كيف ستستفيد الدول المجاورة لسوريا من رفع العقوبات الأميركية؟

كيف ستستفيد الدول المجاورة لسوريا من رفع العقوبات الأميركية؟ لبنان والعراق وتركيا والأردن في قلب التحولات الاقتصادية 2025

شهدت المنطقة مؤخرًا تحولًا استراتيجيًا هامًا بعد إعلان الولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، وهو قرار أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العاصمة السعودية الرياض في فبراير 2025. تُعتبر هذه الخطوة نقطة تحول في مسار العلاقات الدولية مع دمشق، وأثرت بشكل مباشر على طبيعة التفاعلات الاقتصادية في الشرق الأوسط.

هذا التحول فتح الباب واسعًا أمام الدول المجاورة لسوريا، مثل العراق وتركيا والأردن ولبنان، لإعادة تقييم علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الحكومة السورية، والسعي للاستفادة من هذا التغيير لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتحقيق المصالح المشتركة.

العراق.. انفتاح اقتصادي حذر

في العراق، كان حجم التبادل التجاري مع سوريا قبل الأزمات يتجاوز المليار دولار سنويًا، لكنه تراجع بنسبة كبيرة بسبب الأحداث المتتالية التي شهدتها سوريا وإغلاق الحدود. تتركز التجارة بين البلدين في المواد الغذائية، الصابون، والمنسوجات، بينما لا تزال الاستثمارات المشتركة ضعيفة بشكل عام. رغم ذلك، قام بعض رجال الأعمال العراقيين باستثمارات محدودة في مجالات بناء المصانع والشركات التجارية.

مع رفع العقوبات، يُتوقع أن تشهد القطاعات المصرفية والزراعية والصناعية والتجارية والسياحية في العراق نشاطًا ملحوظًا، إضافة إلى إمكانية استئناف تصدير النفط ومشتقاته، وهو أمر مرتبط بعودة سيطرة الحكومة السورية على كامل الأراضي.

ومع ذلك، يظل النشاط الإسرائيلي في الأجواء السورية وتواجد قواتها قرب دمشق عائقًا أمام زيادة الاستثمارات العراقية بسبب التردد الأمني.

تركيا.. شريك رئيسي في إعادة الإعمار

تشهد العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا تحسنًا تدريجيًا، حيث رفعت وزارة التجارة التركية كافة القيود على الصادرات والنقل إلى سوريا اعتبارًا من ديسمبر 2024. ارتفعت صادرات تركيا إلى سوريا إلى 2.2 مليار دولار عام 2024، مع زيادة ملحوظة في الصادرات إلى شمال سوريا.

تعتبر ولاية غازي عنتاب التركية أبرز المستفيدين من هذا الانفتاح، إذ بلغت صادراتها إلى سوريا نحو 481 مليون دولار، ما يجعل السوق السورية من أكبر أسواقها الخارجية. كما يستعد القطاع التركي للبناء والمقاولات للعب دور محوري في مشاريع إعادة الإعمار، خاصة مع زيادة الطلب على مواد البناء.

أما على الصعيد المالي، فقد أعرب مسؤولون في بنوك تركية عن استعدادهم لدعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، بعد رفع العقوبات، مما سيمنح الشركات التركية فرصًا أكبر في التمويل والاستثمار.

الأردن.. تعزيز التعاون التجاري والتنموي

تأثرت الأردن بشكل مباشر بالأزمة السورية منذ 2011، مع أعباء اقتصادية وأمنية وإنسانية كبيرة. ومع رفع العقوبات الأميركية، تبرز أمام الأردن فرص لتعزيز اقتصاده وتنشيط حركة التجارة بين عمّان ودمشق، التي كانت نشطة جدًا قبل الأزمة.

يُتوقع أن تستفيد شركات المقاولات والخدمات الأردنية من مشاريع إعادة الإعمار في المناطق الجنوبية القريبة من الحدود، ما يوفر فرص عمل وينعش قطاعات البناء والطاقة والكهرباء والغاز والمياه.

ويؤكد خبراء أن استقرار سوريا واندماجها في المشاريع الإقليمية سيدعم مصالح الأردن على المدى المتوسط والبعيد، خاصة مع توقع حركة نشطة في القطاع المصرفي الأردني تجاه سوريا.

لبنان.. فرصة ازدهار اقتصادية هامة

يعتبر لبنان من أبرز الدول التي ستستفيد من رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، حيث يرى الخبير الاقتصادي والمالي بلال علامة أن هذه الخطوة ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين بيروت ودمشق.

