جورج قرداحي
جورج قرداحي

رصاصة قرداحي الطائشة… هل أحرقت ورقة فرنجية الرئاسية؟

كتبت ابتسام شديد

أضرار كثيرة خلّفتها رصاصة وزير الإعلام جورج قرداحي التي أصابت بالعمق حكومة ميقاتي وقوى سياسية في طليعتها العهد المترنّح بأزمات الإنهيار وانفجار الرابع من آب ويواجه اليوم التهديد بالعزلة العربية والدولية.

ومع العلم أنّ الغضب السعودي موجّه ضدّ حزب الله بدرجة أولى والعهد والتيار الوطني الحرّ، إلّا أنّ الإصابة طالت أيضاً زعيم تيّار المردة سليمان فرنجية الذي تلقّف كرة نار تصريح وزير الإعلام و”المحرج” اليوم بوصفه المرجعية السياسية لقرداحي ممّا جعله في وضع لا يحسد عليه، فليس هو بقادرٍ على الذهاب بعيداً في التصعيد ضدّ دول الخليج مراعاة لمصالح اللبنانيين ومخاطر العزلة، كما يدرك من جهة أخرى أنّ ركوب موجة العزّة والكرامة ومجاراة حزب الله في المواجهة سيرتّب مخاطر أساسية ومع ذلك فإنّ تصريحات فرنجية صبّت في هذا الفلك.

قبل فترة كانت الأمور تسير على خير ما يرام بالنسبة إلى فرنجية الذي التزم النأي بالنفس في الكثير من الملفّات الداخلية، وابتعد عن الأضواء وصخب الخلافات في الوقت الذي كان فيه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل يحترق شعبياً بتظاهرة ١٧ تشرين وانفجار المرفأ. ورطة قرداحي، وإنْ كانت ليست السبب الحقيقي والوحيد للأزمة الراهنة أربكت رئيس المردة، كما أنّ استقالة وزيره تراجعٌ للمحور الذي ينتمي إليه. منذ مدّة كان فرنجية مرتاحاً لإشادة السيد حسن نصرالله بشخصه عقب أحداث الطيونة الذي خرج من سياق خطابه ليوجّه رسالة إلى الحليف في بنشعي بقوله “سليمان فرنجية وقف معنا في الإنتخابات الرئاسية وهذا موقف أخلاقي كبير جدّاً”؛ التذكير بتلك الواقعة من قبل نصرالله قبل اثني عشر شهراً من موعد الإستحقاق الرئاسي لم يكن عرضياً بل إنّه يأتي في سياق التوتّرات الداخلية والمواجهة بين حزب الله والقوّات والتوتّر غير المعلن عنه بين التيار وحزب الله على خلفية تحقيق المرفأ، ودعم الأول للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار وعلى ضوء ما وصل إلى الضاحية من معلومات عن تضمين القرار الظنّي اتّهاماً واضحاً لحزب الله في انفجار الرابع من آب.

“وعكة” قرداحي أزعجت سليمان فرنجية لأنّه حليف لحزب الله والنظام السوري، وفي الوقت نفسه ليس خصماً لدول الخليج، فالعلاقة التاريخية بين عائلة فرنجية والخليج ما اعترتها الشوائب على الرغم من الإختلاف السياسي بينهما، فمن المعروف أنّ ترشيح فرنجية إلى الإنتخابات الرئاسية لم يواجه اعتراضاً سعودياً كما حصل مع ميشال عون.

ثمّة من يعتبر أنّ هناك قلقاً جدّياً اليوم على حظوظ فرنجية الرئاسية المهدّدة بتصريح وأن يتكرّر سيناريو الأمس، فسليمان فرنجية اقتربت منه رئاسة الجمهورية وسحبت منه مرّتين، وهو مؤخّراً كان المرشّح الأقوى في فريق ٨ آذار بعد تراجع حظوظ النائب جبران باسيل الملاحق بالعقوبات الأميركية والذي صار “أعزلاً” من تحالفاته السياسية ومهدّداً بخسارة ثلث تكتّله النيابي، فهل أصاب فرنجية اليوم ما أصاب باسيل سابقاً وأصبح فعلاً فاقداً حظوظه الرئاسية مثل الأخير؟

عن Mohamad Jamous

شاهد أيضاً

الأمن يوقف مروّج مخدرات على متن دراجة نارية

بالجرم المشهود في جل الديب: الأمن يوقف مروّج مخدرات على متن دراجة نارية ويضبط كميات كبيرة من الكوكايين والحشيش جاهزة للترويج في المتن

رصد دقيق يقود لتوقيف مروّج في المتن في إطار المتابعة اليومية لمكافحة تجارة وترويج المخدرات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *