في حادثة غير مسبوقة، أفادت تقارير صحافية بأن جنودًا فرنسيين من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أسقطوا طائرة مسيّرة إسرائيلية كانت تحلق فوق دورية لهم في قرية كفركيلا بجنوب لبنان. الطائرة كانت قد ألقت قنبلة يدوية باتجاه الجنود، ما دفعهم لاتخاذ تدابير دفاعية. وفي أعقاب هذا الحادث، أصدرت كل من فرنسا والأمم المتحدة بيانًا مشتركًا دانا فيه “العدوان الإسرائيلي” في المنطقة.
تفاصيل الحادث
وبحسب ما نقلته صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن مصدر دبلوماسي، فإن القرار بإسقاط الطائرة المسيّرة كان فرنسيًا بحتًا. قوات “اليونيفيل” تلقت تعليمات باستخدام وسائل دفاع ضرورية لتحييد الطائرة بعد أن اقتربت بشكل عدائي من إحدى دورياتها. البيان الرسمي الصادر عن “اليونيفيل” أكد أن الطائرة المسيّرة حلّقت فوق الدورية بطريقة عدائية، ما استدعى اتخاذ الإجراءات الدفاعية اللازمة.
وأضاف البيان أن الطائرة أقدمت على إلقاء قنبلة يدوية على الجنود، ما دفع الجنود الفرنسيين إلى إسقاط الطائرة، وبعد ذلك، أطلقت دبابة إسرائيلية النار تجاه الجنود الدوليين. ويُعتبر هذا الحادث نادرًا للغاية، إذ لا يحدث كثيرًا أن تقوم قوات أممية بإسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية.
الردود الدولية على الحادث
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التحقيقات الأولية أظهرت أن قوات الأمم المتحدة أطلقت النار عمداً على الطائرة وأسقطتها. بدورها، دانت كل من الأمم المتحدة وفرنسا هذا التصرف ووصفتاه بـ “العدوان الإسرائيلي”، معتبرين أن “تصرفات الطائرة المسيّرة تشكل تهديدًا عسكريًا خطيرًا”. وقالت الأمم المتحدة إن “قوة الأمم المتحدة تلقت تعليمات باتخاذ الإجراءات الضرورية ضد التصرفات العدائية”.
تزايد التوتر بين إسرائيل واليونيفيل
تزايدت التوترات بين قوات “اليونيفيل” والجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة. ففي الصيف الماضي، تعرض جنود فرنسيون لطائرة مسيّرة إسرائيلية حلّقت على ارتفاع منخفض، ما سبب حالة من الذعر وأجبر الجنود على العودة إلى مركباتهم المدرعة خوفًا من أن تكون الطائرة مسلحة. وزارة الدفاع الفرنسية أكدت أن “أي جيش لا يمكن أن يقبل أن يُهاجم بهذه الطريقة”.
الوضع العسكري في جنوب لبنان
جاء هذا التطور بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي تم توقيعه في 27 نوفمبر 2024، بعد شهور من القصف المتبادل في الجنوب اللبناني. الجيش الإسرائيلي، الذي أقام نقاطًا عسكرية داخل الأراضي اللبنانية على طول الحدود، زاد من عمليات الطائرات المسيّرة في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن حزب الله يعيد تنظيم صفوفه، مما دفع إسرائيل إلى زيادة وتيرة تحليق طائراتها المسيّرة في المنطقة.
تحذيرات فرنسا لإسرائيل
وفي باريس، أعادت وزارة الدفاع الفرنسية التذكير بأن قوات الأمم المتحدة قد وجهت تحذيرات متكررة لإسرائيل بشأن سلوك طائراتها المسيّرة فوق لبنان، مؤكدة أن هذه التصرفات باتت غير مقبولة وتشكل خطرًا كبيرًا على الجنود الأمميين والسكان المحليين.
المصدر: رصد موقع سكوبات عالمية الإخباري
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم