كل ما يجب ان يعرفه اللبنانيون عن تخفيض الدولار!
بسعر صرف الدولار في السوق السوداء

كل ما يجب ان يعرفه اللبنانيون عن تخفيض الدولار!

ليس بعيدا، كان المغتربون يتهربون من ارسال اموالهم الى ذويهم عبر شركات تحويل الأموال، أما اليوم فيتهافت هؤلاء على تحويل الدولارات الى عائلاتهم عبر هذه الشركات بسبب العائد المرتفع لسعر “منصة صيرفة” مقارنة مع سعر السوق السوداء. وبما أن مصرف لبنان يستحوذ على تحويلات هذه الشركات ويقايض ويستبدلها بالليرة اللبنانية فهي فرصة ثمينة لـ”المركزي” لإعادة تكوين احتياط بالعملة الصعبة يعيد تدويره عبر التعميم 161 فيصيب عصفورين بحجر واحد. الاول يستحوذ على الدولارات الوافدة فيبتعد عن استعمال الاحتياطي الالزامي للمصارف، والثاني يستمر بخفض التضخم عبر شفط الليرة اللبنانية من الأسواق من خلال منح المودعين دولارات وفق مندرجات التعميم 161. وفي كلا الحالين الربح الاكبر يتأتى من الضغط المعاكس الذي تشكله هذه العملية على سعر صرف الدولار الاميركي، فيستمر بالانكفاء نزولا الى حدود يقررها مصرف لبنان من خلال “منصة صيرفة” التي بات سعر الدولار الاميركي المعتمد عبرها مقياسا لسعر الدولار الاميركي في السوق الموازية. وإذا كان هذا الانفراج النقدي وانعكاسه الايجابي على المواطنين لا يزال في بداياته، فإن السؤال هل هو “مورفين” موضعي وظرفي لتمرير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتقطيع الوقت الى ما بعد الانتخابات النيابية التي ستجرى بعد 5 أشهر حيث تأكد أن لا مساعدات دولية قبل هذا التاريخ والى متى يمكن لمصرف لبنان الاستمرار بالامساك بعنق سعر صرف الدولار الاميركي عبر “صيرفة”؟ وتوازيا هل ستعتمد منصة صيرفة كآلية ثابتة لبيع وشراء العملة وتوحيد الاسعار عبرها بديلا عن سوق القطع؟. كل ما سبق قد تكون كلفته على موجودات مصرف لبنان مرتفعة نسبيا، لكنها تبقى أقل بمئات المرات من كلفة الدعم “السيء الذكر” الذي أحرق المليارات من الدولارات دون أي فائدة، اللهم إلا انتفاخ جيوب تجار وسياسيين ومهربين وقد تساعد هذه الخطوة على تثبيت الاستقرار الاجتماعي ولو قليلا في مرحلة يترقب اللبنانيون موجة جديدة من غلاء الاسعار وارتفاع كلفة الخدمات وزيادة تعرفة الكهرباء كما بشرتنا الموازنة العتيدة.

ولكن الاستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون المالية الدكتور مروان القطب يرى في الاجراءات التي يعتمدها مصرف لبنان هي اجراءات مصطنعة لا تستند الى العوامل الاقتصادية الطبيعية “لأنه اذا تركنا الاقتصاد يتفاعل بصورة طبيعية، فإن الطلب على الدولار سيكون حتما أكثر من العرض. وما حدث أن مصرف لبنان استخدم دولارات متوافرة لديه وضخها في السوق بما أدى الى حالة معاكسة، ولكن في المحصلة سيؤدي هذا الامر الى استنفاد ما لديه من الاحتياطات بالعملة الاجنبية الموجودة لديه، وكلما طال الوقت فإن ذلك يعني المزيد من استنفاد هذه الاحتياطات”، لافتا الى ان “ما يقوم به مصرف لبنان عن طريق ضخ كميات كبيرة من الدولار الاميركي، يهدف الى ضرب المضاربين والحد من الارتفاع في قيمة الدولار الاميركي”.

الا ان السوق الموازية سوق بلا ضوابط، وتتداخل فيه عوامل كثيرة، واهداف الفاعلين فيه متنوعة منها السياسي والتجاري، لذا يرى قطب أنه قد “يكون استعمال البنك المركزي لاحتياطياته حرقا لها، قد يحقق نتائج محدودة الا انها موقتة، لان البنك المركزي يتعاطى مع آثار الازمة ولا يتعاطى مع اسبابها، والاجدى الادارة الرشيدة لاحتياطياته من العملة الاجنبية، وان تستعمل لتأمين حاجات الاقتصاد الاساسية”.

