طمس حقائق 4 آب الأسود

المصدر: International Scopes – سكوبات عالمية | شادي هيلانة

ما الذي يجري في مرفأ بيروت ولماذا تتكرّر الحرائق في الفترة الأخيرة؟ وأية علاقة لها بإخفاء أدلّة من مسرح جريمة الانفجار؟
وفيما لا يزال اضطراب ما بعد الصدمة من انفجار الرابع من آب، يُثقل حياة اللبنانيين، أتى الحريق الكبير اليوم الذي خلّف سحابةً سوداء كبيرة فوق بيروت ليزيد من رعب ناسها.

أتى في وقت تتكاتف فيه الجهود الدولية لترميم مرفأ بيروت والمنازل المتضررة بسبب الانفجار وتقديم الدعم لإنقاذ لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة.
ونتساءل عن أسباب الحريق، إن كان مفتعلاً ام لا، مشيرين إلى سيناريوهات كالمطالبة بالتأمين أو حرق أدلة الانفجار السابق. واعتبر كثيرون أنّ ما يحصل هو تدنيس آخر لموقع الجريمة التي أدّت إلى قتل أكثر من 190 شخصاً وإصابة 6 آلاف بجروح، وحصار الكثيرين في صدمة، ودعوا إلى محاسبة المسؤولين عن الحريق اليوم.

نقلت وكالة “الصحافة الفرنسية” عن “هيثم” أحد العاملين في المستودع حيث اندلع الحريق.
قرله : كنا نعمل وفجأة بدأوا يصرخون، اخرجوا من الشركة، مضيفاً أن أعمال تلحيم كانت قائمة واندلعت النيران، لا نعرف ماذا حصل!
وتابع : تركنا كل شيء وبدأنا نركض، تذكرت الانفجار لم أعد أعلم هل أتصل بعائلتي أو إخوتي الذين يعملون في المرفأ.

يكابد لبنان لتجاوز أزمة تفاقمت بعد انفجار بيروت الذي تسبب في خسائر اقتصادية قدرت بنحو 6.7 إلى 8.1 مليارات دولار على الأقل.

ودفع الانفجار المروع بالعاصمة اللبنانية المثقلة بالجراح إلى الوراء 30 عاما بعنف لم يكن يخطر على البال حتى في البلد الذي كابد ويلات الكثير من الحروب والاجتياحات والاحتلال والضربات الجوية وتفجيرات السيارات الملغومة والاغتيالات.

فعندما يضرب الإهمال حوائط المناعة في جسد الوطن، لابد أن يصيب العطب والتشقق جدران الروح قبل التشقق والشروخ في الجدران الحجرية.
هذا القاتل يجول وقحاً دون رديع، واسمه الإهمال وسوء الإدارة والفساد وتسويغ الدولة، بأيدٍ خفية، عدوانية أو تخريبية عن سابق تصور وتصميم كأنها تُنفذ إعداماً بحق “بيروت”، مرة رمياً بأطنان نيترات الأمونيوم وربما بما هو أعظم، ومرة أخرى بحبل مشنقة من دخان مميت أشبه بالحفر عميقاً في الجُرح المفتوح لعاصمةٍ لم تُقفل مقابرها بعد، ولا جفتّ دماء أبنائها ودموع أهلها ولا اندملت ندوب بيوتها.

ولم يكن عابِراً ما رافق طوفان النار من سيناريوهات وتعليقات لم تخل من كوميديا سوداء، بعضها سأل ساخراً “هل ما جرى هو في إطار تمثيل جريمة 4 آب، وبعضها الآخر لم يتوان عن القول استهزاءً بأن هكذا يحصل مسح مسرح الجريمة في لبنان، في موازاة طغيان فرضية العبث بالأدلة وطمسها بالنار، وحرق وإخفاء حقيقة 4 آب الأسود.

Ads here


عن شادي هيلانة

شادي هيلانة كاتب صحفي حاصل على دبلوم في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية والبترولية من جامعة الكويت

شاهد أيضاً

News, international, international scopes, intscopes, scopes, middle east news, latest news of Lebanon, news in Lebanon, news in Lebanon now, news of Lebanon, Lebanon, Lebanon News, Lebanon news today, Lebanon news now, Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, Lebanon political crisis, Lebanon currency exchange rate, أخبار لبنان اليوم، اخبار لبنان اليوم عاجل، اخر اخبار لبنان، Lebanon today news, أخبار الحكومة اللبنانية، الوضع الأمني في لبنان، الأزمة السياسية في لبنان، Lebanon government news, Lebanon elections, Lebanon security situation, Lebanon political crisis, سعر صرف الدولار في لبنان، المصارف اللبنانية، الوضع الاقتصادي في لبنان، Lebanon currency exchange rate, Lebanese banks, Lebanon economic crisis, سكوبات، سكوبات عالمية، عالمية, int, int scopes, international, Lebanon, أخبار، أخبار لبنان، اخبار، اخبار Lebanon daily news,لبنان,إسرائيل لبنان, يسرائيل كاتس, تهديدات إسرائيلية, جنازة نصر الله, حزب الله لبنان, الغارات الإسرائيلية, لبنان 2024, التوترات على الحدود اللبنانية, تصريحات كاتس, تصعيد عسكري في لبنان, الطيران الحربي الإسرائيلي, العدوان الإسرائيلي, الحرب في لبنان, صواريخ حزب الله, لبنان إسرائيل, نصر الله والتهديدات الإسرائيلية, ردود الفعل على غارة إسرائيلية, حركة حزب الله العسكرية, المقاومة اللبنانية,Israel Lebanon, Yoav Katz, Israeli threats, Nasrallah’s funeral, Hezbollah Lebanon, Israeli airstrikes, Lebanon 2024, tensions on the Lebanese border, Katz statements, military escalation in Lebanon, Israeli warplanes, Israeli aggression, Lebanon war, Hezbollah rockets, Israel Lebanon conflict, Nasrallah and Israeli threats, responses to Israeli airstrike, Hezbollah military action, Lebanese resistance

“المطلة مقابل بيروت”… رسالةٌ حازمة من كاتس للحكومة اللبنانية

“المطلة مقابل بيروت”… رسالةٌ حازمة من كاتس للحكومة اللبنانية أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *