة أن ما جرى كان مسألة تخص حركة فتح فقط. وفي المقابل، رفضت فصائل أخرى مثل حماس والجهاد الإسلامي المشاركة في هذا الاتفاق، مما جعل المشهد أكثر تعقيداً.
على الرغم من محاولات رام الله إظهار تسليم السلاح كـ “انتصار” يمكن استثماره في الدوائر الدولية، إلا أن الواقع أظهر هشاشة الموقف الفلسطيني، حيث لم يتمكنوا حتى من إتمام تسليم السلاح في مخيم البص. وبالتالي، يبقى السؤال قائمًا حول مصير السلاح المزعوم، ووجهة “الفخ” الثاني الذي تنتظره الدولة اللبنانية في هذا المسلسل المستمر.
المصدر: عبدلله قمح – ليبانون ديبايت
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم