انتخابات
انتخابات

لِمن الغلبة ؟ لِوَعي المُواطن أو هيبة الـ١٠٠ الدولار؟!

كتب محمد ناصرالدين في سكوبات عالمية:

ما كان هذا المقال توقعاً لنتيجة ما ، إنما هو لمقاربة الأمور في انتخابات تختلف عن سابقاتها في الظروف و الخصوم و النوايا.
هل هنالك معالم لبروز معارضة تدخل مصادر القرار و تؤثر فيه؟
أم للسلطة القدرة على ايهام العقول للمرة المئة بعد الألف … بإمكانية بناء وطن بسواعد أحزابها؟
في البداية ، إن الحديث عن الانتخابات اللبنانية ، لا يغير رأينا الثابت بهشاشة ديقراطيتنا و انتخاباتنا التي يعتريها الكثير من التشوهات و الشُبهات ، لكن “الكحل يبقى أفضل من العمى ” .
أول استحقاق انتخابي يلي الأزمات الحادة التي عاشها لبنان ، معركة لاثبات الذات من قبل السلطة أو فرصة لإحداث التغيير من قبل المعارضة بعد أن أصبح الشارع عقيماً . فامتثال الشارع للقوة المفرطة من قبل الجيش و بعض ميليشيات السلطة و غباء بعض محاولي ركب الموج الثوري ، أخمد لهيب الهتافات و المطالبات و الحماس نحو غد افضل .
اليأس و الخذلان أفقد الصياحات عنفوانها ، فمن أُطالب بحقوقه يقابلني بعصا بندقيته و من اسعى لأجل وطن كريم يجمعني به ، يهاجمني بالشتائم .

ما عاد الشارع خياراً في بلد الطوائف و الطائفية . في بلد كل حزب يرى نفسه الغالب و المُؤتمن على حقوق الكون ، مروجا لعقيدة مفادها أن في ” غيره الرذيلة و الفساد و العمالة .
ما عاد الشارع خياراً لأن الحمقى كثر و الجموع اشتات .
لا أمل ببزوع الشمس من صناديق الاقتراع و لا أمل بفجر جديد للوطن في أيار ، هذا ليس تشاؤماّ فالحقيقة اعمق و اشد حلكة.

إذاً نحو النزال الديمقراطي بشكله لا مضمونه ، للحسم بين تجديد ثقة بمن حرثوا الوطن و رزعوا الخراب أو إحداث تغيير عبر مجموعات قيل عنها مستقلة .
قد يحسب للسلطة صفوفها للمرصوصة في مواجهة شتات التغيير الملطخ ببعض التوجهات المشبوهة لكن الأكيد أن في لبنان من ألم ما يحتاج لثورة للتعبير عنه .
كعادتها تتحضر الاحزاب بأساليبها المعتادة مع بعض التغييرات في الخطط و الحماس و الجرعة التخديرية للقطيع التابع .
محاولة استرجاع المسار الحذر للحياة السياسية عبر حكومة حالية هي أول خطوات لتأمين بيئة ملائمة للمعركة المقبلة . الحكومة المعتكفة عن الاجتماع و القرار و العمل بلا شك تؤثر في حظوظ السلطة الحالية و استمرارها .
و لأن المصلحة لا تتحقق إلاّ في استغلال ضعف ، لا شك أن الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الشعب اللبناني هي محور عمل الخلايا الحزبية في المناطق.
بين وعود تغييرية روتينية ، و رشاوى انتخابية مُقنعة ، لا بد من جهد مضاعف هذا العام .
على سبيل المثال لاحصر ، تغطية نفقات تعليمية او تقديم مساعدات عينية للمعيشة و التدفئة ليست جميعها بدوافع نبيلة . فوِدهم سينتهي مع فتح صناديق الاقتراع .و ستختفي خلاياهم ، و ستعود وحيداً تتلقى صفعات الحياة .سيعتريك شعور صاف ” لا شك فيه ” أنك كنت مخدوعاً !
أما المعارضة و إن كان عودها اكثر قساوة في الانتخابات النقابية و الجامعية ، ما زالت اغصانها هشة في الانتخابات النيابية و البلدية و ما زالت تحضيراتها في اطار الشعارات الانيقة فقط . و ممارساتها الحالية لا تنذر بأي شراسة مرتقبة في مواجهة السلطة و احزابها. دعوات التغيير يحتكرها جزء من الاحزاب التي أصبحت خارج السلطة ، هي احزاب بلا شك شاركت في المسار التخريبي للنظام و مؤسسات الدولة و ثرواتها ، غبي من يُعول على توبة سارق !
دعوات شبابية لا ترتقي لمستوى النزال الانتخابي ، فجدار السلطة و احزابها لن تخرقه بعض الاغان و خيام السهر و حلقات الرقص .
الحماس الشبابي بالتغيير إن استمر بالعشوائية لن يُكتب له النجاح في تحقيق مبتغاه . هذا الزخم يحتاج تخطيطاً و تعاوناً و تكتلاً .
بين هذا و ذاك ، يبقى وعي المواطن و الاحتكام لضميره و استنهاض جراحه و ألامه ، هو الحاكم ، و للحكم وجهان إحداهما الظلم و الفشل .

عن محمد ناصرالدين

محمد ناصرالدين - كاتب سياسي، حائز على دبلوم علوم سياسية/علاقات دولية من الجامعة اللبنانية في بيروت .

شاهد أيضاً

الأمن يوقف مروّج مخدرات على متن دراجة نارية

بالجرم المشهود في جل الديب: الأمن يوقف مروّج مخدرات على متن دراجة نارية ويضبط كميات كبيرة من الكوكايين والحشيش جاهزة للترويج في المتن

رصد دقيق يقود لتوقيف مروّج في المتن في إطار المتابعة اليومية لمكافحة تجارة وترويج المخدرات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *