الخميس, أبريل 25, 2024
الرئيسيةأخبار محليةوطاويط الليل... وشياطين التفاصيل!

وطاويط الليل… وشياطين التفاصيل!

- Advertisement -

إنه أشبه بفيلم دراكولا، حيث تتجمّع وطاويط الليل حول قصر الأسطورة الخرافية وداخله. ما شهدناه بالأمس بين القصر الجمهوري و”بيت الوسط” فيلم رعب لم يسبق لالفرد هيتشكوك أن أخرج فيلمًا يضاهيه في مشاهد الرعب والحبكة الدرامية.

- Advertisement -

ما حصل بين الثلثاء والأربعاء اللبنانيين لا يحصل في أي مكان على الكرة الأرضية. إنه قمة في الإستهتار واللامسؤولية بالتعاطي مع قضايا حسّاسة ومصيرية. فتشكيل الحكومة ليس تفصيلًا، بل هو جوهر الأزمة التي تعيشها الطبقة السياسية الحاكمة، والتي تصرّ على أن تعيّشها للبنانيين، الذين تكفيهم مشاكلهم اليومية، والتي هي من صنع أيدي الطبقة ذاتها، إذ يكفي أن تمرّ الأعياد وكأنها لم تمرّ، لأن ليس في القِدر سوى طبخة بحص.

- Advertisement -

الحرب بين بعبدا و”بيت الوسط” ليست بجديدة، بل جديدها هذه المرّة، كما تبيّن بالوقائع، أن لا أحد يريد أن تتشكّل هذه الحكومة في الوقت الأميركي الضائع، ولذلك لم يحمّل “بابا نويل” عيدية التشكيل، لأن حملها أثقل من أن يستطيع فرد لوحده تحّمله.

مصادر قريبة من القصر الجمهوري إتهمت الرئيس الحريري بالمناورة، وقالت إنه بعد غياب، يلجأ الى الوساطات. يزور رئيس الجمهورية حاملاً تشكيلة مفخخة غير قابلة للحياة، ويُشيع أجواء إيجابية مخادعة. وحينَ “ينكشف” يعلّق التعطيل وتطيير “التفاهم” على شمّاعة جبران باسيل. ويتهم، كما نقلت مصادر وادي أبو جميل  “وطاويط القصر بالتحرك ليلاً لتعكير الجو والإعداد لجولة جديدة من التعقيدات”. وهكذا، ودائمًا بحسب المصادر إياها، تراجع الرئيس المكلف عن “عيدية الحكومة” التي وعد بها أول من أمس، في ما بات واضحاً أنه عملية شراء للوقت، تظهره راغباً في التأليف ومستميتاً في سبيله، فيما هو فعلياً ينتظر جلاء الصورة في واشنطن بعد التسليم والتسلّم بين إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن، في الـ20 من الشهر المقبل.

وهو لذلك، وفق المصادر، “يختلق أعذاراً ويتمسّك بصورة غير منطقية بحقيبتي الداخلية والعدل معاً، ويحتكر تسمية الوزراء المحسوبين عليه من دون أي رغبة في إشراك الرئيس عون في الأسماء، ويصرّ على تسمية وزراء مسيحيين، ويشترط أن يوافق مسبقاً على الأسماء التي يطرحها رئيس الجمهورية”.

أما مصادر “بيت الوسط”، التي إتهمت “وطاويط القصر” بالعرقلة، فترى أن العقدة الأساسية هي أن كلًا من الرئيس عون والوزير السابق جبران باسيل لم يهضما بعد فكرة ترؤس الحريري حكومة آخر العهد، ولذلك فهما يوحيان بالإيجابية، التي لا تدوم أكثر من وقت قطع المسافة بين بعبدا و”بيت الوسط”، فيما الحقيقة أنه في الإطار العام يريدان تفشيل أي خطوة يقوم بها الحريري، وإظهاره في مظهر غير جدي، إذ أنه يتحدّث عن إيجابية وعن تفاؤل لتأتي الوقائع عكس ما أراده، مع العلم أن الرئيس عون هو من طلب منه أن يشيع أجواء تفاؤلية يوم الثلثاء، لأن الناس تنتظر على أحرّ من الجمر تشكيل الحكومة، إعتقادًا منهم بأن هذه الحكومة “ستشيل الزير من البير”.

وهكذا بين “وطاويط الليل” و”شياطين التفاصيل” يضيع اللبناني في سراديب السياسة المعتمدة من هنا ومن هناك، والتي تتعاطى مع الأمور وكأن لا إنهيار ولا إفلاس في البلد.

المصدر:لبنان 24

– Advertisement –



– Advertisement –


قد يهمك أيضاً

– Advertisement –

مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »