انضم الى قناتنا على الواتساب للأخبار والوظائف على مدار الساعة 24/24

spot_img

ذات صلة

جمع

وظائف شاغرة لدى Hariri Foundation: مطلوب محاسب/ة (Accountant)

معلومات الوظيفة: نطاق الراتب: بين 800 و 1200(دولار أمريكي) آخر مهلة...

وظائف شاغرة لدى منظمة Initiate: مطلوب مدير/ة مطبخ (Kitchen Manager)

معلومات الوظيفة: نطاق الراتب: < 800 (USD) آخر مهلة للتقديم: الاثنين,...

حين وقفت السعودية على “إجر ونص”…هذا ما فعلته إستقالة قرداحي

حسنًا، إستقال وزير الإعلام جورج قرداحي وخرج من المشهد، لكن من قال أن القصة إنتهت هنا؟ ومن يستطيع القول أن تبعات القضية وترسّباتها ستنتهي كلياً بمجرّد مغادرة قرداحي مكتبه؟

نظرياً، قد يقول البعض أن لبنان قد سقط بفخ تلبية الرغبات السعودية ولو بعد حين وان “المنظومة” قدمت الوزير قرداحي إلى حبل المشنقة مجاناً وهذه صحيح، لكن يجب الا يغفل عنهم أن قرداحي بات في موقعٍ أفضل رغم الاستقالة، وأثبت للجميع مدى قدرته على المواجهة والثبات وعدم الخضوع أو الإرتهان، وكشف عن قيمةٍ مضافة ترتبط بمدى حنكته ودهائه السياسيين. هذا كلّه يؤهله لاحقاً، إلى تبوّء مناصب رفيعة في الدولة اللبنانية. فقصة قرداحي لم تنتهِ بمجرد تقديمه استقالته أو خروجه من الحكومة، والمنطق يقول أنها بدأت حين تقدّم بتلك الإستقالة، أي حين دشّن طريقه السياسي رسمياً.

عملياً، ما راكمه قرداحي خلال هذه الازمة يصعب تجاوزه بسرعة. مثلاً، الرياض بصفتها معنيّة رئيسية بالأزمة، كيف تعاطت مع خبر الإستقالة؟ بتجاهلٍ تام. وسائل إعلامها تعاملت معه بتحقير وقلة أخلاق حين صنّفته بغير المهم، وهذا إنما ينمّ عن ضيق صدر “مملكة الخير”. والخطوة الإعلامية السعودية، محالٌ أن يتمّ فصلها عن التعميم الرسمي السعودي. إذاً تصرّفت الرياض بمثل أن الإستقالة لا تعنيها. بمنظورها، هي تجاوزت هذا الطلب منذ مدة وأصبحت في مكانٍ آخر.

في الواقع، السعودية محرجة في طريقة تعاطيها مع الإستقالة، ففي النتيجة لم تتحقق لها حين أرادتها، ولو حدث أن استقال القرداحي قبل هذا الموعد، أي في مستهلّ الأزمة، لكانت الرياض قد سوّقتها كإنجاز، وبالتالي حصولها بعد شهر لا يقدم أية أثمان ولا يُرتجى منها شيء. من هنا، يكون قرداحي قد لعب استقالته صح، ووقّتها على زمن يحدّ من الخسارة ويقلل من أهميتها، وهذا يصنّف كدهاء في مكان، وهو عنصرٌ مهم لا يمكن تجاوزه.

أضف إلى ذلك، أن الرياض كانت تنوي إخراج القرداحي من المعادلة مكسوراً ودون أية مكاسب أو أوراق، أي عملياً أرادت إنهاءه سياسياً ، ربما لدوافع هي تعلمها. لكن السحر انقلب على الساحر. ما أمكن لقرداحي تجميعه في هذا الوقت القصير فاق المتوقع وما يمكن لأي مسؤول أن يحصل عليه. وبالرغم من كل الصراخ والهدير والجنون السعودي والتلويح بما هو مقبول وغير مقبول لم يهتز الرجل قيد انملة وإنما اكتسب ثقة جماعات سياسية أساسية في الداخل، وجدت فيه قدرةً على السيطرة والمناورة وكرّس نفسه كحالة ورشّح نفسه لبلوغ مراتب أعلى.

وخلال مواجهة الرياض التي دامت زهاء شهر تقريباً، راكم وزير الإعلام نقاط قوة كثيرة، في الواقع مثلت قلقاً بالنسبة إلى السعودية. ففي البداية، هشّم صورة النفوذ السعودي في لبنان، وأظهر عطباً جوهرياً قد طرأ عليه إلى حدود إظهاره محصوراً ضمن رقعة محددة، تتموضع لدى جماعة السعودية حصراً ولا تشكّل أي تأثير خارجها. فلو كان تقدم بالإستقالة في مستهلّ الأزمة، لكان يمكن القول أن قرداحي خرج مهزوماً، وأن بيروت باتت في متناول الرياض كلياً. في مكانٍ آخر نجح القرداحي في الصمود، إلى حدود أن اختار بحرية توقيت إعلان استقالته رغم كل شيء. ولو صدق ما نُقل عن ميقاتي حيال أن الإستقالة موقّعة بتاريخ 3 تشرين ثاني، فهذا يعني أن قرداحي ناور جيداً ولم يدع الإستقالة تمرّ، إلاّ لقاء حصوله –أو حلفائه- على شيء في المقابل، رغم نفيه لذلك. ويُسجّل له أنه وحين عزم على تقديم الإستقالة، إختار إعلانها على الملأ ومن وضعية الثبات، ولم يُظهر أي تراجع في مواقفه بل رسّخها وربطها مع خطوة الإستقالة في إطار قراره “السيادي”، بمعنى أن احداً لم يمل عليه بدليل عدم انصياعه للرغبات والضغوطات، ولعلّ إحدى مكامن النجاح التي حقّقها، أن أوقف السعودية على “إجر ونص” إنتظاراً لاستقالة لم تأتِ وفق ما تشتهي، ما دفعها للخروج عن القاموس الكلامي معتمدةً على تحقير الإستقالة والتقليل من أهميتها.

داخلياً، رسّخ قرداحي عدة مفاهيم يجدر التوقف عندها. فكما تعاطى مع الطلب السعودي باستقلالية تامة بعيداً عن لغة الضغط والإرغام والتهويل، كذلك فعل في موضوع تقديم الإستقالة العلنية. فهو لم يبعها إلى رئيس الجمهورية أو يصعد منبر قصر بعبدا لإعلانها على شكل “خطاب مقتضب” أو “نص خجول” يوزع عبر الإعلام ينطبق عليه مفهوم “الفرار السياسي”، وإنما اختار أن يمارسها بقناعة تامة و بكامل صلاحياته ومن موقع وزارة الإعلام، كذلك لم يهب استقالته إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولماذا يفعل ما دام الأخير لم يقف معه؟ في الواقع، كان قرداحي أقرب إلى تقديمها كهدية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبيل حضوره إلى الرياض، تصلح للإستخدام كورقة معبّرة عن النفوذ الفرنسي في الداخل اللبناني.

في النتيجة، كان خروج قرداحي مدوياً تماماً كدخوله الحقل السياسي وتصريحه لاحقاً. رغم كل شيء، تبقى الخسارة الوحيدة، أن هذا الرجل بما يمثله من قيمة قد خرج، ولعلّ ذلك من صالحه بعدما ظهر العطب في هذه المنظومة القاحلة.

“ليبانون ديبايت”

عِقب الأزمة الديبلوماسيّة بين لبنان ودول الخليج، تحديداً المملكة العربية السعودية بسبب ‏التصريحات التي أَدلى بها، أعلن وزير وزير الإعلام جورج قرداحي إستقالته من منصبه، في ‏محاولة لحلحلة الأزمة بناءً على تمنٍ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قُبَيل زيارة مُرتقبة ‏إلى الرياض. ‏

وتعليقًا على مفاعيل تلك الإستقالة إعتبر عضو كتلة “الوسط المستقل” النائب علي درويش أنّ ‏‏”إستقالة قرداحي نزع لفتيل الأزمة وهذا مُهم بحدّ ذاته”، بحسب ما أكّد.‏

وإعتبر درويش، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنّ “الإستقالة فتحت باب وضع الأمور على سكّة ‏الحلّ خاصة بوجود صديق للبنان (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون) يسعى لحلّ الأزمة مع ‏دول الخليج”. ‏

وعن وجود مبادرة لعودة إنعقاد جلسات مجلس الوزراء، قال درويش: “هناك مجموعة أفكار ‏مُعيّنة، واليوم أكّد الرئيس نجيب ميقاتي وجوب إنعقاد مجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن، لأنّ ‏طرح الملفّات المعيشيّة على طاولة مجلس الوزراء أساسي”. ‏

وأوضح أنّ “عدة مُبادرات مطروحة لكن نتركها لوقتها لكي لا تنعكس الأمور سلباً، إلاّ أن ‏المعطيات تؤكّد وجود رغبة بإنعقاد مجلس الوزراء، وأحد المحطات التي قد تساعد في هذا ‏الإطار إنعقاد الجلسة العامة لمجلس النواب الثلاثاء المُقبل”.‏

سُرّب بأنّ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل “يَحضر ولا يُصوّت” على عزل المُحقق ‏العدلي القاضي طارق البيطار، ويقوم عبر كتلته بتأمين “الميثاقية المسيحية” للجلسة التشريعية المنوي ‏إقرار بند تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية في جريمة مرفأ بيروت لسحب صلاحية التحقيق مع ‏النواب والوزراء والرؤساء من يد المحقق العدلي، في هذا السياق لفت درويش الى أن “هذه أحد ‏السيناريوهات المطروحة، قد ينجح أو لا”. ‏

أمّا عن مدى التعويل على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض في حلحلة ‏الأزمة، فقال درويش: “تصريح الرئيس الفرنسي من الإمارات يُؤشّر إلى مدى الأهميّة التي يتمّ ‏إيلائها للملف اللبناني تحديداً، ورأب الصدع مع الخليج، وهناك مَساعٍ تبذلها فرنسا كدولة كبرى ‏وكذلك الأمر هناك توصية من الفاتيكان، بالتالي الرئيس ماكرون يتكلّم بإسمه وبإسم قوى ‏وازنة”، مؤكّدا أنّ “رأب الصدع ليست حاجة لبنانية فقط، ففي الصراع الذي يحصل في المنطقة ‏كل تقارب بين العرب هو مصدر قوّة لكلا الطرفين، عدا عن ذلك نحن نعول إيجاباً على مساعي ‏ماكرون”. ‏

وردًا على سؤال، أجاب: “الرئيس ميقاتي إعتبر أنّ نزع فتيل الأزمة بالاستقالة، وبعد أنْ حصلت ‏علينا أن نضع الآن الأزمة على خطّ الحلّ وهذا هو الأساس”. ‏

ولم ينفِ درويش “وجود تمنٍ فرنسي للمساعدة بموضوع التفاوض على رأب الصدع بين لبنان ‏ودول الخليج، من خلال إستقالة قرداحي”. ‏

Ads Here




spot_img
Translate »