اما عن مصدر الدولارات التي يضخها مصرف لبنان، فيشير قطب الى أن ثمة مليار و100 مليون دولار العائدة لحقوق السحب الخاصة مودعة لديه، يسأل “هل يستخدم مصرف لبنان هذه الاموال لزوم تطبيق التعميم 161؟. إذا كان هذا الامر صحيح، فإنه وفق ما يقول “يخالف القانون على اعتبار أنه قرار عائد للحكومة اللبنانية مجتمعة”. وفيما يشاع أن ثمة اتفاق بين الحكومة و”المركزي” لتخفيض سعر الصرف، يؤكد قطب أنه وفق النظام القانوني المالي أن الاتفاقات الشفهية بين رئيس حكومة وحاكم المركزي لا قيمة لها، فالسلطة الاجرائية منوطة بمجلس الوزراء وليست منوطة برئيس الحكومة بمفرده.

ولكن ما العوامل التي ادت الى ارتفاع سعر صرف الدولار وبلوغه مستويات وصلت الى 33 ألف ليرة؟ يوضح قطب بان “ما يفسر ارتفاع سعر صرف الدولار أخيرا عوامل اهمها عدة: وجود مضاربة على العملة من اجل تحقيق اهداف سياسية، تحول السوق الموازي الى سوق مضاربات تجارية من اجل تحقيق ارباح من قبل الفاعلين فيه، شراء جهات لديها امكانات مادية كبيرة للدولار الاميركي، اما تحوطا لاستحقاقات قادمة او تهريبا للعملة الاجنبية الى خارج البلاد”.

ولكن الى متى يمكن لمصرف لبنان أن يستمر بسياسة تخفيض سعر الدولار؟ يوضح قطب أنه “لا يمكن الاستنتاج الى متى سيستمر مصرف لبنان بهذا الاجراء على اعتبار أنه مرتبط بعوامل متعددة، ولكن يمكن التأكيد انه لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة انما لفترة مرحلية، وتاليا فإنه وبعد استنفاد الدولارات الموجودة لديه سيعود الاقتصاد الى طلب الدولار وحينها لن يبستطيع مصرف لبنان التحكم بالسوق، على نحو يمكن أن يصل سعر الصرف الى مستويات خطرة جدا”.

فما الحل إذا؟ يقول قطب “المطلوب حاليا تعزيز العوامل الاقتصادية الطبيعية عبر معالجة الاشكاليات الموجودة والتي يمكن أن توفر لنا سيولة بالدولار، ومن اهمها تعزيز الصادرات اللبنانية، ومعالجة المشاكل القائمة مع الدول العربية، ومحاولة تعجيل التفاوض مع صندوق النقد، ومعالجة مشكلة الكهرباء التي لا تزال تستنفد المالية العامة.

ونبه قطب الى أن “ثمة محاولة لاستدراج المواطنين لإخراج الدولارات من منازلهم بدليل الشائعات التي يتم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن الدولار سينخفض الى حدود الـ 12 ألف ليرة، وهذا الامر يمكن ان يخفض سعر صرف الدولار بسرعة أكبر الا ان هذا الانخفاض لن يطول وسيعاود سعر الصرف بالارتفاع ويكون المواطنون قد خسروا مبالغ ادخروها لمواجهة ازمات مستقبلية”.

الى ذلك، لا تستغرب مصادر اقتصادية الانخفاض المتواصل لسعر صرف الدولار على خلفية الاستمرار في تطبيق مصرف لبنان للتعميم 161 والذي بموجبه يمتص السيولة من الاسواق من خلال شراء الليرة وضخ الدولار. وهذا الاجراء يوحي برأي المصادر عينها أن ثمة اتفاقا بين الحكومة والمصرف المركزي لخفض سعر الصرف الى حين البت بالموازنة بغية تعبيد الطريق أمام الموازنة وخفض الانتقادات من مجلس النواب أو صندوق النقد لكي لا يقال ان سعر الصرف الذي استخدم في الموازنة هو سعر صرف خاطىء. من هنا يفهم أن ثمة قرار بخفض سعر الصرف في السوق ليصبح بين الـ 15 ألف ليرة والـ 20 ألف ليرة وهو السعر الذي استندت اليه ارقام الموازنة للتأكيد أنها اصلاحية بمعنى أنها استندت على سعر السوق الحقيقي. وإذ قدرت المصادر قيمة الدولارات التي ضخها مصرف لبنان في السوق بنحو 400 مليون دولار على مدى الـ 15 يوما، سألت الى اي مدى يمكن للمصرف المركزي ضخ الدولار في السوق، وما تداعيات العجز في الموازنة الذي يقدر بنحو 13 تريليون ليرة اذا ما احتسبت معها سلفة الكهرباء؟. مشيرة الى أن ثمة عوامل حقيقة تضغط على الدولار التي تحتم صعوده لاحقا ومنها عجز الموازنة التي لا يمكن تمويلها عبر الاستدانة من الاسواق المالية بل عبر التضخم وزيادة الكتلة النقدية بالليرة على نحو

