الانترنيت و تلفون
الانترنيت و تلفون

“كيف أثرت التجارة الإلكترونية في تجّار لبنان: التحديات والفرص في عصر التحوّل الرقمي”

لطالما كانت التجارة ركنًا أساسيًا في الاقتصاد اللبناني، إذ أن لبنان يعتبر مركزًا تجاريًا هامًا بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي، الذي يربط بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته التجارة في لبنان، فإن قطاع التجار اللبنانيين يواجه اليوم تحديات متعددة، من بينها التحديات الاقتصادية، الأمنية، والتقنية، التي تزداد تعقيدًا في ظل تطور التجارة الإلكترونية.

التجارة الإلكترونية والتحوّل الرقمي في لبنان

شهدت التجارة الإلكترونية نموًا ملحوظًا في لبنان، خاصة بعد جائحة كورونا، التي دفعت العديد من التجار إلى التكيف مع التغيرات التقنية والسوقية. فعلى الرغم من الفرص التي تقدمها هذه التجارة عبر الإنترنت، إلا أنها شكلت تحديًا كبيرًا للتجار التقليديين الذين كانوا يعتمدون على المتاجر الفعلية.

خلال هذه الفترة، استغل بعض التجار الوضع وبدأوا بالبيع عبر المنصات المحلية والعالمية، ما سمح لهم بتوسيع نطاق عملهم وزيادة مبيعاتهم دون الحاجة إلى دفع تكاليف الإيجارات أو أي تكاليف إضافية. وفي المقابل، واجه آخرون صعوبات كبيرة، حيث لجأوا إلى إغلاق متاجرهم أو محاولات فاشلة للتكيف مع التجارة الإلكترونية.

تراجع المبيعات في المتاجر التقليدية

شهد قطاع المتاجر التقليدية في لبنان تراجعًا كبيرًا في مبيعاته، حيث توجه العديد من الزبائن، وخاصة الجيل الشبابي، نحو الشراء عبر الإنترنت نظرًا لسهولة التسوق وتوفر العروض الجذابة. فقد أكدت دراسة Ipsos لعام 2024 أن حوالي 2 من كل 5 أشخاص في لبنان أصبحوا “متسوقين عبر الإنترنت”، حيث أرجع التقرير ذلك إلى الراحة (67%) والعروض الجذابة (52%).

ومع ذلك، يظل قطاع المتاجر التقليدية يواجه تحديًا رئيسيًا في التنافس مع الشركات غير الشرعية التي تبيع عبر الإنترنت دون رقابة أو ضرائب، ما يساهم في إضعاف قدرة التجار المحليين على المنافسة.

التجارة الإلكترونية فرصة وتحدي في آن واحد

تُمثل التجارة الإلكترونية فرصة لتوسيع الأسواق والوصول إلى زبائن جدد، ولكنها أيضًا تشكل تحديًا للتجار التقليديين، الذين يواجهون منافسة غير متكافئة، وأحيانًا غير قانونية، من الشركات عبر الإنترنت. ففي الوقت الذي تواصل فيه المنصات الإلكترونية النمو، تنخفض الحركة في المتاجر الفعلية، ما يؤدي إلى تزايد الضغوط على التجار التقليديين.

أزمة تجار لبنان: تجربة أبو نبيل

تجسد قصة أبو نبيل، تاجر الأحذية في بيروت، واقع العديد من التجار التقليديين في لبنان. ورث أبو نبيل محله عن والده، وكان معروفًا بجودة بضاعته وعلاقته الجيدة مع الزبائن. لكن منذ عام 2018، بدأ يشهد تراجعًا في مبيعاته بسبب توجه الزبائن إلى شراء الأحذية عبر الإنترنت بأسعار أرخص. ومع جائحة كورونا في 2020، تراجع عمله بشكل كبير، بينما ازدهرت التجارة الإلكترونية.

على الرغم من محاولته التكيف مع العصر الرقمي عبر فتح صفحة على إنستغرام وإنشاء موقع إلكتروني، إلا أن ضعف الخبرة وقلة الموارد أديا إلى فشل محاولاته. وفي عام 2024، وبعد أكثر من 40 عامًا من العمل، اضطر إلى إغلاق محله بشكل نهائي. يقول أبو نبيل: “أسفت على ما حصل لي، وحزنت ليس لأنني أغلقت باب رزقي فحسب، بل لأنني عجزت عن مواكبة العصر”.

مستقبل التجارة في لبنان

لا شك أن التجارة الإلكترونية قد أحدثت تحولًا جذريًا في طريقة التجارة في لبنان. لكن هذا التحول يتطلب من الدولة توفير بيئة تشريعية وتنظيمية تدعم التجار المحليين في مواجهة هذا التحدي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تركز الدولة على تقديم الدعم والتوجيه لتشجيع التجار على التكيف مع التحول الرقمي وابتكار حلول جديدة تضمن توازن السوق وحماية مصالح الجميع.

المصدر: مارينا عندس – الديار

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

Gold 999999789456987564987649876543333

إرتفاع جديد.. إليكم تحديث اسعار الذهب اليوم

أسعار الذهب اليوم اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للذهب لحظة بلحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *