العريضي يحذر من عدوان إسرائيلي غير مسبوق ويدعو للبقاء بعيدًا عن محاور الصراع

أشار الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي إلى أن لبنان يواجه مرحلة مفصلية من الناحية السياسية والعسكرية، في ظل التوترات الإقليمية والتفاعلات مع إسرائيل. وفي حديثه مع ليبانون ديبايت، حذر العريضي من أن لبنان قد يدخل في سباق محموم بين الدبلوماسية والمفاوضات من جهة، و الحرب من جهة أخرى إذا أقدمت إسرائيل على عدوان عسكري جديد، وهو ما قد يكون كارثيًا هذه المرة ويُغطى بـ غطاء أميركي غير مسبوق.

وقال العريضي إن لبنان بحاجة إلى تحييد نفسه عن دول المحاور وأنه لا يستطيع الدخول في مفاوضات مع إسرائيل منفردًا، بل يجب أن يسعى لتحقيق حياد إيجابي والالتزام بـ اتفاق الهدنة أو المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.

مستقبل لبنان في مفاوضات السلام:

العريضي لفت إلى أن كل ما حصل منذ السبعينات حتى اليوم كان مجزوءًا وأدى إلى تدمير لبنان، حيث تحول إلى منصة وساحة لتبادل الرسائل الإقليمية. وأضاف أن لبنان اليوم في وضع جديد مع الولايات المتحدة حيث يتوقع أن يبدأ عملية السلام في الأسابيع القليلة المقبلة عبر رعاية أميركية. وأشار إلى أن السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، يتولى مفاوضات حاسمة مع إسرائيل وهو معروف بالتشدد والصلابة.

الوضع السياسي الداخلي والانتخابات:

وفيما يتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة، قال العريضي إن التحالفات السياسية لم تتبلور بعد بشكل كامل، مشيرًا إلى أن هناك تأكيدات على تحالفات حزب التقدمي الاشتراكي و الحزب الديمقراطي اللبناني و القوات اللبنانية. أما تيار المستقبل فلم يحسم بعد موقفه من التحالف مع الاشتراكي.

وأفاد العريضي بأن في بيروت، هناك حديث عن ترشيح أبناء الزعامات السياسية، بينما نبيل بدر سيكون رقمًا صعبًا في المعركة الانتخابية. في طرابلس، أعلن النائب إيهاب مطر عدم تحالفه مع أي طرف من قوى الممانعة أو المحور الإيراني، مؤكدًا التزامه بمبادئه السياسية.

التحديات الاقتصادية والإعمار:

وفيما يتعلق بـ مسيرة الإنماء والإعمار، كشف العريضي أن لا مؤتمر للدول المانحة أو إعادة الإعمار في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية تترقب تنفيذ خطة الجيش اللبناني وانطلاق العملية الإصلاحية. وأكد أن الوضع الاقتصادي بحاجة إلى مفاوضات و تسويات أساسية في المرحلة المقبلة.

أداء الحكومة اللبنانيّة:

في سياق آخر، أشاد العريضي بـ الحراك الاستثنائي لوزير الأشغال فايز رسامني، الذي يقوم بعمله بشكل مميز في المطار والمرافئ و عمليات التزفيت في لبنان. كما أكد العريضي أن رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر يقوم بدوره بشكل جيد، مشيرًا إلى أن الرواتب في مجلس الجنوب لم ترتفع كما يُشاع.

الدعوة إلى بناء دولة القانون:

اختتم العريضي حديثه بالتأكيد على أهمية العمل بالقوانين وإقامة دولة القانون والمؤسسات في لبنان. وأشار إلى ضرورة التعلم من التجارب كما ورد في كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكد أن القانون هو الأساس الذي ترتكز عليه المؤسسات. ورغم التحديات، شدد العريضي على أهمية التزام رئيسي الجمهورية والحكومة بمسؤولياتهم في هذه المرحلة.

---

المصدر: ليبانون ديبايت