المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة
اللبناني الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن…
من ينظر الى الحالة اللبنانية من الأعلى، يرى التشظي في كل مفاصل الدولة والمجتمع، الى حد انه يشبه شظايا زجاج متناثر.
فهنالك مراكز قوى متعددة، متصارعة ومتنافرة، تبحث جميعها عن الهيمنة، وعن دور أكبر لها في عمليات النهب والفساد والتحكم بالقرارات، وهي عكس الشارع اللبناني الذي يحمل تناقضاته وصراعاته ولم يستطع هو الأخر تشكيل كتلة سياسية وطنية، متماسكة قادرة على إزاحة الطغمة المتحكمة، وموروثها المأساوي في المجتمع وحياته، حضارته، وثقافته بالإضافة الى هيمنتها على الدولة ومستقبل الوطن.
وحين تسألهم عن السبب وراء هذا الفشل ستجد الجواب حاضراَ “إنها مؤامرة صهيونية”، متناسين إن أسباب فشلهم لا حصر لها حين حاولوا تحويل الدين الى دولة يستأثرون بها ويسخرونها لمصالحهم الضيقة المبنية على العنف والرعب والترهيب، وبالتالي إفراغ الدين من صبغته الروحية المشرقة وتحويله الى صبغة مظلمة تتحكم بمصير الناس بإسم الدين، لا هم لها سوى الإستحواذ على السلطة والتمسك بها مهما كلف الأمر.
كما تناسوا ان الفشل التدريجي الملموس في حزبهم، يعود الى التناقض ما بين الواقع الموضوعي الذي يشتمل على كل متطلبات الحياة والمعيشة والبحث عن حياة ومستقبل أفضل وحالة اللا واقع الغيبية التي يروجون لها والتي ليس لها وجود إلا في خيالاتهم العاجزة وعقولهم المريضة .
اللبناني الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يغوص حتى أنفه في وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار.
فمن انعدام الامن، الى غول البطالة المخيف، الى الاعتقالات ودهم المنازل، تدمير البني التحتية للمدن، والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الاسعار وتفشي الامراض .
مع ذلك فالصراع ما زال يطفو على السطح، من خلال النظر الى كراسي الحكم بين الساسة البعيدين كل البعد عما يدور على الساحة اللبنانية اليوم، وهنالك أمواتاً ما زالوا بلا مقابر .
دعونا اخيراً نوحد الصف ونوحد المصير، ونرفع الصاعق عن العبوة الكبيرة التي يمكن ان تفتك بلبنان واللبنانيين، في اشعال حرب شاملة بعيدة تقضي على مصير هذا الشعب العظيم الصامد البطل.