بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي اختتام تمرين الفرقة 91 على الحدود اللبنانية، الذي شمل وحدات برية وجوية وبحرية، أثار هذا التمرين العديد من التساؤلات حول أهدافه وسبب التوتر المتزايد على الحدود، مما دفع بعض الخبراء إلى الحديث عن احتمال تصعيد إسرائيلي أو تنفيذ عمليات عسكرية مستقبلية تجاه لبنان.
وفي حديثه لصحيفة “ليبانون ديبايت”، أوضح العميد الركن المتقاعد فادي داوود أن المناورات العسكرية للجيش بشكل عام تهدف إلى هدفين رئيسيين: الأول عسكري، حيث تُدرّب الوحدات المشاركة على العمل المشترك والتنسيق لتحقيق المهمة العسكرية بنجاح، أما الهدف الثاني فهو سياسي، حيث تحمل المناورات أحيانًا رسائل سياسية إلى الأطراف المعنية. وأشار داوود إلى أن هذه المناورات التي تُجريها الدول الكبرى في مناطق حساسة مثل بحر الصين الجنوبي تكون في العديد من الأحيان ذات بعد سياسي أكثر من كونها عسكرية بحتة.
وتعليقًا على المناورة الأخيرة التي أجراها الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، أكد داوود أن “إذا كانت المناورة تهدف إلى اختبار القدرات العسكرية وتحضير العرض العسكري، فهي تعد مؤشرًا على نذير شؤم، أما إذا كانت تهدف إلى إرسال رسالة سياسية، فهي إشارة تحذيرية تهدف إلى الضغط على الأطراف المعنية”. واعتبر داوود أن حجم ونوعية المناورة تزيد من مستوى القلق، خاصة أن المناورة لم تشمل قوات بحرية أو أسلحة استراتيجية متقدمة مثل مقاتلات F-35، ولم تشارك فيها قوات من دول صديقة لإسرائيل أو الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن الهدف لم يكن موجهًا نحو إيران بل نحو حزب الله في لبنان.
وأوضح العميد داوود أن “أي عمل عسكري إسرائيلي مستقبلي سيكون موجهًا نحو لبنان، وهذا يعد تطورًا مهمًا في المشهد الأمني الحالي، حيث أصبح السؤال ليس حول ما إذا كان الهجوم سيحدث، بل متى سيحدث”.
وأشار داوود إلى أن “الفرقة 91، وهي إحدى الفرق المتمركزة في شمال إسرائيل، لا تحمل في حد ذاتها دلالة استثنائية، لكن الأهمية تكمن في طبيعة المناورة نفسها. مشاركة الفرقة في هذا السياق تشير إلى استعدادات لعمل ميداني قد يكون على شكل توغل أو اجتياح بري”. ورغم ذلك، استبعد داوود في الوقت الحالي حدوث عملية توغل بري إسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل تستطيع تحقيق معظم أهدافها من خلال القصف الجوي، إلا أنه في حال قررت فتح محور جديد مثل المحور الشرقي من منطقة البقاع الغربي، قد يترافق ذلك مع توغل بري لفصل الجنوب عن باقي المناطق اللبنانية.
وفي الختام، أكد داوود أن “المناورة تُعتبر خطوة خطيرة في مضمونها، لكن حتى الآن لا توجد مؤشرات واضحة تدل على نية تنفيذ هذا السيناريو عسكريًا في المستقبل القريب”.
المصدر: ليبانون ديبايت
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم