المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
من أهم مهام قادة الوطن هو تحديد المصلحة الاستراتيجية للدولة التي تضمن سيادتها ومصالح الناس، وان المسار الواضح هو القرار اللبناني والارادة الوطنية التي تضع لبنان اولاً، اما المهاترات الاعلامية والتصريحات النارية فلا تبني دولة ولا تقيم حضارة ولا تحقق مصالح الناس.
غطّ الرئيس المكلف سعد الحريري بعد جولات خارجية في قصر بعبدا، حاملاً معه الحل السحري، بالتشكيلة الملغومة نفسها التي فجرت العلاقة بين الرئاسة الأولى والثالثة وأدّت الى اشتباك سياسي في حرب ضروس لتحقيق مصالحهم الشخصية لهم ولأحزابهم، ومن ثم خرج الرئيس المكلف على الصحافيين ليقول بعنترية، ان لا شيئاً تقدم، والحكومة بـ ١٨ وزيراً ونقطة عالسطر!
فماذا ينتظر لبنان من حكام أدخلوا البلاد في أتون أزمات خانقة، ويتساءل الكثيرون عن طبيعة العصا السحرية التي حملتها فرنسا للحريري نفسه؟
الصحيح أن لبنان يعاني اصلاً من أزمات تسببت بها الطغمة اللبناينة الحاكمة المنقسمة على نفسها بسبب المصالح والولاءات الخارجية من دون استثناء، ولكن الحلول الناجعة منوطة بالدول العربية التي لن تقف إلى جانب لبنان، التي ما زالت ترفض مدّ يد “العون” في ظل هيمنة حزب الله.
في الحقيقة، نعيش احتقانات طائفية تنتشر كالجثث المفخخة، لا يدري اللبنانيون كيف يُعالجونها قبل انفجارها، مع أنهم يتحسّسون روائحها العفنة، والأغرب من كل ذلك أنّ البعض، والبعض هنا يشمل من تبقى من التيار الوطني الحر، الذي يُراهن على قدرة الرئيس عون على إنقاذ سفينة “التايتانيك” كما أشار إلى ذلك الرئيس نفسه، مع العلم أنّ التايتانيك غرقت، وغرقت معها أحلام ركابها أجمعين.
فنحن نعيش ظاهرة اللادولة لكننا كلبنانيين يمكن ان نعيد هيبة الدولة من خلال المواطنة الصالحة وانتاج طبقة سياسية وطنية تعمل من لبنان وللبنان.
فالعلّة يا سادة، كانت وما زالت في “رُبان” السفينة، فهل من يتّعظ ويبادر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ لعلّ وعسى!
