الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار محليةابعد من الحكومة!

ابعد من الحكومة!

- Advertisement -
فيما ينشغل اللبنانيون بحركة لا بركة فيها لتشكيل الحكومة واعتبارها المدخل لمعالجة المشاكل الكثيرة والتحديات العديدة وهذا صحيح من زاوية محددة، إلا أن لا أحد يذهب إلى مواجهة الحقيقة الجارحة التي تقول بأن النظام السياسي اللبناني بات في حالة نزاع، وأن الكيان يتعرض لتهديدات جدية، وأن علاقة المكونات اللبنانية ببعضها البعض في اسوأ مستوياتها. فالأمر لم يعد يقتصر على علاقة القوى السياسية ببعضها البعض إنما باتت علاقة المجتمعات اللبنانية ببعضها البعض متفسخة ومهترئة وتعاني من شروخ عميقة؛ وهنا تكمن الخطورة.
يتحاشى الشيعة منذ سنوات عديدة الدخول الى الطريق الجديدة، وهم يكادون ينسون شوارع طرابلس وازقتها بعدما جرى احراق بيوت الاقلية الشيعية بعد احداث السابع من ايار، وكذلك يقاطع سنة العاصمة بيروت الضاحية الجنوبية وينظرون إليها بقلق وخوف شديدين منذ السابع من ايار، من ناحية أخرى لا يستطيع أي شيعي حتى لو انتمى إلى الوسط الاجتماعي المخملي ان يعبر كورنيش كميل شمعون كي يتملك شقة. أما محافظة بعلبك الهرمل فهي تعيش في أسوأ مراحلها الاجتماعية، حيث فلتان السلاح ومافيات المخدرات والصراع العشائري وارتفاع معدلات الفقر بطريقة غير مسبوقة، في حين ان البيئة الدرزية أقرب إلى العزلة الطوعية التي تخفي توترا وقلقا عميقين مع الشيعة والمسيحيين وغياب الود المطلوب مع البيئة السنية، أما في الوسط المسيحي، فترتفع جدران التوتر والاستعداد للاصطدام بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”؛ والغريب أنه على رغم العناق السياسي الذي يبدو انه أبدي بين “حزب الله” وحركة “امل”، إلا أن محازبي الطرفين يكيلون لبعضهم عند كل استحقاق سياسي، ولا تحول تلك العلاقة المتينة بينهما من تكرار المشاكل كما حصل في “اللوبية” قضاء صور.

- Advertisement -

وهنا يسأل سياسي مخضرم: أي وطن هذا، فهو غارق في كل اشكال المشاكل والانقسامات والصراعات واختلاف الخيارات الاستراتيجية بين مكوناته. والمسألة لا تقتصر على أزمة مالية – اقتصادية ولا على ثلث معطل أو ضامن كشرط لتأليف الحكومة، فهي اعمق من ذلك بكثير، فلبنان بات بيئة غير قابلة للحياة والعيش الهانئ.

- Advertisement -

في المبدأ “الدولة” الفاصل بين الانهيار والاستقرار، بين التنظيم السلمي والمؤسساتي للصراعات السياسية وبين انفلات التناقضات الاجتماعية، يقول السياسي نفسه، لكن اين القيادات السياسية ورجال الاحزاب ومفكروهم من هذه الموضوعات بوصفها قضايا ملحة لا يجوز تأجيل البحث بها؟ الا يستدعي ذلك تعويم الحوار الوطني للتفكير بإعادة بناء الدولة وتحديث النظام السياسي والاتفاق على الملفات الخلافية الكبرى لقطع الطريق على الانهيار الحتمي للدولة والكيان.
وفق السياسي نفسه، من المفترض أن مصلحة المسيحيين في هذا البحث تتقدم على سواهم من الطوائف الاخرى. فالهجرة المسيحية الى الخارج مستمرة، ولبنان آخذ في التغير وقد يستقيظ المسيحيون في صباح ما كي يكتشفوا أن لا شيء يمكن انقاذه.
في الوقت الذي يبدو أن السنة والشيعة منساقون الى اللعبة الاقليمية الخطرة في مرحلة تاريخية اخطر، لا يبادر القادة المسيحيون لإنقاذ الكيان، على رغم وجود قلق عارم في المناطق المسيحية والعودة إلى نقاشات تشبه التي كانت سائدة ابان الحرب الاهلية، ومرد ذلك إلى أسباب كثيرة. وهنا تصوب شخصية مسيحية بارزة على ما شهدته مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية في الأيام الماضية من تعليق صور ويافطات وإقامة تماثيل لقائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، لتؤكد أن ما حصل سيعزز هواجس اللبناننين عموما والمسيحيين خصوصا في المقبل من الايام، فحرب العام 1975 بدأت مع حرب الصور في العام 1974 ، صحيح أن لا احد يريد العودة إلى الحرب الأهلية لكن الجميع يستخدم لغة الحرب، واذا كان هناك خطوط حمر في المنطقة لأي حرب، فلا خطوط حمر في لبنان.

– Advertisement –



– Advertisement –


قد يهمك أيضاً

– Advertisement –

مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »