999999987645987654987498749876433333
999999987645987654987498749876433333

قرض الفقراء في لبنان.. هذه أخر تطوراته

في نصّ مشروع قانون قرض البنك الدولي، يرد أنّ هدف المشروع “توفير ‏التحويلات النقدية والخدمات الاجتماعية للبنانيين الفقراء الرازحين تحت ‏خط الفقر المُدقع”. كَذب البنك الدولي وهو يُسوّق لأمواله، فلم يقل صراحةً ‏أنّه يستغل مأساة الناس، ويتخذ الانحطاط داخل الإدارة اللبنانية ذريعةً له، ‏حتى يُعيّن نفسه حاكماً نقدياً ومالياً على لبنان. يُريد إجراء توظيفات تفوق ‏الحاجة لها، واشتراط تعيين اللجان والمُشرفين على المشروع، والاطلاع ‏على الداتا، والحصول على تقارير دورية. لم يبقَ إلا أن يطلب البنك الدولي ‏تسليمه “المفتاح‎”‎

المساعدة أو الدعم المُقدّم من “المجتمع الدولي” ومؤسّساته، هي جوازاتٌ لفرض وصاية على الحكومات ‏والمُجتمعات، ولا سيّما في بُلدان “العالم الثالث”. قصّة قرض البنك الدولي مع لبنان، المُخصّص لتمويل برنامج دعم ‏الأسر الأكثر فقراً والبالغ 246 مليون دولار، يُمثّل عيّنة عن عمل تلك المؤسسات الدولية. فالبنك الدولي، وهو يذمّ – ‏مُباشرةً أو غير مباشرة – الدولة اللبنانية بأنّها “فاسدة” وإدارتها “بطيئة” و”غير كفوءة”، يطمح من خلال قرضه أن ‏يُصبح شريكاً في منظومة الزبائنية السياسية، ويدخل في دائرة هدر “المال الدولي”، واستخدام القرض لتعطيل دور ‏الإدارة اللبنانية الرقابي. الخطير في الموضوع ليس في ما يُضمره البنك الدولي، بل في أن يتمّ تبنّي هذه الوصاية في ‏مشروع قانون الاتفاقية المطروحة للنقاش في جلسة اللجان النيابية المشتركة اليوم. “الملفّ خطير لا ينحصر في أنّ ‏بنود الاتفاقية تعلو على أي قانون لبناني آخر، بل في الشروط المفروضة”، تقول مصادر متابعة. فالبنك الدولي، الذي ‏ستُقدّم له الدولة اللبنانية “كلّ تقرير يخصّ المشروع”، لن يسمح بدخول القرض حيّز التنفيذ إلّا إذا حُدّدت إجراءات ‏العمل وإدارة شؤون العاملين “على نحو مقبول منه”. هذه الجُملة وردت في معظم فقرات مشروع القانون. يُريد البنك ‏الدولي أن يُحرّر “قرضاً” إلى الدولة اللبنانية، أي أنّ المال ليس هبة، ولبنان سيسدد القرض، وفي الوقت عينه يُطالب ‏بالتعيين والتوزيع والتكليف… “وإتاحة الوصول إلى المعلومات والسجلّات المتعلقة بالمشروع إذا اقتضت الحاجة‎”.

يُشرح في مشروع القانون أنّ المُقترض (أي لبنان، مُمثلاً بوزارة المالية)، يعمل “طوال فترة تنفيذ المشروع على ‏تشكيل فريق عمل للأنشطة المالية والتعاقدية وذلك على نحو مقبول من البنك الدولي من حيث التشكيل والمهام ‏والاختصاصات المنوطة بالفريق، ويكون هذا الفريق ضمن وحدة الإدارة المركزية، ويكون مسؤولاً عن الجوانب ‏المالية والتعاقدية للمشروع”. ووحدة الإدارة المركزية، التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، “عليها أن تتضمّن ‏المؤهّلات المقبولة من البنك الدولي من حيث التكوين والمهام والاختصاص والتوظيف”. يُفترض أن تتولّى هذه ‏‏”الوحدة” – بحسب ما يأمر البنك الدولي – تنفيذ المشروع، بالتزامن مع إنشاء “لجنة وزارية لمتابعة مواضيع ‏الشأن الاجتماعي، تدعمها اللجنة التقنية، لتكون مسؤولة عن التنسيق والتعاون على أعلى المستويات”. أمّا وحدة ‏المشاريع في البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً، التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، فـ”تكون مسؤولة عن ‏التحقّق من المستفيدين من خلال زيارات الأسر وإدارة المسح الاستقصائي إلى وحدة الإدارة المركزية، ‏والإشراف على تسجيل المستفيدين وتوزيع التحويلات النقدية”.

إلا أنّ “الأرنب” الذي أخرجه البنك الدولي ‏ويُصرّ عليه كشرط لتنفيذ الاتفاقية، هو ما ورد في مشروع القانون بأن “يُبرِم المُقترض اتفاقية مع برنامج الأغذية ‏العالمي حتى يتسنّى تيسير وتسهيل تنفيذ الجزأين 1 و2، بشروط مقبولة من البنك الدولي”. مهام برنامج الأغذية ‏تشمل كلّ شيء، أبرزها: توزيع أدوات الدفع الإلكتروني على المستفيدين، إعطاء تعليمات مباشرة إلى مقدمي ‏الخدمات المالية لتقديم التحويلات النقدية، حفظ الوثائق المناسبة لجميع المعاملات التي يُجريها في إطار المشروع ‏وتقديم هذه الوثائق إلى المقترض إذا طلبها على نحول معقول، تسديد الرسوم نيابةً عن الأهالي في المدارس ‏الرسمية. وسينال برنامج الأغذية العالمي مُقابل “خدماته” 1% من قيمة القرض، أي قرابة 2 مليون و460 ألف ‏دولار، هذا فضلاً عن “التكاليف غير المُباشرة التي يتكبّدها برنامج الأغذية بحسب مهامه ودعمه للمشروع، والتي ‏لا يُمكن تتبعها بشكل قاطع وربطها بالإنجازات والنتائج التقنية للمشروع‎”.

من أصل 246 مليون دولار، دُفع 615 ألفاً كرسوم مُقدّمة، وسيُخصّص 18 مليون و385 ألف دولار لشراء سلع ‏وخدمات استشارية وغير استشارية وتكاليف التشغيل الخاصة. عملياً، يتبقى من القرض 227 مليون دولار تشمل ‏التحويلات النقدية والتكاليف المباشرة وغير المباشرة. أما الحصّة التي ستنالها كلّ عائلة، فغير ثابتة: “تتحدّد قيمة ‏التحويل النقدي للفرد بما يُعادل مقياس الحدّ الأدنى من الإنفاق على المواد الغذائية وغير الغذائية التي تحتاج إليها ‏الأسرة، إضافة إلى مبلغ ثابت لتغطية النفقات الأساسية غير الغذائية للأسر، مع إجراء التعديلات الدورية ذات ‏الصلة التي تُراعي مُعدّلات التضخم”. تنتهي صلاحية القرض في 29 شباط 2024، على أن تبدأ الحكومة بدفعه ‏اعتباراً من 15 أيار 2023 حتى 15 تشرين الثاني 2033، فتُسدّد سنوياً 4.35%، وفي 15 أيار 2034 تُسدّد ‏‏4.30% المُتبقية من أصل القرض‎.‎

عديدةٌ هي الملاحظات على اقتراح القانون. تقول المصادر المُتابعة إنّه في الشكل، “لا يوجد أي نصّ يسمح بإحالة ‏مشروع قانون اتفاقية دولية إلى مجلس النواب من دون مرسوم صادر بقرار من مجلس الوزراء، حتى ولو كانت ‏البلاد بحالة طوارئ”. النقطة الثانية هي أنّ “من غير المسبوق في تاريخ إبرام الاتفاقيات الدولية، وخاصة ‏القروض، أن تُفرض شروط أقرب إلى الانتداب، يكون مندوبها السامي برنامج الأغذية العالمي”. تتحدّث المصادر ‏عن وجود قرار “بإبعاد إدارات الوزارات عن المشروع، وهو ما كان جلياً في اجتماع السراي أمس لمتابعة ‏تفاصيل تنفيذ القرض”. فبرنامج الأغذية العالمي “سيتعاقد مع مصارف ليطبع البطاقات ويوزعها ويتحكّم في ‏الـ227 مليون دولار، إضافةً إلى حصوله على حصّة تشغيلية، ويفرض البنك الدولي على الدولة توظيف عاملين ‏في البرنامج رُغم صدور قوانين الموازنة التي تُشدّد على منع التوظيف”.

وتُضيف المصادر أنّ “الرقم الأولي ‏للموظفين، كما حدّده البنك الدولي، هو 21 شخصاً، علماً بأنّ البرنامج ليس بحاجة إلى أكثر من شخصين ‏مُتخصصين، وباقي الوظائف يستطيع القيام بها الموظفون الحاليون في الإدارة”. أكثر من علامة استفهام تُطرح ‏حول تصرفات البنك الدولي، “فلماذا يشترط أن يُدير الاتفاقية برنامج الأغذية العالمي ولم تُجرَ مناقصة للصليب ‏الأحمر مثلاً وغيره من الجمعيات الأهلية إذا كان لا ثقة بإدارات الدولة؟ ولماذا الرقم الكبير في التوظيفات؟”. أما ‏الأهم، فعدم تحديد معايير تحديد الأسر الأكثر فقراً وتقييمها، “حتى الساعة لا ندري ما هي المعايير وأي لوائح ‏ستُعتمد للتوزيع، فهناك قاعدة بيانات الجيش، ورئاسة الحكومة، ووزارة الشؤون الاجتماعية… والمُستغرب ‏الضغوط الممارسة من البنك الدولي حتّى يُستعاض بالزيارات إلى منازل العائلات التي تقدّمت بطلبات، للكشف ‏على وضعها، بمقابلات عبر الهاتف. ألا تُعتبر تصرفات البنك الدولي وشروطه، سعياً لتعميم الفوضى بإدارة ‏الملفّ؟”، تسأل المصادر‎.‎

المصدر: الأخبار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

إليكم تحديث اسعار المحروقات اليوم السبت في لبنان

أسعار المحروقات في لبنان اليوم اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للمحروقات لحظة بلحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *