من الواضح أن ما بعد النصيحة التي وجّهها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى المسؤولين، بإنجاز الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة، برزت دينامية سياسية محلية محورها القوى المصنّفة في موقع الوسط، والتي تستعد في الساعات ال48 المقبلة لإطلاق مروحة لقاءات مع رؤساء الكتل النيابية تمهيداً لتحريك الإستحقاق الرئاسي، ووضع الأطراف المعنية أمام امتحان ترجمة نواياها المعلنة أمام لودريان أخيراً.
وفي هذا الإطار، يأتي توجّه رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، للقيام بجولةٍ في الأسبوع المقبل تشمل رؤساء الأحزاب والكتل النيابية، لإعادة طرح الملف الرئاسي من باب العودة إلى الحوار أو التشاور من أجل التوصل إلى نقاط مشتركة.
وتؤكد أوساط مسؤولة في الحزب التقدمي الإشتراكي ل”ليبانون ديبايت”، إن وفداً من “اللقاء الديمقراطي” يسعى مجدداً لإعادة تقريب وجهات النظر السياسية، وإقناع رافضي الحوار بالموافقة على السير به مهما كان عنوانه أو شكله أو تسميته، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي هو الحوار أو التشاور لإنهاء الفراغ الرئاسي.
وعن الدوافع التي أملت على جنبلاط القيام بمثل هذا التحرك، تكشف الأوساط بأن البلد “لم يعد يحتمل، وما هو مقبلٌ علينا صعب، سواء حصلت تسوية أو حرب، إن لم تحصل الإنتخابات الرئاسية، ذلك أن التسوية ستكون على حساب لبنان في حال استمر الشغور الرئاسي، كما أن الحرب ستكون مدمِّرة إن بقينا من دون رئيس للجمهورية”.
وعن الأطراف التي ستشملها الجولة، توضح الأوساط الإشتراكية، أن جدول اللقاءات لم يتحدّد بعد، ولكنها تجزم بأنها لن تستثني أي جهة سياسية أو حزبية، وذلك انطلاقاً من الظروف الداخلية التي تحتّم الوصول إلى صيغة حل في الموضوع الرئاسي والخروج من واقع الأزمة، وإعادة العمل بالمؤسسات، حتى إذا حصلت التسوية يكون لبنان قد خرج من حال الفراغ وعدم انتظام عمل المؤسسات الدستورية.
ورداً على سؤال عن ارتباط الرئاسة بحرب غزة، تقول الأوساط نفسها، إن المطلوب من القوى التي أعلنت عدم الربط أن تؤكد أن الرئاسة غير مرتبطة بالحرب، وأن تُترجم هذا الأمر من خلال إنجاز الإستحقاق الرئاسي، مع العلم أن ما تقوم به كتلة اللقاء الديمقراطي، ينطلق من المسؤولية والرغبة بعدم ترك البلد في هذه الحالة من الإنقسام.
اضغط هنا وقم بتحميل تطبيقنا الإلكتروني للوظائف والأخبار على مدار الساعةالمصدر: لبنان 24