الجمعة, مايو 17, 2024
الرئيسيةأخبار محليةعندما يُخطئ نصر الله في حساباته

عندما يُخطئ نصر الله في حساباته

غابت هيبة المؤسّسات، فحضرت الفتنة والمشاحنات الطائفية والمذهبية. من فنيدق وعكار العتيقة، إلى “غزوة” عنقون لمغدوشة، هي نفسها المنظومة الحاكمة المتقاعسة عن تشكيل حكومة، تترك لبنان للتسيّب والفلتان والفوضى وشريعة الغاب…. اختفت السلطة السياسية، فتكدّست الأزمات المعيشية والحياتية من بنزين ومازوت ودواء وخبز….”غُيّبت” في زمن تغييب الدولة، فكانت الدويلة “حاضرة ناطرة”….

فخطوة الأمين العام ل”حزب الله” النفطية، أوحت بأن ثمة تغييراً ما في قواعد الإشتباك بين الحارة وتل أبيب، وقواعد اللعبة بين طهران وواشنطن، خصوصاً بعد “رفض” موسكو تأمين حماية تلك الناقلات على غرار ما يحصل مع سوريا، من منطلق “بالناقص مشكلة ويقبّعوا شوكن بإيدين”، بعدما “زحط” الحزب وذهب “بإجريه” في اتجاه إرساء اللبنة الأولى على طريق “تدويل” الملف اللبناني.

مناورة سياسية – إعلامية إستعراضية، قلبت السحر على الساحر، مع إقرار “أبو هادي” ضمناً في إطلالته الأخيرة، والذي عيّن مسؤولاً رفيعاً في الحزب للتفرّغ لهذا الملف، بأن
الخطوة لن تحلّ المشكلة، بقدر ما هي “ترقيعة” لن تبدّل في الواقع المأزوم أي تبديل، إذ “جبنا الأقرع الإيراني ليشجّعنا فكشّف عالقرعة وفزّعنا”، هو الراكض وراء إنجاز الإتفاق مع الولايات المتحدة لإسقاط العقوبات الإقتصادية التي أنهكته، وقد تكون السبب في آخرته.

وما زاد من الغموض مسار ومصير “الأرض اللبنانية” العائمة تحت راية الجمهورية الإسلامية، عملية التكتّم والسرية التي تحيط طهران والضاحية حولها، وسط ضخّ إعلامي متناقض ومغلوط تارةً عن موقعها وطوراً عن توقيت وصولها ومكان تفريغها، إخفاءً “للعملة السودا”، إذ بين وكالة “فارس” وموقع “تانكر تراكرز” ضاعت “آمال الحارة”.

التهديد الأميركي كان واضحاً وخارج اللغة الديبلوماسية، ليأتي التطمين الإسرائيلي بعدم استهدافها، كجزء أساسي من لعبة واشنطن في هذا المجال، على قاعدة “على الدولة اللبنانية شدّ ركابها” أو “تركوا الحزب يغرّقها بالغلط”، إذ تشير مصادر مواكبة لمركز القرار الأميركي، إلى أن المسؤولين اللبنانيين على عادتهم، “أداروا الدَينة الطَرشة” لرسائل السفيرة دوروثي شيا، ويحاولون التذاكي أو ابتزاز واشنطن، التي تتابع وترصد بوسائلها مستجدّات الملف لتبني على الشيء مقتضاه، حيث كل الإحتمالات مفتوحة وواردة، رداً ومحاسبة، سواء أفرغت أم لا في لبنان، والذي ستعتبره الإدارة الأميركية تخطّياً للخط الأحمر، أو نُقلت عبر البرّ من سوريا، والذي سيُعتبر خرقاً ل”قانون قيصر”. وفي كلا الحالتين، لا قدرة للبنان على تحمّل العواقب، ولا أي من الجهات العاملة في القطاع النفطي اللبناني، وهو ما كان واضحاً في مضمون محادثات وفد الكونغرس في لبنان، داعيةً إلى إعادة مراجعة المواقف بدقة، بعيداً عن أوهام البعض عن تراجع أميركي.

وحول كلام السيناتور ريتشارد بلومنثال، عن عدم حاجة لبنان للنفط الإيراني، وأن واشنطن تعمل لحلّ أزمة المحروقات، أكدت المصادر، أن السفيرة شيا، سبق وأعلنت عن خطوة أميركية – عربية مشتركة، تهدف إلى حلّ مشكلة المازوت من خلال تخفيف أعباء كهرباء لبنان، وإمداد لبنان بالغاز، بعدما تبيّن أن ثمة أنبوبٌ سبق وتم مدّه من الأردن عبر سوريا إلى منطقة دير عمار، وتمّت تجربته عام 2009، يسمح بتأمين الغاز لمجموعات معمل دير عمار الحراري، هذا فضلاً عن تدخّل واشنطن لدى الأمم المتحدة التي قرّرت صرف دفعة مالية عبارة عن 10 ملايين دولار لتمويل الوقود اللازم لتشغيل محطات المياه والمستشفيات، على أن تتبعها دفعات أخرى.

إذاً لبنان “الغاطس لدينيه” بمستنقع أزمات، لم تكن تنقصه سوى خطوة “حزب الله” الإيرانية، “ليكتمل نقبه بالزعرور”، مع توسيع إطار التحدّي على مساحة “الأحمر والمتوسط”، من خلال غرقه في سياسة المحاور من جهة، واستكمال الدويلة “المستكترة” حتى تنسيقها مع الدولة لكل مقوّمات استقلالها من جهة أخرى، كما وعد السيد نصر الله في إطلالته الأولى عقب اندلاع ثورة 17 تشرين.

الدويلة مصمّمة على “الفوتة بالحيط” في معركة “تكسير روس”، والدولة في عملية هروب جماعي “حفاظاً على ما تبقّى”، وعلى “قولة” فيروز “تعا ولا تجي، وكذوب عليي” هي قصة المازوت والبنزين الإيراني…. في المقابل هجمة أميركية – إسرائيلية على قاعدة “أُعذر من أنذر” و “أشهد أني بلّغت”…. وبين الإثنين دولة بمسؤوليها ومؤسّساتها “يا غافل إلك الله” …. معه حق” الشاطر حسن ، ما هيك”؟

“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر


مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الى قناتنا على التلغرام

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

الأكثر شهرة

Translate »