ماذا أراد “الحزب” أن يقول من خلال إضاءة صخرة الروشة؟

ماذا أراد “حزب الله” أن يقول من خلال إضاءة صخرة الروشة؟

لا شك أن استشهاد أميني عام “حزب الله” السابقين، السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، شكّل خسارة جسيمة للحزب، ولكن ما حدث مؤخرًا على صخرة الروشة في بيروت حمل رسائل سياسية عميقة. في الذكرى السنوية لاستشهاد القياديين، أصر “حزب الله” على إضاءة صخرة الروشة بصور الشهيدين نصرالله وصفي الدين، بالإضافة إلى صورة تاريخية جمعت بين الشهيدين رفيق الحريري ونصرالله مع الرئيس سعد الحريري، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذه الخطوة.

ما أراده “حزب الله” من هذه الفعالية، سواء في لبنان أو خارجه، هو إبراز حضوره السياسي والجماهيري بشكل قوي، بل وأعلن تحديّا واضحًا لرئيس الحكومة نواف سلام. فقد تجاهل الحزب التعميم الذي أصدره الأخير، الذي نص على عدم إضاءة صخرة الروشة، ليبث رسالة قوية على صعيدين: داخلي وخارجي.

الرسائل الداخلية:

  1. إثبات الحضور السياسي في قلب العاصمة: أراد “حزب الله” أن يظهر أن حضوره السياسي والجماهيري لا يقتصر فقط على الضاحية الجنوبية أو المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الحزب، بل يمتد إلى قلب العاصمة بيروت، في رمزية قوية تبرهن على أن الحزب جزء لا يتجزأ من المشهد اللبناني العام.

  2. التحدي للخصوم السياسيين: الرسالة الثانية كانت موجهة للخصوم السياسيين، حيث أراد الحزب التأكيد على قدرته على فرض بصمته في أي مكان رمزي، مؤكدًا أنه لا يقتصر على بيئة معينة بل هو لاعب رئيسي في جميع المجالات.

  3. التأكيد على دوره كطرف مقرّر في المشهد الوطني: الرسالة الثالثة كانت تحديًا واضحًا لخصومه، وخاصة الرئيس نواف سلام، حيث أشار الحزب إلى أنه شريك فعّال في الحكومة وله دور محوري في السياسة اللبنانية، حتى في المعالم الرمزية التي تمثل هوية الدولة.

  4. إعلان معركة سياسية طويلة: الرسالة الرابعة موجهة تحديدًا إلى رئيس الحكومة نواف سلام، حيث يريد الحزب أن يوضح أنه رغم الخلافات، فإن وزراء “الثنائي الشيعي” سيبقون في الحكومة، وأن المواجهة مع القوى السياسية الأخرى ستكون طويلة وعسيرة.

الرسائل الخارجية:

  1. الظهور بصورة ناعمة: من خلال إضاءة صخرة الروشة، أراد “حزب الله” تقديم نفسه كقوة ليست مرتبطة فقط بالمقاومة المسلحة، بل أيضًا بالقيم الثقافية والسياحية للبنان. هذه الصورة تمثل محاولة للتواصل مع المجتمع الدولي بلغة رمزية بعيدًا عن السياسة والصراع.

  2. إشارة إلى التماهي مع الهوية الحضارية للبنان: الحزب أراد من خلال هذه الخطوة التأكيد على أنه لا يتناقض مع صورة لبنان الحضارية، بل قادر على إعادة صياغتها وفق رؤيته السياسية، وأنه لا يعارض الصورة المتحضرة للبنان.

  3. توجيه رسالة للمجتمع الدولي: الرسالة إلى المجتمع الدولي كانت بأن الحزب، رغم تصنيفه كتنظيم مسلح في بعض الدول، قادر على التواصل بلغة رمزية تتجاوز السياسة والسلاح.

الرمزية العميقة لصخرة الروشة:
صخرة الروشة في الوجدان اللبناني تمثل الصمود في وجه البحر والعواصف. من خلال إضاءتها، أراد “حزب الله” ربط نفسه بهذه الصورة كقوة ثابتة وصامدة أمام التحديات.

الرسالة الأخيرة:
كما أكد الحزب من خلال هذه الخطوة أنه موجود في “أكثر الأماكن انفتاحًا على العالم” أي في بيروت، ليوصل رسالة بأنه لا يقتصر على نطاق محلي بل يطل على الفضاء الدولي.

الختام:
إضاءة صخرة الروشة ليست مجرد حدث احتفالي بالنسبة لـ “حزب الله”، بل هي خطوة سياسية رمزية تثبت حضوره في قلب العاصمة اللبنانية، وتبعث رسائل مزدوجة للداخل والخارج. من خلال هذه الرسالة، أراد الحزب تعزيز مكانته كجزء لا يتجزأ من الهوية اللبنانية بينما يؤكد على استمراره في المقاومة والمشاركة في السياسات الوطنية.


المصدر: اندريه قصاص – لبنان 24

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

الجيش اللبناني 99999999997846978469784697469746974964333333

قيادة الجيش اللبناني توقف 6 متورطين بالاعتداء على دورية لـ “اليونيفيل” في بنت جبيل وتشدد على “خطورة” الفعل

اعتداء على دورية دولية وتدخل الجيش اللبناني الفوري أصدرت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *