الهزات الزلزالية في اليونان تثير القلق… هل يمكن أن يتكرر “سيناريو الزلزال المدمر” في لبنان؟
في الذكرى السنوية الثانية للزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا في 6 فبراير 2023، وفي وقت تتعرض فيه اليونان لعدد من الهزات الأرضية العنيفة، يطرح كثير من اللبنانيين أسئلة مشروعة حول إمكانية تكرار السيناريو ذاته في لبنان، في ظل الهزات المتزايدة في المنطقة.
الهزات الزلزالية في اليونان: هل هي تهديد للبنان؟
حسب تصريحات مارلين البراكس، مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، لا يجب على اللبنانيين القلق من تأثير الهزات الأرضية في اليونان على لبنان بشكل مباشر. وبينما تتسبب هذه الهزات في اضطرابات ملحوظة في المنطقة، تشير البراكس إلى أن “الزلزال الذي يضرب اليونان لا يرتبط بالفوالق نفسها التي تتحرك في لبنان.” ومن الجدير بالذكر أن لبنان يقع بعيدًا نسبيًا عن الفوالق الزلزالية في اليونان، ولكن بعض الهزات قد يتم الشعور بها في المناطق الساحلية مثل صيدا وصور بسبب قربها الجغرافي من مواقع النشاط الزلزالي في اليونان.
هل خطر الزلزال المدمر في لبنان قريب؟
تشير الدراسات الزلزالية إلى أن لبنان يقع على “خط الصدع” بين لوحين تكتونيين رئيسيين، وهو ما يعرضه بشكل طبيعي للهزات الزلزالية. رغم ذلك، لا يعد خطر حدوث زلزال مدمر مثل ذلك الذي حدث في تركيا في 2023 أمراً وشيكاً في لبنان، خاصة في ظل الأوضاع الجيولوجية الحالية. فالفوالق الزلزالية في لبنان مستقلة عن تلك الموجودة في اليونان، مما يقلل من احتمالية حدوث كارثة مماثلة.
ومع ذلك، لا تزال بعض المناطق اللبنانية مثل بيروت، صيدا، وصور، تحت تأثير خطر الهزات المتتالية في المنطقة، حيث تزايدت المخاوف بعد الزلزال الكبير في تركيا. لكن البراكس تطمئن اللبنانيين قائلة: “الحركة الزلزالية في لبنان طبيعية، ولا يوجد ما يستدعي القلق من تكرار كارثة مشابهة.”
القلق النفسي والذهني بعد الزلازل:
بعد الزلزال الذي وقع في تركيا في 2023، شعر العديد من اللبنانيين بالقلق جراء الهزات التي وصلت إلى بعض المناطق. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تسببت هذه الزلازل في إعادة إحياء الذكريات المؤلمة لكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، مما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان، خاصةً مع التزايد في الإبلاغ عن الهزات المتتالية.
ويُذكر أن التوتر النفسي والذهني نتيجة الزلازل والهزات المتتالية يشمل القلق المستمر من حدوث زلزال آخر وتفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيون. وعلى الرغم من أن الأضرار المادية كانت محدودة نسبياً، إلا أن الخوف من الدمار المحتمل يؤدي إلى حالة من القلق المستمر، خاصة لدى الأطفال وكبار السن.
تحليل دقيق للحالة الزلزالية في لبنان:
لبنان يقع في منطقة تنشط فيها الهزات الزلزالية بشكل دوري. تشهد مناطق مثل الساحل اللبناني وفوالق البحر الأحمر نشاطاً زلزالياً مستمراً، وهو ما يعزز من الحاجة إلى تطوير استراتيجيات استباقية للتعامل مع الكوارث الطبيعية. وقد أظهرت دراسات عدة أن زلازل مدمرة قد تحدث في لبنان في المستقبل إذا تزامنت الظروف الجيولوجية الملائمة.
لكن في الوقت نفسه، يظل الخطر الزلزالي في لبنان أقل مقارنة بدول مثل تركيا وسوريا، حيث تقع هذه الدول على فوالق أكبر وأكثر نشاطًا.
الاستنتاج:
رغم أن لبنان يواجه تهديداً طفيفاً من الهزات الأرضية التي تأتي من اليونان والدول المجاورة، إلا أن الوضع الزلزالي المحلي في لبنان لا يدعو للقلق المباشر بشأن وقوع كارثة مشابهة لتلك التي حدثت في تركيا. ومع ذلك، يجب على اللبنانيين الاستمرار في اتباع الإجراءات الوقائية وتحسين بنية المباني في المناطق الأكثر عرضة للأضرار.
Greek Earthquakes Spark Concern… Could a “Devastating Earthquake Scenario” Reoccur in Lebanon?
On the second anniversary of the devastating earthquake that hit Southeast Turkey on February 6, 2023, and amidst the ongoing seismic storm in Greece, many Lebanese are wondering whether a similar disaster could strike Lebanon.
The Earthquakes in Greece: A Threat to Lebanon?
Marline Brax, Director of the National Center for Geophysics in Lebanon, assures the Lebanese public that they need not worry about the impact of the ongoing earthquakes in Greece. “The earthquakes in Greece are not linked to the same fault lines that affect Lebanon,” she says, emphasizing that although some of the tremors may be felt in coastal areas like Sidon and Tyre, the seismic activity in Greece does not pose a direct risk to Lebanon.
Is a Devastating Earthquake in Lebanon Imminent?
Lebanon lies on a major fault line between two tectonic plates, placing it in a naturally seismic zone. However, according to experts, a disaster similar to the February 2023 earthquake in Turkey is unlikely to occur in Lebanon in the immediate future. While Lebanon’s fault lines remain active, the seismic risk is not comparable to the larger faults present in Turkey and Syria.
Nevertheless, certain areas in Lebanon, such as Beirut, Sidon, and Tyre, remain vulnerable to aftershocks, which could trigger concern due to the proximity of the ongoing seismic activity in Greece.
Psychological and Mental Impact Post-Earthquake:
The trauma of the Turkey earthquake has triggered widespread anxiety in Lebanon, particularly due to the psychological scars left by the 2020 Beirut port explosion. Many Lebanese have been struggling with the possibility of another earthquake, and the ongoing tremors in the region are exacerbating their fears. The anxiety is especially pronounced among children and the elderly.
A Thorough Look at Lebanon’s Seismic Situation:
Lebanon remains on edge due to its position along seismic fault lines. Despite the ongoing tremors from nearby regions, experts insist that Lebanon's seismic activity remains manageable, provided that preventive measures are consistently adopted. However, increased vigilance regarding infrastructure and disaster preparedness remains crucial.
Translated by international scopes team
المصدر: ليبانون ديبايت