تُعد إعادة فتح الحدود السورية اللبنانية خطوة حاسمة لتسهيل حركة البضائع وتخفيف التهريب، مما يعزز الاقتصاد اللبناني ويزيد من تدفق المساعدات، خصوصًا في مجالات البترول والغاز.

كما أن رفع العقوبات سيمكن لبنان من تحسين علاقاته مع الدول العربية عبر سوريا، ما سيزيد من فرص حصوله على مساعدات دولية تساعده في تجاوز أزماته الاقتصادية.

في المجمل، يمثل رفع العقوبات عن سوريا نقطة تحول إيجابية تعيد رسم خارطة التعاون الاقتصادي الإقليمي، وترسم مستقبلاً أفضل للدول المجاورة في الشرق الأوسط، مع فرص واسعة للنمو والتنمية.


How Neighboring Countries Will Benefit from US Sanctions Lift on Syria: Economic Opportunities for Lebanon, Iraq, Turkey, and Jordan in 2025

The Middle East region recently witnessed a significant strategic shift following the US announcement to lift economic sanctions on Syria. This landmark decision, declared by President Donald Trump from Riyadh in February 2025, marks a turning point in international relations with Damascus and directly impacts economic interactions throughout the region.

This transformation has opened a wide door for Syria’s neighboring countries—namely Iraq, Turkey, Jordan, and Lebanon—to reassess their political and economic relations with the Syrian government and seek to leverage this change to enhance regional stability and mutual interests.

Iraq: Cautious Economic Opening

Before the recent crises, Iraq’s trade volume with Syria exceeded one billion USD annually, but this plummeted due to conflicts and border closures. Trade mainly included food products, soap, and textiles, with limited bilateral investments. However, some Iraqi businessmen have made modest investments in manufacturing and commercial ventures.

With the sanctions lifted, sectors such as banking, agriculture, industry, trade, and tourism in Iraq are expected to benefit, along with the potential resumption of oil exports, contingent on Damascus regaining control over all Syrian territories.

Nevertheless, Israeli military activity near Damascus remains a significant hurdle, deterring Iraqi investors due to security concerns.

Turkey: Key Reconstruction Partner

Economic ties between Turkey and Syria are improving gradually, with Turkey removing export and transport restrictions to Syria as of December 2024. Turkish exports to Syria rose to $2.2 billion in 2024, showing notable growth in shipments to northern Syria.

Gaziantep province is a major beneficiary, with exports to Syria totaling $481 million, making Syria one of its top foreign markets. The Turkish construction sector is poised to play a leading role in reconstruction projects, driven by rising demand for building materials.

Financial institutions in Turkey have expressed readiness to support reconstruction efforts, facilitated by the sanctions lift, allowing greater flexibility in financing infrastructure and productive sectors.

Jordan: Boosting Trade and Development Cooperation

Jordan has been directly affected by Syria’s crisis since 2011, facing economic, security, and humanitarian challenges. The US sanctions lift presents new opportunities to revive trade between Amman and Damascus, which was vibrant before the conflict.

Jordanian contractors and service companies are expected to engage more in southern Syrian reconstruction projects near the border, generating employment and stimulating key sectors such as construction, energy, electricity, gas, and water.

Experts emphasize that Syria’s stability and regional integration will bolster Jordan’s medium- to long-term interests, with the banking sector set to play a pivotal role in this economic resurgence.

Lebanon: Significant Economic Opportunity

Lebanon stands out as a major beneficiary of the US decision to lift sanctions on Syria. Economic analyst Bilal Allam notes that this step will unlock new avenues for economic and trade cooperation between Beirut and Damascus.

Reopening the Lebanese-Syrian border is critical to facilitating goods movement and reducing smuggling, thereby strengthening Lebanon’s economy and enabling increased international aid, particularly in oil and gas sectors.

Moreover, sanctions relief will enhance Lebanon’s relations with Arab countries through Syria, increasing the likelihood of financial support to help Lebanon overcome its economic crises.

Overall, lifting sanctions on Syria signals a positive turning point that redraws the regional economic cooperation map and offers broad opportunities for growth and development across neighboring countries.


Translated by international scopes team

المصدر: لبنان 24

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

تمرد سجن أميون شمال لبنان… احتجاز عنصرين أمنيين يثير الذعر ويكشف أزمة اكتظاظ السجون

تفاصيل التمرد داخل سجن أميون في قضاء الكورة في تطور أمني خطير هزّ شمال لبنان، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *