رغم تمكُّن التيار الوطني الحرّ من حفظ ماء وجهه في الإنتخابات النيابية الأخيرة وتجنّبه لخسارة “فادحة”، إلّا أنه ورغم ذلك كاد أن يتجرَّع كأس خسارة 7 من نوابه في عدد من الدوائر.
فلولا الأصوات التي حصل عليها التيار الوطني الحر بسبب التحالفات التي قام بها في تلك الدوائر والتي أمَّنت حواصله الإنتخابيّة، لكان إحتمال وصول هؤلاء النوّاب إلى المجلس النيابي محفوفاً بالمخاطر والصعوبة.
فالتيار الذي تقلصت كتلته من 21 نائب في المجلس السابق، إلى 17 نائب في المجلس الحالي، ساهمت الأصوات الشيعية والدرزية التي “إتّكل” عليها لتأمين حواصله الإنتخابية في دوائر البقاع وبيروت الثانية وجبل لبنان الرابعة، أنقذته ونوابه السبعة من خطر السقوط الكبير.
وفي هذا السياق، نعرُض أسماء نواب التيار السبعة الذين وصلوا إلى المجلس النيابي بفضل الحواصل التي تمّ تأمينها مع عدد من الحلفاء في بعض الدوائر، وعلى “ظهر” بعض الحلفاء في دوائر أخرى.
ففي دائرة البقاع الأولى حصل مرشح التيار الوطني الحر سليم عون على 5554 صوتاً تفضيلياً ضمن لائحة “زحلة الرسالة” التي يدعمها حزب الله والذي أمّن الحاصل لعون.
وعن المقعد الماروني في دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا)، تمكّن مرشح التيار شربل مارون من الظفر بالمقعد بعد حصول اللائحة المندرج ضمنها والمشكلة بالتحالف بين النائب حسن مراد والثانئي الشيعي على ثلاث حواصل.
فمارون الذي حصل على 3576 صوتاً تفضيلياً، كان عرضة للخسارة لو أن لائحة القوات تمكنت من تأمين الحاصل، وخصوصاً أن مرشحها داني خاطر حصل على 4761 صوتاً تفضيلياً، أي أكثر من مارون بـ 1185 صوت، ويذكر هنا أن القوات استمرت في المنافسة الانتخابية في تلك الدائرة منفردة دون أي تحالفات تذكر مع الأحزاب والتيارات السياسية.
أما مرشح التيار عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الثانية (بعلبك – الهرمل) سامر التوم، فقد فاز بمقعده النيابي ضمن لائحة “الأمل والوفاء” التي شكلها الثنائي الشيعي، والتي حصلت على 9 حواصل من أصل 10 بسبب الإقبال الكثيف للصوت الشيعي في الدائرة.
وبعيداً عن دوائر البقاع الغنية بالأصوات الشيعية والتي رفعت من حظوظ التيار، حصل نائب التيار عن المقعد الانجيلي إدكار طرابلسي في دائرة بيروت الثانية، على 2053 صوت، ضمن لائحة حزب الله والتي أمنت له الحاصل.
وما لفت في هذه الدائرة كان حصول المرشحة عن المقعد عينه ضمن لائحة “بيروت التغيير” نهاد سليم يزبك على 3272 صوت تفضيلي أي أكثر من طرابلسي بـ 1219 صوت.
أمّا في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه) حصل نائب التيار عن المقعد الماروني سيزار أبي خليل حصل على 5698 صوتاً تفضيلياً، فيما حصل النائب غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي على 5149 صوتاً وذلك ضمن لائحة “الجبل” المشكلة من تحالف وهاب أرسلان والتيار الحر، أما النائب الحليف للتيار الحر فريد البستاني فحصل على 4347 صوتاً تفضيلياً.
وبمقارنة بسيطة يتبيَّن أنّ المرشحين الخاسرين، الوزير السابق طلال أرسلان الذي حصل على 9008 أصوات، ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الذي حصل على 10228 صوتاً تفضيلياً إضافة إلى المرشح ناجي البستاني الذي حصل على 2588 صوتاً أمنوا المقعدين لأبي خليل وعطالله.
