ما بعد “البيجر”: اتصالات “الحزب” “غير آمنة” وتحذيرات إيرانية جديدة

ما بعد “البيجر”: اتصالات “حزب الله” “غير آمنة” وتحذيرات إيرانية جديدة

في تصريح حديث للمنسق العام لـ الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد رضا نقدي، تم الكشف عن تفاصيل حول “حزب الله” ورفضه استخدام أجهزة اتصال إيرانية بديلة عن أجهزة “البيجر” التي انفجرت في أيلول 2024. هذا التصريح أثار العديد من التساؤلات حول الأمن السيبراني للحزب ومستقبل اتصالاته، خصوصًا أن انفجار البيجر كشف عن ثغرات كبيرة في أنظمة الاتصال.

الخرق عبر “البيجر”:

ما زالت مسألة الخرق عبر البيجر تشكل ثغرة أمنية خطيرة، حيث تحاول إيران التدخل لمعالجة هذه المشكلة. ووفقًا للمصادر الأمنية، فإن التحقيقات في حادثة “البيجر” تشمل عمليات شراء الأجهزة واستخدامها، مع محاولة حزب الله إصلاح هذه الثغرة.

توقيت هذا الكشف يشير إلى احتمال وجود خطر أمني مرتبط بتلك الأجهزة، حيث أن السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، كان قد أصيب في انفجار جهاز بيجر. هذا يطرح تساؤلات حول إذا كان هناك معلومات عن اختراق الأجهزة من قبل إسرائيل أو أطراف أخرى، إذ لو كانت هذه الأجهزة مشبوهة، لما كان السفير قد تعرض للحادث.

الخطوات القادمة لـ “حزب الله” بعد انفجار “البيجر”

بعد تفجيرات “البيجر”، بدأ حزب الله في تعزيز بنيته الاتصالية. وفقًا للمصادر، من المحتمل أن حزب الله قد حصل على تقنيات مشفرة حديثة لتحسين أمان اتصالاته. وتشير بعض التحليلات إلى أن إيران قد تكون المصدر الأساسي لهذه التقنيات أو الداعم لها في لبنان.

ورغم أن حزب الله يواصل استخدام الهواتف الذكية بشكل طبيعي عبر قيادته السياسية، يبقى السؤال حول إذا ما كان الحزب قد قرر عزل جناحه العسكري عن استخدم وسائل الاتصال العادية والاعتماد على شبكات خاصة لمنع اختراق معلوماته العسكرية.

مستقبل “اتصالات حزب الله” وكيفية التعامل مع التهديدات:

المصادر الأمنية تشير إلى أن التشفير قد لا يوفر حماية كاملة ضد محاولات الاختراق، حيث تعتبر سلاسل التوريد والبيانات الوصفية من النقاط الضعيفة التي تهدد سرية الاتصالات. كما أظهرت حوادث عام 2024 هشاشة الأجهزة المستوردة.

ومن الممكن أن حزب الله يقرر تصنيع أجهزة اتصال خاصة في لبنان. ومع ذلك، يبقى التصنيع المحلي مسألة مكلفة جدًا ويستدعي تقنيات متطورة يصعب إتقانها في لبنان، مما يجعل تحسين التصميمات التشغيلية و فحص الموردين هو الخيار الأفضل.

دور إيران في توفير تقنيات الاتصال:

من جانب آخر، إذا كانت إيران قد عرضت على حزب الله تزويده بأجهزة اتصالات متطورة، فهذا يشير إلى أن إيران تمتلك تقنيات اتصال متخصصة قد تكون مفيدة لحلفائها في المنطقة. كما أن إيران، بفضل علاقاتها الإقليمية و سلاسل التوريد غير الرسمية، قد تكون في وضع يسمح لها بتوفير حلول مخصصة للاتصالات.

هل من السهل تشغيل أجهزة تهريب؟

بالرغم من أن إيران قد تكون قامت بتسريب أجهزة اتصال إلى حزب الله، يبقى السؤال: هل من السهل تشغيل الأجهزة المهربة؟ الجواب هو أن تشغيل هذه الأجهزة ليس بالأمر السهل. ففي حال كانت هذه الأجهزة متاحة بسهولة، لما كان حزب الله قد لجأ إلى استخدام البيجر، وهي الأجهزة التي تم تعديلها في إيران وليست من صنعها.

المصدر: محمد الجنون – لبنان 24