نواب التغيير … نواب اعتكاف و تنديد و عَرَاضَات؟

نواب التغيير … نواب اعتكاف و تنديد و عَرَاضَات؟

كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية:

من تنديد إلى تحرك فصنع قرار أو تأثير به ، هي المسار المعروف لثورات و نضالات الشعوب الجدية في تحديد مصيرها .
مقومات العيش ، التحرير ، النضال ، الحرية ، دائماً ما تكون منقوصة في بلادنا العربية .جسور العبور نحو العالم العصري ، غير آمنة .

نتائج الربيع العربي ، أنطقت حكمها ، في أن شعوبنا ينقصها الوعي ، كل الوعي ، لممارسة الديمقراطية ، “الأمر أشبه بإهداء ضرير سيارة ” ، فلا الشعب سيصل مبتغاه و لا الديمقراطية ستبقى شريفة في نفوس الأجيال!

في السابع من اوكتوبر عام ٢٠١٩ ، ما كان الهدوء سيد الموقف ، ضجيج الحشود تعم الشوارع الأنيقة لبيروت الكتاب و الحضارة نسائم تغيير و دخان ثورة في سماء وطنٍ مَزَجَ الارث بالدين بالجاهلية بالطائفية في نظامه السياسي . بشائر خير انتظرنا قطافها ، في انتخابات شُبِّه لها بانتخابات “هات ايدك و لحقني”

حضور خجول لنواب الثورة أو التغييرين ، وجوه قديمة و أفواه صبيانية جديدة في السلطة التشريعية .
بين ١٧ اكتوبر و ١٥ نائباٌ ،انتهت مغامرة التغيير في لبنان.

في انتخاب رئاسة المجلس ، العقائدية الشيعية أنهت المنافسة قبل بدايتها ، لا خرق للثنائي .
و في انتخابات نائبه ، سُجلت أولى النقاط الغير مُباركة لنواب الثورة , لا تبني واضح لشخصية معارضة! تشرذم و تخبط في المواقف . فسركيس لم يخسر بقوة منافسه بل بتردد داعميه .

قد يكون سلام أبعد عن الثلة الحزبية الحاكمة ، و اعتكاف نواب الثورة تسميته هي كتمسية ميقاتي مرشح السلطة! و بكلتا الحالتين من الناحية العملية ، كان خيارا غير موفقاً لدُعاة التغيير .

الولاية النيابية الجديدة لن تكون واعدة ، ان استمر هؤلاء النواب في نهجهم العقيم الصبياني ، و اسرف معارضو السلطة في سياسة “تجنب احتكاك السيوف بالسيوف ” .
محاولات “نكز” الشارع هي محاولات بائسة فيها إضاعة للوقت البدل الضائع من عمر وطن شاخ العيش فيه .
لنواب التغيير بنواياهم ” ترددوا إلى الأروقة القضائية النظيفة ففيها يُبطَحُ الفساد ، و جالسوا أصحاب الشأن و القرار رب زخم قد يغير قرار ما ” ، فالأكمام المطوية ما غيّرت مصير و ما أنقذت أمم .

عن محمد ناصرالدين

محمد ناصرالدين - كاتب سياسي، حائز على دبلوم علوم سياسية/علاقات دولية من الجامعة اللبنانية في بيروت .

شاهد أيضاً

لماذا لم يتدخل الحزب في الحرب بعد؟ الأسباب الحقيقية وراء موقفه في النزاع الإيراني الإسرائيلي

لماذا لم يتدخل حزب الله في الحرب بعد؟ الأسباب الحقيقية وراء موقفه في النزاع الإيراني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *