من قام بجولةٍ في السوبرماركت في اليومينِ الأخيرين، لاحظَ بالتأكيد الارتفاعَ الجنونيّ بالأسعار، من الألبانِ والأجبان إلى المعلّبات ومختلف السلع، خصوصا الخضار والفاكهة.
صحيحٌ أن أزماتنا الكثيرة كان لها وقعٌ كبيرٌ على الأسعار، من الدولار إلى ارتفاعِ أسعارِ المحروقات التي تُستعمل لنقلِ البضائع، غير أن ما يحصل أخيرا فاقَ المعقول…
باتَ شراءُ أبسطِ الحاجاتِ من موادَّ غذائية يشكّل همّا كبيرا بالنسبة للعائلات في لبنان، خصوصا بعدما باتَ مستحيلا دفعُ كاملِ المبلغِ عبرَ البطاقةِ المصرفية، ناهيكَ عن انّ عددا كبيرا من السوبرماركت قرّر الاستغناءَ نهائيا عن هذه الخدمة، وبالتالي بات الدفعُ كاملا بالكاش. يُضاف على ما تقدّمَ، الارتفاعُ الكبيرُ بالأسعار الذي على ما يبدو يسابقُ بدء شهر رمضان المبارك، كما يحصلُ في كلّ عام، حيثُ يستفيدُ التجار ما أمكنهم من هذا الشهرِ حتى يحلّقوا بأسعارهم، خصوصا أن لا حسيبَ ولا رقيب.
تعيشُ العائلات في لبنان حالا من الإرباكِ إزاء تراجعِ مستوى المعيشة واضمحلال الرواتب وسطَ الغلاء الفاحش، وهي حصرت مشترياتها في الفترة الأخيرة بالموادّ الغذائية واستغنت عن الكثير من الكماليات وربما الثياب والأحذية والحاجات التي تعتبر غير ضرورية، حتى تؤمّنَ الطعامَ وتسدّد الفواتير. غير أنها وجدت نفسها تصطدمُ بجنونٍ في الأسعار جعلَ تحضيرَ أبسطِ الأطباق مكلفا، و”يبنحسبلو حساب”، حتى أنها إذا قررت الابتعاد عن اللحوم والاكتفاء بالبقوليات والحبوب والمعكرونة، وجدت نفسها أمام تكاليف تفوق قدراتها.
حتى جاط الفتوش أو التبولة الذي لا يغيب عن مائداتنا، تحوّل إلى ترفٍ وسط الارتفاعِ الجنونيّ بأسعارِ الخضار، وهو بات يكلّف بين 150 و200 ألف ليرة.
الصورُ المرفقة لأسعار بعضِ الموادّ هي عيّنة بسيطة عن الكارثة التي بلغها اللبنانيون، وعن جشعٍ لا يعرفُ نهايةً لأصحاب المحال… فماذا يأكلُ اللبنانيون في الأيام والأشهر المقبلة؟ لا بل كيف سيدفعون ثمنها، بعد أن يسدّدوا فواتير المولّدات والهاتف ويدفعوا ثمن البنزين والغاز؟ كيف سيصمُدون بَعْد في بلادٍ “حاميها حراميها”.
