السبت, أبريل 27, 2024
الرئيسيةأخبار محليةشروط صعبة جداً لميقاتي... إذا توفرت فرصة الإنقاذ

شروط صعبة جداً لميقاتي… إذا توفرت فرصة الإنقاذ

- Advertisement -

كتب رضوان عقيل في جريدة “النهار”:

- Advertisement -

على الرغم من اهتمام الشارع اللبناني بمتابعة التطورات العسكرية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والحرب المفتوحة بين أهلها والاسرائيلي فضلاً عن ترقب ما يحصل على الحدود في الجنوب، بقي موضوع الحكومة العالق، محل مشاورات بعيدة من الاعلام، في محاولة لاحداث خرق في هذا الجدار ومعرفة حقيقة ما اذا كان الرئيس سعد الحريري سيتجه الى خيار الاعتذار عن هذه المهمة ام عدم التراجع. في هذا الوقت عاد اسم الرئيس نجيب ميقاتي الى الواجهة مع طرح امكان ان يحل في السرايا ويؤلف حكومة في الجزء الثالث من ولاية الرئيس ميشال عون مع الاشارة الى ان الكيمياء بين الرجلين ليست جيدة.

- Advertisement -

وقبيل ان يعلن الحريري عن استعداده لدعم السفير مصطفى أديب لتسلم زمام التأليف، كان الاول قد طرح على ميقاتي تسلم الرئاسة الثالثة، الا انه لم يبد الحماسة المطلوبة انذاك، وقال للحريري بأنه يقف الى جانبه وسيوفر له كل المساندة المطلوبة من موقعه النيابي وداخل الطائفة السنية اولا.

وبعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، أيد رؤساء الحكومات السابقون الحريري الذي اصطدم بجملة من الحواجز المحلية والخارجية لم تمكنه من تشكيل حكومته الى اليوم مع التأكيد ان الرئيس نبيه بري و”حزب الله” لم يعلنا الا التمسك به في رئاسة الحكومة، ويفضلانه على اكثر من اسم ولأكثر من سبب، يبدأ من الحفاظ على العلاقة بين السنة والشيعة الى غيرها من المسائل التي تتطلب من وجهة النظر الشيعية رؤية الحريري في السرايا.

لكن في حال لجأ الحريري الى الاعتذار، فإن مثل هذه الخطوة لن تدفعه وفق المعطيات الى ردة فعل من نوع استقالة كتلته النيابية وفتح المعركة على مصراعيها في وجه رئيس”التيار الوطني الحر” جبران باسيل. واذا وافق ميقاتي على حمل كرة نار التأليف، فأنه بالتأكيد لن يدخل من باب تحدي الحريري اولاً ولا السنة وهو يعرف سلفاً خطورة الاقدام او القبول بالتكليف من دون مباركة محيطه مع حرصه اولاً على عدم حصول اي خرق داخل طائفته واستفزازها ولا يقبل بأي شرخ في صفوفها. ويفهم هنا بأنه لا يقبل ان يكون رجل خلاف ويرفض ان يتم تصوير هذا المخرج في حال حصوله، كأداة قهر الحريري، وخروجه من سباق التأليف مظلوماً، وتنفيذ أجندة العونيين الذي سيصورون بانهم نجحوا في ازاحة الحريري وحققوا نصراً عليه اي بمعنى منعه من الوصول الى السرايا. ولا يقبل ان يكون ميقاتي بالطبع اداة انتقام من الحريرية السياسية.

