هل يقبل “حزب الله” أن يتفاوض لبنان مع إسرائيل؟
تشير الأجواء التي نقلها زوار القصر الجمهوري إلى أن الرئيس جوزاف عون يشعر بالارتياح حيال مسار الأمور في المنطقة بعد “طوفان عملية السلام”، واطمأن إلى أنه لا حرب إسرائيلية جديدة على لبنان. هذا التوجه يعكس حالة عامة في لبنان والجوار، بالإضافة إلى جو أميركي قد يتبلور شيئًا فشيئًا بخصوص مستقبل الوضع اللبناني وعلاقته بعملية السلام الشاملة، التي لا تزال بحاجة إلى دعم أسسها.
المسار الجديد والضغوط الأميركية:
من المرجّح أن تأخذ عملية السلام مسارًا مختلفًا عن المسارات السابقة. الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس لم تعد بعد إلى لبنان، مما يشير إلى بعض الأسباب الموضعية المتعلقة بالسياسة الأميركية الجديدة تحت قيادة دونالد ترامب. هذه السياسة، التي بدأت تركز على قطاع غزة، تتوسع تدريجيًا لتشمل لبنان و سوريا و العراق، مع دور محوري لدول مثل مصر و الأردن في دعم عملية السلام.
الرؤية اللبنانية:
-
الرئيس عون أعلن بوضوح عن رغبة لبنان في التفاوض مع إسرائيل بهدف إيجاد حلول للمسائل العالقة بين البلدين، في وقت كانت الغارات الإسرائيلية على بعلبك و الجنوب اللبناني ردًا مباشرًا من إسرائيل على تلك الرغبة في التفاوض.
-
الغارات الإسرائيلية على الجنوب جاءت في وقت حساس، حيث حملت رسائل سياسية واضحة بأن إسرائيل ترفض أي تغيير في استراتيجيتها تجاه لبنان، وتفضل استخدام فائض القوة لفرض واقع جديد على الأرض، دون الحاجة لفتح قنوات تفاوضية.
حزب الله والموقف الرافض:
-
من ناحية أخرى، حزب الله أعلن رفضه القاطع لأي دعوة للتفاوض مع إسرائيل. على الرغم من ذلك، حزب الله لم يعلن موقفًا رسميًا واضحًا من تصريحات الرئيس عون، حيث أنه يحاول تفادي توتر العلاقات بينه وبين رئيس الجمهورية في الوقت الحالي.
-
حزب الله يعتبر أن المفاوضات مع إسرائيل لا تتماشى مع مبادئ المقاومة و موقفه الثابت تجاه العدو الإسرائيلي. ويعتقد أن أي مفاوضات مع إسرائيل لا يمكن أن تحقق مصلحة لبنان في ظل الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي اللبنانية.
التسوية الأميركية ومسار غزة:
-
بعض الأوساط الدبلوماسية ترى أن تصريحات الرئيس عون قد تكون بالون اختبار للمرحلة الثانية من التسوية في غزة. وفي هذا السياق، قد تفرض الواقعية السياسية التي أُرست في قمة شرم الشيخ ضرورة أن يتعاطى لبنان مع هذه التسوية بعقل مفتوح.
الموقف اللبناني الرسمي:
-
الموقف اللبناني الرسمي يتمثل في أن التفاوض مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بـ انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة و وقف اعتداءاتها اليومية. كذلك، اتفاق الهدنة سيكون محل نقاش كأحد الخيارات المتاحة، لكن تحت شروط واضحة وصارمة لوقف أي عمليات عسكرية إسرائيلية.
التصعيد الإسرائيلي:
-
التصعيد الأخير في الاستهدافات الإسرائيلية على بعلبك و الجنوب اللبناني يؤكد أن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع على لبنان مشابه لما فعلته في غزة عبر واشنطن. لكنها بذلك تعرقل أي محاولة للتفاوض، ما يفرض على لبنان التمسك بشروطه حول الانسحاب الكامل و وقف العدوان قبل البدء بأي عملية تفاوضية.
المصدر: اندريه قصاص – لبنان 24
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم