زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان: براك وأورتاغوس بين إعادة الضبط والضغط الاستراتيجي على الحزب

زيارة الوفد الأميركي إلى لبنان: براك وأورتاغوس بين إعادة الضبط والضغط الاستراتيجي على حزب الله

في خطوة استراتيجية جديدة على الساحة اللبنانية، زار الوفد الأميركي، بقيادة توم براك ومورغان أورتاغوس، أبرز المؤسسات الرسمية في بيروت، شاملة القصر الجمهوري، عين التينة، والسراي الحكومي، حيث أطلقوا تصريحات محسوبة ودقيقة تخلو من الانفعال، في مشهد يوحي بالهدوء الظاهري، لكنه يحمل في طياته رسالة أميركية واضحة حول ضرورة معالجة ملف سلاح “حزب الله” لضمان استقرار لبنان.

وفي تصريحات براك، لوحظ تجاهل أي إشارات إلى مواقف الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، مع التركيز على الخطوات الحكومية المتخذة، ما أثار تساؤلات حول الهدف من هذه الزيارة في هذا التوقيت، خصوصًا مع حديث عن زيارة ثانية مرتقبة للوفد قبل نهاية الشهر. يُطرح السؤال: هل هي مجرد إعادة ضبط أم بداية ضغط استراتيجي؟

أورتاغوس، التي عادت لتشارك في الملف اللبناني، أظهرت استمرار الضغط الأميركي بطريقة مدروسة، مع التأكيد على أن واشنطن لا تمارس التهديد المباشر، بل تسعى لضمان أن يكون نزع السلاح في مصلحة الطائفة الشيعية والمجتمع اللبناني بشكل عام. حضورها ضمن الوفد يعكس محاولة أميركية لإعادة التموضع على الساحة اللبنانية في مرحلة حساسة بعد الحرب الأخيرة على غزة.

التحليلات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تسعى لاستباق التغييرات الإقليمية، وفرض “نقطة ارتكاز” لبنانية تضمن نفوذًا مستقبليًا، معتمدين على قاعدة المقايضة: نزع السلاح مقابل ترتيب داخلي يضمن التوازن والتمثيل وربما الدعم الاقتصادي والسياسي. رغم غياب الرد المباشر من “حزب الله”، فإن مراقبين يرون أن الضغوط الأميركية غير المباشرة قد تكون الأخطر منذ سنوات، خصوصًا مع مؤشرات خضوع الدولة اللبنانية جزئيًا.

في الختام، زيارة الوفد الأميركي لا تُعد مجرد جولة دبلوماسية، بل تمثل إشارة مزدوجة الاتجاه: للبنانيين بأن واشنطن باقية على طاولتهم، ولـ”حزب الله” بأن زمن التراخي قد انتهى وفق المنطق الأميركي.


U.S. Delegation Visit to Lebanon: Strategic Pressure or Political Recalibration on Hezbollah

The recent visit to Lebanon by the U.S. delegation, led by Tom Breck and Morgan Ortagus, marked a calculated diplomatic move. The officials toured key institutions including the Presidential Palace, Ain el-Tineh, and the government headquarters, issuing statements that appeared calm yet carried a clear strategic message: Lebanon’s stability hinges on addressing Hezbollah’s weapons.

In his public remarks, Breck notably avoided referencing Hezbollah Secretary-General Sheikh Naim Qassem’s recent statements, instead highlighting government initiatives. This raised questions about the visit’s timing, especially with a second delegation reportedly expected before the month’s end. Analysts debate whether this represents a political recalibration or the beginning of strategic pressure.

Ortagus’s presence, returning to Lebanon’s political file, signaled continued U.S. pressure while emphasizing that Washington does not seek to forcibly disarm Hezbollah but views it as beneficial to the Shia community and Lebanon at large. Her participation reflects Washington’s intent to reposition itself in Lebanon amid regional shifts following the Gaza conflict.

Experts suggest that the U.S. aims to preempt regional changes, establishing a Lebanese “pivot point” to secure future influence. The approach appears to follow a quid-pro-quo strategy: disarmament in exchange for internal political balance and potentially economic support. While Hezbollah did not directly respond, observers note that the indirect pressure could be among the most significant in years, especially given the partial compliance by the Lebanese state.

In conclusion, the U.S. delegation’s visit transcends mere diplomacy, sending a dual signal: to Lebanese authorities that Washington remains engaged, and to Hezbollah that the era of leniency may be over.


Translated by international scopes team

المصدر: حسين خليفة – لبنان 24

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

عملية تجسّس في إسرائيل… وارتباط مباشر بالاستخبارات الإيرانية

قدّمت النيابة العامة في إسرائيل لائحة اتهام أمام المحكمة المركزية في حيفا ضد شمعون أزرزر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *