يعود مجلس الوزراء اللبناني إلى الاجتماع في يوم الإثنين المقبل، حيث سيعكف على بحث التقرير الأول من سلسلة تقارير سيقدمها الجيش اللبناني حول المرحلة الأولى من خطة نزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني. هذه الخطة تهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهي خطوة أساسية في مساعي الجيش اللبناني لتحقيق الاستقرار في الجنوب.
عدم التقدم في نزع سلاح حزب الله:
من خلال حديثه مع “ليبانون ديبايت”، يشير المحلل السياسي علي حماده إلى أن عملية نزع سلاح “حزب الله” في جنوب الليطاني لم تشهد تقدمًا كبيرًا. ويؤكد حماده أن موقف رئيس الجمهورية جوزف عون يُظهر أن عدم انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس الحدودية يعد سببًا رئيسيًا في تأخير تنفيذ خطة نزع السلاح. ويعتبر أن ذلك يخلق إشكالية سياسية وأمنية.
الموقف الأميركي من انسحاب إسرائيل:
يكشف حماده أن الولايات المتحدة الأميركية لن تمارس الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان، حيث أن التركيز الأساسي هو على نزع السلاح من جميع أنحاء لبنان، وليس فقط من الجنوب. وفي هذه الأثناء، يحرص “حزب الله” على إعادة تطبيع الوضع في المنطقة، مع الحفاظ على سلاحه في جنوب الليطاني. الحزب يرى في ذلك خطوة تكتيكية تسمح له بإعادة بناء قدراته العسكرية في منطقة عمليات اليونيفيل.
دور اليونيفيل وفعاليته:
يرى حماده أن قوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة قد فشلت في أداء مهمتها في مراقبة منطقة جنوب لبنان بعد حرب 2006. وكان من المتوقع أن تقوم اليونيفيل بمراقبة الوضع الأمني بالتعاون مع الجيش اللبناني ومنع بناء قدرات عسكرية جديدة، لكن الواقع يُظهر أن الحزب استطاع بناء قدرات عسكرية أكبر خلال الفترة بين 2006 و2023.
التباينات السياسية بين رئاستي الجمهورية والحكومة:
وبالرغم من عودة الحكومة اللبنانية إلى جلسات العمل، يلاحظ حماده أن هناك تباينًا بسيطًا بين رئاستي الجمهورية والحكومة. فالرئيس ميشال عون يفضل الأسلوب “الاستيعابي”، بينما يركز رئيس الحكومة على تنفيذ القوانين والدستور بصرامة. رغم هذه الاختلافات، يبدو أن الهدف النهائي بين الطرفين هو نزع سلاح “حزب الله” والوصول إلى تسوية سياسية.
التكتيك الإيراني وتأثيره على حزب الله:
يُظهر الخطاب الأخير للمسؤولين الإيرانيين وجود قرار استراتيجي يهدف إلى تمرير المرحلة الحالية بحذر، وذلك من خلال الإبقاء على سلاح “حزب الله” مع التقليل من التوترات العسكرية. إيران تركز على الحفاظ على الهيكلية العسكرية والأمنية للحزب في جنوب لبنان، دون استفزاز إسرائيل أو الدخول في صراع مفتوح كما حدث في السابق في عام 2004. وفي هذا السياق، يُعتبر “التكتيك” هو الأسلوب الرئيسي لإيران وحزب الله لضمان بقاء السلاح والقدرات العسكرية على الأرض.
التحديات الكبرى:
الأسئلة الكبرى التي يطرحها حماده تتعلق بكيفية التعامل مع الحسابات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة. في حين أن حسابات “حزب الله” قد تكون واضحة، فإن التوازن بين القوى الإقليمية والدولية يظل لغزًا كبيرًا، وهو ما يحتاج إلى إجابات واضحة وفعّالة.
المصدر: ليبانون ديبايت
International Scopes – سكوبات عالمية إجعل موقعنا خيارك ومصدرك الأنسب للأخبار المحلية والعربية والعالمية على أنواعها بالإضافة الى نشر مجموعة لا بأس بها من الوظائف الشاغرة في لبنان والشرق الأوسط والعالم