الإثنين, أبريل 29, 2024
الرئيسيةأخبار محليةغموض وضبابية.. كيف تُفهم "التحذيرات الأمنية" لبنانيًا؟!

غموض وضبابية.. كيف تُفهم “التحذيرات الأمنية” لبنانيًا؟!

- Advertisement -

غموض وضبابية.. كيف تُفهم “التحذيرات الأمنية” لبنانيًا؟!

بشكل بدا مفاجئًا لكثيرين، توالت “التحذيرات الأمنية” التي وجّهتها سفارات بعض الدول، وفي مقدّمها تلك التابعة لمجلس التعاون الخليجي، إلى رعاياها في لبنان، بضرورة أخذ “الحيطة والحذر”، أو الالتزام بقرار قديم يقضي بـ”منع السفر” إلى بيروت، وصولاً إلى الدعوة “لسرعة المغادرة”، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا في بيروت، كاد يرقى لمستوى “الذعر”، وسط تكهّنات بالجملة لم تبدّد “غموض” هذه التحذيرات.

- Advertisement -

وفي حين سارع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى محاولة “احتواء” الوضع، عبر التأكيد أنّ الوضع في البلاد “لا يدعو إلى القلق”، انتشرت التحليلات والتفسيرات التي ربط بعضها بين توقيت التحذيرات الأمنية والاشتباكات التي شهدها مخيم عين الحلوة الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من تمدّدها إلى مخيّمات وربما مناطق أخرى، عزّزتها إشاعات نفاها الجيش عن تحضيره لعملية عسكرية تهدف لإلغاء الوجود المسلح في المخيمات.

- Advertisement -

وبين هذا وذاك، ثمّة من اعتبر ربط التحذيرات بأحداث مخيم عين الحلوة “مضخَّمًا”، ولا سيما بعدما هدأت الاشتباكات، وتثبّتت “الهدنة”، وثمّة في المقابل من ارتأى إدراجها في خانة “الضغط السياسي”، في ضوء الجمود السياسي، الذي يخشى البعض أن يكون “التفجير الأمني” وحده القادر على خرقه، من دون أن ينجح أحد في فكّ “اللغز”، فما “السرّ” خلف توالي التحذيرات الأمنية؟ وهل من “رسالة” أمنية أو سياسية تحملها بين طيّاتها؟

مخاوف أمنية “مشروعة”؟

في محاولة لقراءة الدوافع الحقيقية خلف بيانات التحذير، والأسباب الكامنة خلفها، يتحدّث بعض المتابعين عن “نقزة” أثارتها اشتباكات مخيم عين الحلوة على أكثر من مستوى، ولا سيما أنّ الهدوء الذي انتهى إليه الأسبوع بقي “نسبيًا وحذِرًا”، في ظلّ قلق جدّي لدى الفلسطينيين قبل اللبنانيين من “انفجار” الأوضاع من جديد في أيّ لحظة، ولا سيما أنّ الهدنة التي تمّ التوصّل إليها لا يمكن اعتبارها علاجًا “جذريًا” لمشكلة المخيّمات.

وفي حين يؤكد هؤلاء أنّ كل المؤشرات تدلّ على أنّ الوضع في مخيّم عين الحلوة “مضبوط وتحت السيطرة”، ولا سيما بعد استبعاد سيناريو “نهر بارد آخر”، يشيرون إلى أنّ المخاوف من تمدّد الاشتباكات لتطال مناطق أخرى قد تكون عمليًا سبب “استنفار السفارات”، باعتبار أنّ هناك من اعتقد عندما نشبت المعارك أنّ ما يحصل مجرد “خلاف موضعي بسيط”، ليُفاجَأ بعد ذلك أنّ الأمر أكبر من ذلك، ولا سيما مع ترنّح اتفاقات وقف إطلاق النار قبل أن يجفّ حبرها.

رغم كل ذلك، لا يبدو اشتعال الأوضاع في مخيّم عين الحلوة سببًا “كافيًا” برأي كثيرين لتوالي بيانات التحذير الأمني بالشكل الذي حصل، ولا سيما أنّ الاشتباكات التي وقعت بقيت “محصورة” أصلاً في منطقة لا يمكن أن تصنَّف أصلاً “سياحية”، وأنّ أيّ تمدّد لها لم يُرصَد سوى في “افتراضات إعلامية” بقيت بلا أساس، علمًا أنّ الجهود التي بذلتها الحكومة مع القوى المعنيّة والقيادات الفلسطينيين نجحت في التخفيف من وقع الأحداث إلى “حدّه الأدنى”.

هل من رسالة سياسية؟

يقول البعض إنّ أحداث عين الحلوة ربما شكّلت “جرس إنذار” بالنسبة لهذه الدول، المتوجسة أصلاً من حدث أمني قد يشهده لبنان، في ظلّ حالة عدم الاستقرار التي يعيشها، مع اقتراب الفراغ الرئاسي من “سنويته الأولى”، وتمدّده ليشمل قطاعات عدّة، من حاكمية مصرف لبنان، إلى قيادة الجيش في غضون أشهر قليلة، وهنا مصدر الخوف الحقيقي من “محظور” قد تصله البلاد في حال عدم تأمين “مَخرَج مناسب” لفراغ قد لا يشبه غيره.

لكنّ المفارقة وفق هؤلاء أنّه وبدل أن تفكّ هذه الدول “الحظر” عن سفر رعاياها إلى لبنان، كما كان متوقَّعًا، خصوصًا بعد الاتفاق السعودي الإيراني الذي قيل إنّه سينعكس إيجابًا على الساحة الداخلية، إذا بهذه الدول تعود إلى لهجة “التحذير”، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام، ودفع البعض إلى طرح أسئلة “مشروعة” عن وجود “رسائل سياسية” خلف المواقف المستجدّة، التي قد تخفي وراءها “امتعاضًا خارجيًا” من مسار الأزمة اللبنانية.

ورغم قول السفير السعودي وليد البخاري أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان “أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة وأن المملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا ولا يمكن أن تفرط بهذا الموضوع”، ورغم أنّ الربط بين التحذيرات الأمنية والاستحقاق الرئاسي على سبيل المثال، لا يبدو “مقنِعًا” لكثيرين، ثمّة من يعتقد أنّ ما حصل يمكن أن يندرج في خانة “الضغط” على لبنان، قبل أن تدخل البلاد عمليًا في “المجهول” الذي تبدو متّجهة نحوه، ولا سيما بعدما تبيّن أنّ اجتماع المجموعة الخماسية بشأن لبنان الأخير الذي عقد في العاصمة القطرية لم يؤتِ أكله، بدليل أنّ التلويح بإجراءات ضدّ معطّلي الرئاسة، لم ينفع في “تليين” المواقف على الأرض.

قد يكون “عدم فهم” مغزى التحذيرات الأمنية المستجدّة من الوضع اللبناني، والذي عبّر عنه على سبيل المثال لا الحصر رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط، بعد موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “الاستيعابي”، جامعًا لمختلف الأفرقاء اللبنانيين، الذين تداعوا لطرح أسئلة بقيت بلا أجوبة: هل من خطب ما خلف التحذيرات؟ هل ثمّة من يعلم بمخطّط ما؟ وقبل هذا وذاك، هل يتحمّل لبنان أصلاً أيّ اهتزاز أمني جديد؟

المصدر: lebanon24

– Advertisement –



– Advertisement –


مقالات ذات صلة

اضغط على الصورة لتحميل تطبيقنا للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

انضم الآن الى قناتنا على التلغرام للوظائف

spot_img

انضم الى مجموعتنا على الفيس بوك

spot_img

أحدث المقالات

Translate »