تتساءل مراجع سياسية معارضة، عن سبب ارتباك “حزب الله” وتخبطه بعد فتحه لجبهة “سياسية” جديدة في الداخل اللبناني، بذهابه إلى خيار اللا حكومة بوضعية المتفرج وحمايته لعهد الرئيس ميشال عون مع معرفته السابقة لما يحمله هذا الخيار من تداعيات كارثية على لبنان.
كتب شادي هيلانة في أخبار اليوم:
التوازن الهشّ الذي يعيش اللبنانيون في ظله، جاء نتيجة الانقسام الداخلي الحادّ، الذي يهتز اليوم وبعنف، تحت ضغوط معيشية خانقة، ومن المفارقات أنّ يكون أولى ضحاياه الشعب اللبناني بكل طبقاته. فالرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل حكومة لبنانية مكبل اليدين امام “جبروت التعطيل”، فاتحاً الباب أمام أزمة حقيقية، ستكون لها انعكاساتها الامنية الخطيرة للغاية، التي قدّ تُطيح بكل التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها هذا البلد”.
تلميع صورة العهد
وتتساءل مراجع سياسية معارضة، عن سبب ارتباك “حزب الله” وتخبطه بعد فتحه لجبهة “سياسية” جديدة في الداخل اللبناني، بذهابه إلى خيار اللا حكومة بوضعية المتفرج وحمايته لعهد الرئيس ميشال عون مع معرفته السابقة لما يحمله هذا الخيار من تداعيات كارثية على لبنان، ومما يحمله في مسؤولية أعباء الأزمة الكبرى في البلاد، ومما يزيد الطين بلة فشل رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب من لعب دور “سعد حريري” جديد – مما ينذر بانفجار إجتماعي كبير، تعجز الدعاية الحزبية الحؤول دونه وتلميع صورة العهد والدفاع عن إخفاقاته اليومية، فالأمعاء الخاوية لا تسكتها الجمل الانشائية ولا الشعارات الفارغة، ولا حتى سمفونية “تركة الـ30 سنة” المملة ولا القروض او المواد التخزينية لإطعام الجيّاع”!
دعم نتنياهو
وفي هذا الاطار، أبدتّ مصادر امنية تخوفها في حديثٍ عبر وكالة “اخبار اليوم” من “انّ يستغل العدو الاسرائيلي التخبط المالي والسياسي فيقدم على اعتداء ما على الاراضي اللبنانية واشعال الجبهة مع حزب الله في هذه الايام لتكون بمثابة دعم لبنيامين نتنياهو – رئيس الوزراء الاسرائيلي- في جولته الانتخابية القادمة”.
استنفار الحزب
واضافت: بنك أهداف اسرائيل الجديد ـ القديم لا ينتظر إثباتاً من أحد، فهو يحتوي عدداً من المراكز التي تدّعي صبغتها الإيرانية او تلك التابعة لـ “حزب الله” ولا تنتظر تأكيداً من أحد لمدى جديّة الضربة – سوى الدعم الأميركي المبني منذ فترة طويلة على تصنيف الحزب بين المنظمات الإرهابية ومن الأدوات التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي يتعرض لعقوبات مشددة. وذكرّت، أنّ حزب الله في حالة استنفار عالية في المواقع والمناطق التي يمكن أنّ تشكل هدفاً محتملاً لعمل أمني إسرائيلي.
تداعيات الملف النووي
وتحدثت المصادر عينها “عن دور حزب الله في سياق الاستنفار الإيراني في المنطقة، قائلا: الأمين العام سيد حسن نصر الله لم يخف انخراط حزبه في التكتيكات الإيرانية للتعاطي مع الأوضاع الإقليمية بعد تسلم بايدن مهماته. وتابعت: في خطاب 16 شباط عرض نصر الله الوضع الإقليمي بالتفصيل، وتحدث عن الملف النووي وتداعياته ونتائجه السلبية والإيجابية سيكون لها انعكاس على كل المنطقة”، مشيراً إلى “القلق الإسرائيلي الواضح”، وإلى حديث رئيس نتنياهو عن اختلافه مع الأميركيين في هذا المجال”.
ورداً على سؤال، ختمت المصادر: المشهد الداخلي اللبناني في سياقه الإقليمي مشتعل، لذلك ترتسم أمامنا مجموعة من الاحتمالات التي يمكن أن تتطور في ضوئها الأزمة السياسية والأمنية اللبنانية.
لكن لبنان الى اين ؟
معظم المحللين في الداخل اللبناني وخارجه، لا زالوا مُصرّين على القول أن الاضطرابات الأمنية في لبنان لن تترجم نفسها “حرباً أهلية”. فلا حزب الله ولا أي طرف لبناني آخر يريدها، ولا الدول الكبرى تسعى إليها، وتقول مصادر ديبلوماسية إنّ “الولايات المتحدة وفرنسا اتفقتا مع المملكة العربية السعودية على منع افتعالها “.