ويتبين من كل ما يحصل من اتصالات ان ميقاتي لا يقبل التكليف الا اذا كان من ضمن سياق الحصول على موافقة الحريري وتأييده اولاً على ان تكون حكومة من أجل انقاذ البلد ولا سيما بعد كل هذا المسلسل المفتوح من الانهيارات المالية والاقتصادية والمعيشية. ولن يكتفي ميقاتي في حال اتخاذ قراره النهائي القبول بالتكليف بموافقة الافرقاء في الداخل فقط، بل يريد الحصول على تأييد ودعم من الجهات الخارجية المعنية بدءاً من باريس الى طهران والمجتمع الدولي مع ضرورة التشديد هنا على الحصول على تأييد مباشر وواضح من الرياض لتساهم مع الدول الخليجية الاخرى والمجتمع الدولي بتأمين الاموال بغية ان يقف البلد على قدميه وينهض من جديد وسط كل هذه الضغوط والتحديات التي تهدده. ويجري التركيز هنا على اهمية حصول تفاهم سعودي- ايراني وانتظار ما ستسفر عنه الزيارة المقررة للرئيس ايمانويل ماكرون الى الرياض حيث سيكون “الطبق اللبناني” مادة رئيسية في هذه الزيارة، ولا سيما ان السعوديين لم يعطوا أي اشارة مشجعة لباريس توحي بأنهم يؤيدون الحريري، تلك النقطة التي استغلها العونيون الى النهاية وتذكيره بأنه لو زار كل دول العالم ونال تأييدها فماذا عن موقف المملكة؟

في غضون ذلك لا يتعاطى ميقاتي وحلقته الضيقة على قاعدة انه يقتنص مثل هذا الفرصة ولا سيما بعد الحصار الذي يتعرض له الحريري وتلويحه بالتوجه الى الاعتذار. وفي حال حصل الامر وقبل ميقاتي المهمة، فليس من الضرورة ان يفرح العونيون الى النهاية، لأن الوقائع اثبتت ان ابن طرابلس صلب جداً في مواقفه ولا يفرط بموقع طائفته وفي اي وظيفة كانت ومن دون الاقتناص بالطبع من مواقع الاخرين. ولا بد من الاشارة هنا الى انه في حال وافق ميقاتي على تكليفه، فلا خشية بعد موافقة الحريري من اي ردة فعل سنية معارضة ولا سيما ان للرجل حضوره في دار الفتوى، أي بمعنى انه يستطيع تأمين المظلة الدينية هذه بسهولة، زائد ان ما لم يقبل به الحريري مع العونيين لن يسير به ميقاتي بهذه السهولة مع اصراره على حكومة من الاختصاصيين ومن دون حسم، وان مطعمة بوجوه سياسية. وان كان من المبكر الدخول في هذه التفاصيل قبل اعتذار الحريري والحصول على موافقة نهائية من ميقاتي الذي قد يقبل المهمة اذا أشتم رائحة انقاذ حقيقية تحظى بدعم داخلي جدي بعيداً من النكايات الحالية ومن دون مواربة فضلاً عن تأكده من نيله الغطاء الخارجي والحقيقي من الدول المعنية بلبنان وفي مقدمها السعودية. وفي حال توفر هذه الرعاية وكانت مصلحة البلد تقتضي بهذا المخرج “فحرام” الا يقبل ميقاتي المهمة ويفوتها بحسب جهات تستعجل ضرورة ولادة الحكومة ولا تعادي “المستقبل”.

وبالعودة الى الحريري فإن تجرعه كأس الاعتذار لن يكون سهلاً. من جهة العونيين، في حال اعتذار الحريري فانهم سيحاولون الترويج بأنهم انتصروا عليه، الامر الذي لن يتقبله ميقاتي الذي لن يكون لقمة سياسية سائغة في ايديهم. وثمة وجهة نظر ان زعيم “المستقبل “سيتفرغ للتحضير للانتخابات النيابية وشد صفوف قواعده والتصدي لباسيل ولو في ظل قانون الانتخاب الساري الذي لا يخدم “المستقبل”، لكن الحريري سيعمل وفق قاعدة بأنه هو من ساهم في إيصال عون الى سدة الرئاسة وهو من سيعمل على اضعاف وريثه باسيل في الانتخابات وقبيل انتهاء ولاية العهد.

المصدر: رضوان عقيل – النهار

– Advertisement –



– Advertisement –


قد يهمك أيضاً

– Advertisement –

مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »