حلب تحت سيطرة الفصائل المسلحة: انسحاب سوري “تكتيكي” وتوعّد بهجوم مضاد
شهدت سوريا تصعيدًا خطيرًا ومفاجئًا بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، حيث دخلت الأخيرة مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، لأول مرة منذ أن استعاد الجيش السوري السيطرة عليها بالكامل عام 2016.
في بيان رسمي، أعلن الجيش السوري انسحابه التكتيكي من أجزاء واسعة من حلب بهدف التحضير لهجوم مضاد، مؤكدًا خوضه اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة على محاور متعددة في إدلب. وأوضح أن تعدد الجبهات والضغط العسكري دفعه إلى إعادة الانتشار وسحب القوات بشكل منظم، مشيرًا إلى استمرار تدفق المقاتلين من الحدود الشمالية.
السيطرة الميدانية وتداعياتها العسكرية
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، أصبحت تسيطر على غالبية أحياء مدينة حلب، بينما تراجعت القوات السورية إلى بعض المناطق الجنوبية من المدينة. كما أشارت التقارير إلى سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على منطقتي نبل والزهراء شمال حلب، مع تعهد الأخيرة بالدفاع عن مناطقها ضد أي هجوم محتمل من هيئة تحرير الشام أو الفصائل المتحالفة معها.
في غضون ذلك، أكدت الفصائل المسلحة سيطرتها على قلعة حلب، وهي معلم استراتيجي تاريخي، بعد إعلان السيطرة الكاملة عليها مساء الجمعة. وشملت المكاسب الميدانية السيطرة على منشآت حكومية ومراكز أمنية، بما في ذلك سجون ومواقع حيوية أخرى.
الغارات الجوية والقتلى المدنيون
لأول مرة منذ عام 2016، شنت الطائرات الروسية غارات جوية على أطراف مدينة حلب في محاولة لإبطاء تقدم الفصائل المسلحة. وفي تطور متصل، أعلنت الفصائل المسلحة سيطرتها على ست قرى جديدة في إدلب. ووفقًا للمرصد السوري، أسفرت العمليات العسكرية منذ 27 نوفمبر عن مقتل 301 شخص، بينهم مدنيون وعسكريون.
إغلاق الطرق والقيود الأمنية
أعلن الجيش السوري عن إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مدينة حلب، مشددًا الإجراءات الأمنية عند نقاط التفتيش، ما جعل المدينة فعليًا في حالة حصار جزئي. وأكدت القوات السورية أن انسحابها جاء وفق أوامر محددة تهدف لضمان إعادة الانتشار الآمن للقوات.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
إيران أدانت الهجمات التي تقودها الفصائل المسلحة، معتبرة أنها تمثل تهديدًا خطيرًا على سيادة سوريا واستقرارها. من جهتها، أعربت تركيا عن قلقها من التصعيد المستمر في الشمال السوري، نافية أي دور لها في المعارك الحالية. كما حذرت من تداعيات هذا التصعيد على اتفاقيات وقف التصعيد بين روسيا وتركيا التي أُبرمت عام 2020.
Aleppo Under Rebel Control: Syrian Army’s “Tactical” Withdrawal and Promise of Counterattack
Syria witnessed an unprecedented escalation as armed factions entered the city of Aleppo, the country's second-largest city, for the first time since the Syrian Army reclaimed full control of it in 2016.
In an official statement, the Syrian Army announced a tactical withdrawal from large parts of Aleppo to prepare for a counteroffensive. It reported intense clashes with armed factions on multiple fronts in Idlib, citing the need to redeploy forces due to mounting pressure and the influx of fighters from the northern border.
Territorial Gains and Strategic Implications
The Syrian Observatory for Human Rights reported that factions led by Hay'at Tahrir al-Sham (HTS) now control most neighborhoods in Aleppo, while Syrian forces remain in control of the city’s southern districts. Meanwhile, Syrian Democratic Forces (SDF) retain control of Nubl and Zahraa in northern Aleppo, pledging to defend their territories against HTS and allied factions.
The rebels also claimed control of the Aleppo Citadel, a historic landmark, and several government facilities, including prisons and security centers. This marks a significant strategic loss for the Syrian government.
Airstrikes and Civilian Casualties
For the first time since 2016, Russian warplanes launched airstrikes on Aleppo’s outskirts to hinder the advance of rebel factions. Meanwhile, armed factions seized six additional villages in Idlib. According to the Syrian Observatory, ongoing clashes since November 27 have left 301 people dead, including civilians and combatants.
Road Closures and Security Restrictions
The Syrian Army announced the closure of all major roads leading to Aleppo, implementing strict security measures at checkpoints, effectively placing the city under partial siege. It stated that the withdrawal followed pre-planned orders to ensure the safe repositioning of forces.
Regional and International Reactions
Iran condemned the attacks by armed factions, calling them a severe threat to Syria’s sovereignty and stability. Meanwhile, Turkey expressed concern over the escalating violence in northern Syria, denying any involvement in the ongoing battles. Turkish officials warned that this escalation jeopardizes the 2020 de-escalation agreements between Turkey and Russia.
Translated by international scopes team
المصدر: العربية