المصدر : سلوى  بعلبكي –  النهار

Ads Here


عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

أسعار المحروقات في لبنان، سعر البنزين اليوم في لبنان، سعر الديزل اليوم في لبنان، سعر الغاز اليوم في لبنان، سعر النفط في لبنان، أسعار الوقود في لبنان، التحديث اليومي لأسعار المحروقات في لبنان، سعر الوقود في لبنان اليوم، سعر البنزين في السوق السوداء في لبنان، سعر المحروقات في لبنان لحظة بلحظة، سعر لتر البنزين في لبنان، سعر لتر الديزل في لبنان، توقعات أسعار الوقود في لبنان، تحليل أسعار المحروقات في لبنان، سعر الغاز المسال في لبنان، سعر الكيروسين في لبنان، استقرار أسعار المحروقات في لبنان، أثر ارتفاع أسعار المحروقات في لبنان، تقلبات أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في محطات البنزين في لبنان، أسعار المحروقات في السوق اللبنانية، شراء الوقود في لبنان، تأثير أسعار الوقود على الحياة اليومية في لبنان، أخبار أسعار المحروقات في لبنان، أسعار الوقود في السوق اللبنانية اليوم، fuel prices in Lebanon، gasoline price today in Lebanon، diesel price today in Lebanon، gas price today in Lebanon، oil price in Lebanon، fuel cost in Lebanon، daily fuel price update in Lebanon، Lebanon fuel prices today، gasoline price in black market Lebanon، real-time fuel prices in Lebanon، price of gasoline per liter in Lebanon، price of diesel per liter in Lebanon، fuel price forecasts in Lebanon، fuel price analysis in Lebanon، LPG price in Lebanon، kerosene price in Lebanon، fuel price stability in Lebanon، impact of rising fuel prices in Lebanon، fuel price fluctuations in Lebanon، fuel prices at gas stations in Lebanon، fuel prices in the Lebanese market، buying fuel in Lebanon، impact of fuel prices on daily life in Lebanon، fuel price news in Lebanon، Lebanon fuel market prices today،أسعار المحروقات اليوم في لبنان, Fuel prices in Lebanon, سعر البنزين في لبنان, Gasoline price in Lebanon, سعر المازوت في لبنان, Diesel price in Lebanon, جدول أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel price update, سعر الغاز في لبنان, Gas price today in Lebanon, محطات الوقود في لبنان, Gas stations in Lebanon, توقعات أسعار المحروقات في لبنان, Lebanon fuel crisis, تأثير سعر الدولار على المحروقات في لبنان, Impact of dollar on fuel prices in Lebanon, أزمة الوقود في لبنان, Lebanon energy crisis, كلفة النقل في لبنان بسبب ارتفاع المحروقات, Rising fuel costs in Lebanon, كيفية توفير الوقود في لبنان, Saving fuel in Lebanon, السوق السوداء للمحروقات في لبنان, Lebanon black market fuel, استيراد المحروقات في لبنان, Fuel import in Lebanon, دعم الحكومة لأسعار المحروقات في لبنان, Fuel subsidies in Lebanon, ارتفاع أسعار الطاقة في لبنان, Oil price Lebanon, تأثير أزمة الطاقة على الاقتصاد اللبناني, Impact of energy crisis on Lebanese economy, كيفية ترشيد استهلاك المحروقات في لبنان, How to save fuel in Lebanon, أسعار الطاقة الشمسية في لبنان, Solar energy prices in Lebanon, محطات تعبئة الغاز في لبنان, Gas filling stations in Lebanon, توزيع المحروقات في لبنان, Fuel distribution in Lebanon, مواعيد صدور جدول أسعار المحروقات في لبنان, Fuel price schedule release dates in Lebanon, تأثير أزمة المحروقات على النقل العام في لبنان, Impact of fuel crisis on public transport in Lebanon, أسعار الوقود في بيروت, Fuel prices in Beirut, أزمة الكهرباء في لبنان, Electricity crisis in Lebanon, تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على حياة اللبنانيين, Impact of rising fuel prices on Lebanese citizens, شحن الوقود إلى لبنان, Fuel shipment to Lebanon, استهلاك البنزين في لبنان, Gasoline consumption in Lebanon, مصادر استيراد المحروقات في لبنان, Sources of fuel imports in Lebanon, تسعير المحروقات في لبنان, Fuel pricing in Lebanon, أسعار الوقود المدعوم في لبنان, Subsidized fuel prices in Lebanon, خطة الحكومة لدعم المحروقات في لبنان, Government plan for fuel subsidies in Lebanon, طوابير المحطات في لبنان, Gas station queues in Lebanon, نفاد الوقود في لبنان, Fuel shortages in Lebanon, الاعتماد على المولدات في لبنان بسبب نقص المحروقات, Dependence on generators in Lebanon due to fuel shortages

أسعار المحروقات اليوم ↑↓

أسعار المحروقات في لبنان اليوم أو اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للمحروقات لحظة بلحظة Ads …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *